استئناف البناء في المستوطنات هو دعوة إلى المجتمع الدولي لمقاطعة إسرائيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•قرر رئيس الحكومة ووزير الدفاع الدفع قدماً ببناء مئات الوحدات السكنية في المستوطنات، بما في ذلك المستوطنات المعزولة التي لا تدخل في أي خطة ضم مستقبلية. طوال اكثر من عام جمدت الحكومة البناء، على ما يبدو خوفاً من أن تغير الإدارة الأميركية سياسة الفيتو، ومن أجل كبح الضغط الدولي. وليس من الواضح لماذا قرر بنيامين نتنياهو وموشيه يعلون العودة إلى البناء، ومنح المجتمع الدولي والولايات المتحدة خاصة ذخيرة جديدة لاستخدامها في مهاجمة إسرائيل.

•في السنوات الأخيرة، تحوّل البناء في المناطق [المحتلة]، الذي يعتبر انتهاكاً للقانون الدولي، إلى حجة أساسية لتجميد العملية السياسية وتصاعد المقاطعة غير الرسمية والرسمية ضد إسرائيل، وهو الذي غذى قرار الاتحاد الأوروبي وسم منتجات المستوطنات. وفي المقابل، حوّلت إسرائيل هذا البناء إلى رمز وطني على الرغم من أنه ثبت أن المستوطنات لا تساعد في أمن الدولة بل على العكس.

•يتعين على إسرائيل التي تخشى كل خطوة سياسية فلسطينية موجهة نحو لجم البناء، وتندّد بكل دولة تؤيد المبادرات الفلسطينية، والتي ترى القذى في عيون الناس ولا ترى الخشبة في عينيها، أن تنزع هذه الخشبة. إن مساهمة الحكومة في تنكر المجتمع الدولي لها جوهرية. وتصاريح بناء مثل تلك التي أصدرها نتنياهو ويعلون توضح حتى للإدارة الأميركية عدم وجود شريك [للسلام] في إسرائيل، وأن كل ما بقي لهذه الإدارة هو اتخاذ خطوات كابحة مثل دعم المطالبة الفلسطينية بتبني قرار في الأمم المتحدة ضد المستوطنات. صحيح أنه ثمة شك في أن قراراً كهذا سيوقف البناء في المناطق [المحتلة]، لكن يمكنه أن يبيّن بوضوح شديد وجهة نظر المجتمع الدولي، وأن يستخدم أساساً لسياسة أكثر عداء حيال إسرائيل. حينئذ سيضطر نتنياهو ويعلون إلى أن يشرحا للجمهور في إسرائيل لماذا عليه أن يدفع ثمن الجنون السياسي، ولماذا لا يستطيع علماء وباحثون المشاركة في مؤتمرات دولية، ولماذا البضائع من إسرائيل تواجه مصاعب تصدير.

•لكن يبدو أن هذه التهديدات لا تؤثر في الزعامة المتهورة التي تسعى إلى الحصول على إعجاب اليمين المتشدد الذي يلاحقها بإصرار، هذا اليمين الذي يشتم ويحقّر وزير الدفاع بسبب اصراره على المحافظة على القانون وعلى اجراءات فتح النار في الجيش الإسرائيلي وعدم الانجرار نحو الفوضى القاتلة، ويعتبر نتنياهو يسارياً ضعيفاً. 

•يتعين على زعامة عقلانية كبح البناء في المناطق [المحتلة] الآن، والبدء بمفاوضات جوهرية مع الفلسطينيين.