القوات الدولية تعود إلى الجولان السوري
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

بعد سنة ونصف السنة من الخروج السريع لجنود الأمم المتحدة من هضبة الجولان السورية، تستعد قوة الأمم المتحدة المكلفة بمراقبة فصل القوات في الجولان للانتشار مجدداً في الجانب السوري للحدود مع إسرائيل.

•في الأسابيع الأخيرة قام ضباط من قوات الأمم المتحدة (الأندوف) بعدة زيارات استطلاعية لمنشآت ونقاط مراقبة في الجولان السوري كانوا يشغلونها حتى أيلول 2014. وتنوي الأمم المتحدة العودة إلى نشر قوة المراقبين المؤلفة من جنود ينتمون إلى خمس دول في المواقع التي كانوا فيها منذ 1974 حتى 2014.

•يوجد مصلحة كبيرة للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية في عودة عناصر الأندوف إلى الحدود السورية، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى إيجاد عنوان ما يمكن التوجّه إليه وسط الفوضى السائدة في الجانب السوري من الحدود. 

•في إسرائيل لا يتوقعون أن تتدخل قوات الأمم المتحدة بصورة فاعلة إذا انزلق القتال من سورية نحونا، لكن مجرد وجود الأمم المتحدة على الأرض يوفر، في نظر إسرائيل،  ضمانة دولية معينة لمنع وقوع أعمال عدائية ضدنا. وتقوم فرضية العمل على أنه في حال وجود قوات دولية في المكان لا يستطيع مجلس الأمن تجاهل أعمال عدائية ضد هذه القوات وضد إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، فمنذ انسحاب الجيش السوري من الجولان لم يعد هناك فعلياً حدود لإسرائيل مع سورية لأن هذه الدولة تفككت. وعودة القوات الدولية إلى المنطقة من شأنها أن تغرس وتداً استعداداً للاحتمالات المستقبلية لتسويات جديدة على طول الحدود في الجولان. 

•تجدر الإشارة إلى أنه في لقاء الأسبوع الماضي نقل الرئيس رؤوفين ريفلين رسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مفادها أن إسرائيل معنية بعودة مراقبي الأمم المتحدة إلى حدودها الشمالية كجزء من وقف إطلاق النار في سورية. وطالب ريفلين بأن تدعم روسيا هذه الخطوة، وقيل إن الرئيس الروسي أبدى توجهاً إيجابياً حيال الموضوع. 

•عملياً بدأت مغادرة عناصر الأندوف سورية في أواسط سنة 2013 عندما أخرجت النمسا جنودها البالغ عددهم 380 جندياً (من مجموع نحو 900 جندي في الأندوف) من الجولان خوفاً على حياتهم. وفي سنة 2014 وقعت ثلاث حوادث خطف وهجوم على معسكرات جنود الأندوف في الجولان، وفي أعقاب ذلك تقرر في أيلول/سبتمبر من تلك السنة انسحاب شامل لمجموع قوة الأندوف من هضبة الجولان السورية إلى معسكرات ومواقع داخل أراضي إسرائيل. وبعد مرور بضعة أشهر أخلت قوة الأندوف أيضاً مركز قيادتها الأساسي في دمشق. ومنذ ذلك الحين ينتشر عناصر الأندوف في الجانب الإسرائيلي من الجولان، ويقدمون تقاريرهم إلى مجلس الأمن بما يتعلق بتحركات قوات الجيش الإسرائيلي والطائرات الإسرائيلية على طول الحدود مع سورية.

•وهكذا، بينما يقدّم جنود الأندوف تقارير تتعلق بخرق اتفاق فصل القوات من قبل الجانب الإسرائيلي، تسيطر في الجانب السوري من الحدود قوات من المتمردين ليس لديها أي التزام تجاه الاتفاقات التي وقعتها إسرائيل مع سورية في الجولان، ومن ضمن هذه القوات تنظيمات أصولية مثل "جبهة النصرة" وداعش اللتين تسيطران على الجزء الأكبر من المنطقة.

 

•طوال تلك الفترة ضغطت إسرائيل على الأمم المتحدة من أجل إعادة نشر قواتها في هضبة الجولان السورية. وفي 2013 أبدى الروس استعدادهم لإرسال جنودهم ليحلوا محل القوة النمساوية التي غادرت، لكن إسرائيل وخصوصاً مجلس الأمن في الأمم المتحدة لم يتحمسا لفكرة دخول قوات روسية إلى سورية من الباب الخلفي. في شباط/فبراير 2015 التقى سفير إسرائيل في الأمم المتحدة رون بروشاور قائد قوة الأندوف العميد بورنا تشاندرا ثابا من الفيلبين وطلب منه العودة إلى الجانب السوري بدلاً من البقاء على السياج في الجانب الإسرائيلي، لكن لم يُستجب لطلبه. و يأتي قرار الأمم المتحدة الحالي لإعادة الانتشار في هضبة الجولان السورية لينضم إلى عملية وقف إطلاق النار التي أُعلنت كجزء من الترتيبات السياسية التي تجري بلورتها في جنيف.