صفقة تهدئة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

•الهجمات الأربع التي وقعت بالأمس تزيد أكثر فأكثر ضرورة محاولة إنهاء، أو على الأقل تهدئة، موجة الارهاب المستمرة منذ خمسة أشهر. يبدو أنه لا يوجد حل عملياتي فوري لذلك. ومن الواضح أيضاً أن حلاً سياسياً (من نمط خطة "دولتين") غير ممكن في المستقبل القريب. ما بقي في المدى القريب هو إدارة أفضل للوضع الحالي.

•ومعنى إدارة صحيحة هو تقديم رد أفضل على كل ما يزعجنا وكل ما يزعج الفلسطينيين أيضاً. من الواضح أن الذي يزعجنا هو موجة الإرهاب، لذا يجب أن نحاول تهدئته بكل الوسائل، وليس فقط العملانية. 

•أمّا الجانب الفلسطيني، ومثله أغلبية العالم ومن بينه الولايات المتحدة، فإنه لا يستطيع القبول باستمرار البناء في المناطق. في مثل هذا الوضع، من الأصح أن نعمل على "صفقة رزمة" تحاول أن تعطي لكل طرف الأكثر أهمية بالنسبة إليه من دون الإضرار بالطرف الآخر.

•تُجمع جميع الأطراف المهنية في إسرائيل على أن أحد العناصر المشجعة على الارهاب الفلسطيني هو التحريض وتأييد أعمال القتل التي نسمعها من جهات رسمية في السلطة الفلسطينية. ويبرز ذلك من خلال ما يبثه الراديو والتلفزيون في السلطة الفلسطينية، وخصوصاً في البرامج التعليمية الفلسطينية.

•وتتهم أغلبية السياسيين الإسرائيليين السلطة بأنها هي من يشجّع الإرهاب. لكن ليس هناك أي فرصة لأن تؤدي الاتهامات الانفعالية للسياسيين إلى تغيير فعلي. 

•إن تغييراً فعلياً معناه مراجعة عميقة للرسائل الرسمية وتحويلها إلى رسائل سلام وحرص على حياة الإنسان، يتطلب قراراً استراتيجياً فلسطينياً والتزاماً حقيقياً بتنفيذه. نريد من أبو مازن وسائر زعماء السلطة ألا يكتفوا بالتعاون الأمني مع إسرائيل، ولكن أن يدينوا أيضاً علناً قتل مدنيين يهود. والسبيل الوحيد لإحداث مثل هذا التغيير هو على ما يبدو صفقة رزمة تتناول أيضاً الهّم الفلسطيني. 

•بناء على ذلك، فإن الأمر الصحيح الذي يجب أن نقوم به هو القبول الآن بالاقتراح الأميركي العائد إلى سنة 2004. لقد كان الأميركيون حينذاك واليوم أيضاً، أقل قلقاً من حجم البناء في المستوطنات ومن زيادة عدد اليهود الذين يسكنون فيها، لكنهم قلقون جداً من بناء أحياء يهودية على أراض جديدة. وقضم أراضي الغير هو الذي يشكل في نظرهم وضعاً لا عودة عنه وتهديداً حقيقياً لامكانية التوصل ذات يوم إلى اتفاق، كما أن هذا موضوع قلق فلسطيني أيضاً.

•الحل بسيط: أن يجري إعداد خريطة مع رسم الحدود الحالية لجميع المناطق المبنية في المستوطنات. وفي إمكان إسرائيل مواصلة البناء في داخل الحدود المرسومة، وأيضاً في مناطق غير مبنية في المستوطنات القائمة، لكنها لا تستطيع الاستمرار في قضم أراض جديدة. وبذلك، لن يكون هناك تجميد للبناء بحد ذاته، لكن سيكون هناك تجميد للأراضي التي تبنى عليها مستوطنات يهودية.

•والمقصود هو اتفاق بسيط نسبياً إذا تحقق يمكن أن يهدّئ ويخفض حدة الاتهامات المتبادلة، وفي موازاة ذلك يمكنه أن يضعف الحوافز لمبادرات دولية خطرة على إسرائيل. إذا كان الارهاب الحالي يؤلمنا، وإذا كنا نؤمن بما نقوله عن تأثير التحريض الفلسطيني في "إرهاب الأفراد"، فيجب علينا أن نفعل شيئاً. ليس واضحاً أبداً إذا كان الفلسطينيون سيوافقون على تسوية كهذه، لكن من الواضح أن رفضاً فلسطينياً سيخدم إسرائيل، وبالنسبة إلينا فإننا سنكون رابحين في كلتا الحالين.