العداء لإسرائيل سيستمر برغم فوز الإصلاحيين في الانتخابات الإيرانية
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

•تظهر نتائج الانتخابات التي أُعلنت أن المحافظين – المعتدلين والاصلاحيين نالوا 44 مقعداً من أصل 88 في "مجلس الخبراء" الذي يراقب المرشد الروحي، ومن المفترض أن ينتخب المرشد الروحي المقبل الذي سيحل محل خامنئي. وسيشغل عشرة مقاعد أخرى محافظون مستقلون يبدو أنهم سينضمون إلى ائتلاف مع أتباع الرئيس المعتدل روحاني ويعززون هذا الفوز بصورة كبيرة. وبالمناسبة، حتى رئيس المجلس الحالي [للخبراء] آية الله مصباح يزدي، الذي يعتبر احدى الشخصيات البارزة وسط المحافظين الأصوليين في طهران، لم ينتخب. وليس هناك تعبير أكبر من هذا على الانقلاب الذي حدث في إيران.

•وتشير نتائج الانتخابات للبرلمان أيضاً إلى فوز المحافظين المعتدلين والاصلاحيين. وإذا نال هؤلاء الأغلبية في البلدات التي ستجري فيها دورة ثانية، وعرف روحاني كيف يشكل ائتلافاً بصورة صحيحة، فيمكن افتراض أنه سيحصل على حرية عمل أكبر في المجال الاقتصادي.

•أمام هذه النتائج في استطاعة الرئيس أوباما الادعاء بأن سياسته حيال إيران القائلة بأن الاتفاق النووي سيؤدي إلى تعزيز المعتدلين وربما إلى تغيير السياسة الإيرانية إزاء الغرب، قد أثبتت صحتها. ويضاف إلى ذلك تقرير لجنة المراقبة الدولية للطاقة النووية الذي نُشر يوم الجمعة، ورأى ان إيران تحترم شروط الاتفاق باستثناء خرق صغير الحجم في كميات المياه الثقيلة المسموح لها بالاحتفاظ بها. وبعد توجيه ملاحظة بهذا الشأن إلى الإيرانيين جرت تسوية الموضوع. المشكلة هي أن هذا الفصل الأول يمكن أن يكون الفصل الأخير بالنسبة للتيار المعتدل في إيران، وعندما سيحدث ذلك لن يكون أوباما رئيساً.

•لكن بالنسبة للشرق الأوسط، فالانتخابات في إيران لا تحمل معها أي بشرى سعيدة. وأهميتها الأساسية هي قبل كل شيء داخلية – إيرانية. إنها بالطبع تقوي الرئيس روحاني وتمهّد لانتخابه لولاية ثانية في سنة 2017، لكنه حتى ذلك الوقت بحاجة إلى تقديم إنجازات اقتصادية مهمة، بينما الوضع الاقتصادي العالمي - وبخاصة سعر النفط - لا يساعد على ذلك. وعلى عكس توقعات المواطنين، لن تتحقق التقديرات بنمو جنوني للاقتصاد في إيران، ومن أجل الحصول على هدوء مصطنع من جانب المحافظين - المتشددين سيضطر روحاني إلى التنازل عن كل ما له صلة بالسياسة الخارجية التي يديرها خامنئي وأتباعه في الحرس الثوري وفيلق القدس.

 

•بناء على ذلك، وعلى الرغم من نتائج الانتخابات، فإن مدى تدخل إيران في الشرق الأوسط عامة وفي مواجهة إسرائيل خاصة لن يتغير نحو الأفضل، بل على العكس. وتتحدث تقديرات الوضع في إسرائيل عن أن العداء الإيراني سيستمر بكامل شدته، وكلما حاول روحاني تحسين علاقاته مع الغرب ومع الولايات المتحدة، فإنه سيظهر المزيد من العداء تجاهنا. كما أن تدخل الحرس الثوري في لبنان وسورية وغزة وفي جميع المناطق الأخرى التي لها صلة بالمواجهة مع إسرائيل لن يضعف، بل على العكس فإنه سيزداد. كذلك سيزداد تعاظم قوة الجيش الإيراني مع توظيفات هائلة تقدر بـ20 مليار دولار، ولا يوجد أي دليل على أن إيران تنوي خفض المبالغ التي تحولها إلى حزب الله، أو وقف التوظيف في برامج استراتيجية مثل الصواريخ البالستية البعيدة المدى.

 

 

المزيد ضمن العدد 2323