•كلام الوزير زئيف ألكين في جامعة بارإيلان بشأن احتمال انهيار السلطة الفلسطينية يستحق الاهتمام، سواء أكان تمنيات أم تحذيراً. إن السلطة الفلسطينية هي مجموعة سِقالات لم تؤد إلى بناء منزل. كان من المفترض أن تبقى خمسة أعوام، وأن تستبدل في نهاية ثلاث سنوات من مفاوضات جدية على الاتفاق الدائم بين إسرائيل ومنظمة التحرير، بمؤسسات تنشأ نتيجة هذه المفاوضات. لكن هذا لم يحدث. السلطة الفلسطينية موجودة منذ 22 عاماً، ولم يكن مفترضاً أن تبقى كل هذه المدة، وهي الآن مسؤولة عن جزء صغير من الضفة الغربية فقط، ومسؤوليتها عن قطاع غزة شكلية، وهي موجودة لأنها مريحة لإسرائيل، وللمؤسسة الفلسطينية التي خسرت الدعم الشعبي ودعم العالم.
•كان من المفترض أن تشكل السلطة الفلسطينية حيزاً يتيح للفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية وقطاع غزة حكماً ذاتياً. واكتشف كبار المنتقدين لاتفاق أوسلو من اليمين [الإسرائيلي] - بعد عودتهم إلى السلطة سنة 1996- أن السلطة الفلسطينية يمكن أن تتحول إلى أفضل حل مريح من وجهة نظرهم: تمويل كل حاجات الفلسطينيين الذين يعيشون تحت سيطرة إسرائيل يجري بواسطة الدول الغربية المانحة التي تقدم سنوياً أموالاً طائلة وتمول الميزانية الفلسطينية؛ قوات الأمن الفلسطينية تعمل في أغلب الأحيان بتنسيق ناجح مع جهات أمنية إسرائيلية؛ ومن الممكن مواصلة البناء في المناطق لأن اتفاق أوسلو لا يمنع ذلك صراحة (وإنما بصورة غير مباشرة، فهو يدعو إلى الامتناع عن نشاطات تقرر مسبقاً على الأرض طبيعة الاتفاق الدائم)؛ وما دام لا يوجد هناك اتفاق آخر، فإن جميع الأطراف يتوجب عليها الالتزام به. حتى لو استمر الاتفاق الموقت إلى ما لا نهاية، فما هو أفضل من ذلك؟
•ظاهرياً، كان في إمكان الفلسطينيين أن يقوموا في 4 أيار/مايو 1999 (الموعد المتفق عليه للتوصل إلى الحل الدائم)، بإعلان تخليهم عن السلطة الفلسطينية لأنه لم تحصل أي محاولة جدية للتوصل إلى الاتفاق الدائم، ولأن الاتفاق الموقت انتهى، ومن ثم يطلبون من الدول المانحة وقف مساعداتها وإعادة المفاتيح إلى إسرائيل كي تعود إلى إدارة المستشفيات والمدارس، وكي نشعر بعبء المسؤولية من جديد. وأيضاً الرئيس عباس قال إنه يفكر جدياً بهذا الخيار لكنه تراجع عنه. إن آخر شيء تحتاجه إسرائيل هو العودة إلى دفع مليارات الدولارات لتمويل الحاجات الجارية للسكان الفلسطينيين ووقف التنسيق الأمني معهم. تعرف الدول المانحة أن مساهماتها تسجل بدقة في البيت الأبيض، وتعتبر ذلك بطاقة دخول لرؤسائها إلى مكتب [الرئيس الأميركي] في البيت الأبيض، ويفضل السياسيون الفلسطينيون مواصلة التمتع بكل ما له صلة بالحكم.
•لا يوجد اليوم ما يبرر وجود السلطة الفلسطينية. الإسرائيليون والفلسطينيون يعرفون ذلك، والأسباب التي تجعلها ما تزال موجودة ليست مهمة. وبما أن الأمر كذلك، فمن المعقول أن تنهار. ويجدر بالإدارة المدنية أن تستعد جيداً لعودة الحكم الإسرائيلي إلى رام الله والخليل ونابلس.