من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•تفضل حكومة إسرائيل - والذي يرأسها كذلك - البحث عن أصحاب بعض المهن من الخارج بدلاً من مد اليد للاستعانة بالأشخاص الموجودين تحت بصرهم. وهكذا على سبيل المثال، يرسل طالبو اللجوء إلى الاحتجاز في منشأة حولوت كي يتعفنوا، بينما يجري استيراد العمال التايلنديين للعمل في الزراعة في منطقة عربة. وهكذا أيضاً يبقى عمال البناء الفلسطينيون خلف الحواجز، بينما يقوم العمال الصينيون بأعمال البناء.
•في الفترة الأخيرة، أعلن بنيامين نتنياهو أنه سيتدفق قريباً إلى إسرائيل مهندسون لأن "الصناعة تحتاج" إلى ذلك. وفي الواقع، تحتاج صناعة التكنولوجيا العالية (الهاي تك) إلى مهندسين، لكن هذا النقص يعود أيضاً إلى أن الدولة لا تحصي المهندسين العرب لأنهم لم يمروا عبر الجيش الإسرائيلي [لا يؤدون الخدمة العسكرية الإلزامية].
•هناك أكثر من 500 طالب عربي يدرسون في كل عام مهناً يستطيع نظراؤهم اليهود العمل بها في قطاع التكنولوجيا العالية. هم يصلون إلى الجامعات والمعاهد الإسرائيلية وينهون دراستهم بامتياز. وعلى الرغم من ذلك، فإن 50% منهم قالوا في الفترة الأخيرة إنهم لم ينجحوا في العثور على عمل في اختصاصهم بعد نصف سنة على الأقل من إنهاء دراستهم. وهذا رقم مثير للقلق: بدلاً من أن تأخذ صناعة تحتاج إلى أيد عاملة جيدة وأدمغة ذكية كل مهندس ولا سيما إذا أنهى دراسته في معهد معروف وبامتياز كبير، فإن الأمور في إسرائيل لا تجري على هذا النحو.
•وعلى الرغم من نشاط منظمات قطاع ثالث مثل "تسوفن" و"كاف مشفيه" و"معنتاك" و"ITWORKS" التي تعمل على ربط العامل العربي بالصناعة التي تحتاج إليه، فإن عدداً غير قليل من المهندسين العرب من المواطنين في إسرائيل، يتوجهون إلى تعليم الرياضيات في المدارس بدلاً من دخول مجال التكنولوجيا العالية، والمساهمة في تطويره والحصول على أجور أعلى بكثير.
•هناك أسباب كثيرة ومتنوعة لهذا الوضع: المهندسون العرب لا ينجحون في اختبارات معاهد التصنيف بعلامات عالية، لأن الاختبارات ليست ملائمة لهم. وعندما يجتازون هذه الاختبارات، سيكون مطلوباً منهم الانتقال يومياً مئات الكيلومترات إلى مراكز عملهم، لأن صناعات التكنولوجيا العالية لا تزال متمركزة في معظمها وسط البلاد وليس في شمالها. وإذا كانوا من بلدة في الجليل ويريدون الانتقال إلى هرتسليا مثلاُ، فإنهم سيجدون صعوبة في العثور على شقة أو مدرسة للأولاد. وفوق هذا كله يخيم عليهم على الدوام الخوف من الآخر والمختلف، ولا سيما في فترات التوتر وفي ظل محاولة المحافظة على فقاعة التكنولوجيا العليا منسجمة وعسكرية.
•لكن يمكن التغلب على هذه المصاعب. إن خطة استراتيجية بعيدة المدى تشمل رفع مستوى الوعي وبخاصة تمويل أصحاب الأعمال، تشكل حلاً ممكناً. صحيح أن هذا يتطلب استثماراً بعيد المدى وبصورة خاصة رغبة حقيقية في دمج المواطنين العرب في قلب الحياة التجارية في إسرائيل، إلا أن هذه هي مهمة الحكومة التي من المفترض أن تحرص على مصلحة عموم مواطنيها.