وجّه وزير التربية والتعليم الإسرائيلي رئيس حزب "البيت اليهودي" نفتالي بينت انتقادات حادّة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع موشيه يعلون في ما يتعلق بالسياسة الأمنية التي ينتهجانها، وأكد أن الخطر الأكبر على أمن إسرائيل هو "الجمود الفكري" الذي أصاب صناع القرار الإسرائيليين.
وقال بينت في سياق كلمة ألقاها أمام مؤتمر "تقدير استراتيجي لإسرائيل لسنة 2016" الذي عقده "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب أمس (الثلاثاء)، إن التهديد المركزي لأمن إسرائيل لا يأتي من الشمال أو الجنوب، ولا من صواريخ "حماس" وحزب الله، ولا حتى من إيران، وإنما من الجمود الفكري المسيطر على أصحاب القرار.
وأضاف: "بدلاً من أن نصنع مستقبلنا بأيدينا، تنجر إسرائيل وراء الوضع القائم. وهذا بنظري الخطر الأكبر على أمن إسرائيل". وأضاف أن حقيقة أن الجيش الإسرائيلي هو الجيش الأفضل في العالم، لا تعني أن قادة الدولة ينتهجون استراتيجيا صحيحة.
وأشار إلى أن أعداء إسرائيل يطوّرون قدرات جديدة طوال الوقت وإلى أن هذه القدرات تجعل التطورات الإسرائيلية غير ذات صلة. ولفت إلى أن طائرات "إف 35" باهظة الثمن لن تجدي كثيراً في مقابل مقاتلي الكوماندوز لدى "حماس" الذين يحفرون أنفاقاً نحو البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة.
وأكد أن ما تحتاج إليه إسرائيل هو أن تتقدّم من ناحية فكرية وأن تعتمد مفهوماً أمنياً جديداً وعدم الاكتفاء باقتناء أسلحة جديدة.
وتطرق بينت إلى المواجهة العسكرية الأخيرة بين إسرائيل و"حماس" [عملية "الجرف الصامد" العسكرية في صيف 2014]، فقال إن هذه المواجهة كانت مثالاً جيداً للفجوة الكبيرة بين قادة الجيش الإسرائيلي وقادة الدولة. وأشار إلى أنه في حين أبدى قادة الجيش عزماً وتصميماً على التصدي لأنفاق "حماس"، كان قادة الدولة عالقين في مفهوم أن "حماس" لن تستخدم هذه الأنفاق.
وأشار بينت أيضاً إلى الجبهة الشمالية فتساءل: "كيف يحدث أننا نخرج من الحروب مع حزب الله ونحن ننزف بينما يتمتع رأس الأفعى بحصانة؟ وهل علينا أن نعيش دائماً مع الفكرة القائلة بأن حزب الله هو العدو بينما يقول القادة إنه مجرد ذراع لإيران في المنطقة؟. فمن هو العدو إذاً؟ ومن الذي يتعيّن علينا ضربه؟".
ووصف مقربون من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أقوال بينت هذه بأنها سخيفة ولا تستحق التعقيب.