إسرائيلي حتى النهاية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو تعريف جديد لشعار "دولتين لشعبين" هو: شعب أول، الشعب اليهودي "إسرائيلي حتى النهاية" ليس ملوثاً بالإرهاب وهو موال للدولة حتى العظم، وشعب ثان، عربي في إسرائيل، والأصح إسلامي في إسرائيل، يسكن في جيوب لا تخضع للقانون، يجمع السلاح ويعنى بالتحريض الإسلامي وبالإرهاب. رسمياً هم مواطنو الدولة عينها، لكن شعورياً، بحسب نتنياهو، هما شعبان متعاديان.

•بلا شك يتباهى نتنياهو بأن حكومته وافقت، بعد تأخير استمر أجيالاً، على إعطاء الأقلية العربية 15 مليار شيكل من أجل تقريبها من الوسط اليهودي- الإسرائيلي. لكن في الوقت عينه، فإنه يبعد العرب من إسرائيل كما لو أنهم شعب مصاب بالجذام.

•عندما يتحدث رئيس الحكومة عن عدم استعداده لقبول "دولتين في إسرائيل: دولة قانون لأغلبية مواطنيها، ودولة داخل الدولة لجزء من المواطنين في جيوب لا يطبق فيها القانون، ويمارس فيها التحريض الإسلامي وفيها سلاح غير شرعي بكميات وفيرة"، فإن السؤال المباشر هو: من الذي منع نتنياهو من تطبيق القانون حتى الآن؟ ومن أوقفه عن اقامة مراكز للشرطة، والدفع قدماً بالتعليم وتبني العرب ليكونوا جزءاً لا يتجزأ من المجتمع الإسرائيلي؟

•لكن أكثر ما يثير القلق هو الاتهام الجارف للأقلية العربية. فكلمات مثل "جيوب" و"تحريض إسلامي" و"سلاح بوفرة"، ليسس المقصود بها مواطنون أفراد منخرطون في الإرهاب والجريمة. فمن الواضح لكل إسرائيلي، عربياً كان أم يهودياً، ما هي هذه "الجيوب" وأين تقع. إنها تلك التي يقطنها نحو 20% من سكان إسرائيل. 

•لا توجد لنتنياهو الذي يثور ضد الاتهام الجماعي الموجه إليه من قبل الصهيونية الدينية، أو من قبل الحاخامين والقاطنين في المستوطنات - الذين هم أيضاً كان يمكن اعتبارهم جيوباً لا يطبـق فيها القانون الإسـرائيلي ويوجــد لديهـم السلاح بوفرة – مشكـلة في رسم خطوط فصل عنصري. وبالنسبة إليه، مثلما "هدد" العرب باحتلال صناديق الاقتراع، فهم اليوم العدو الذي يهدد بتدمير الدولة بالارهاب. وهؤلاء العرب، يشكو نتنياهو، بدلاً من أن يكونوا ممتنين لسخاء الحكومة فإنهم يعضون اليد التي تطعمهم، كأنهم حيوانات أليفة نسيت دروس ترويضها.

•يبدو أنه لم يعد في الإمكان إغلاق النبع الكريه الذي يستمد منه نتنياهو ترهاته ويملأ بها فضاء الخطاب الإسرائيلي. لكن يمكن بناء خطاب بديل مواز لخطاب رئيس الحكومة العنصري، خطاب يوضح بصورة لا لبس فيها كون المرء "إسرائيلياً حتى النهاية"، متمثل في المكانة الطبيعية التي لا جدال فيها لكل مواطن في الدولة، يهودياً كان أو عربياً. 

 

 

المزيد ضمن العدد 2284