قال بيان صادر عن الناطق بلسان الشرطة الإسرائيلية إن الشرطة ستواصل اليوم (الاثنين) لليوم الرابع على التوالي أعمال البحث في مناطق متعددة من إسرائيل عن الشاب العربي نشأت ملحم من قرية عرعرة [منطقة المثلث] مرتكب اعتداء إطلاق النار في تل أبيب يوم الجمعة الفائت والذي أسفر عن مقتل شخصين وإصابة ثمانية أشخاص آخرين بجروح.
ودعت الشرطة الجمهور العريض إلى إبداء الحذر واليقظة وإبلاغها بأي حادث أو شخص يثير الشبهات.
وذكر البيان أنه خلال أعمال البحث التي جرت الليلة الماضية في مدينة يافا، تعرض أفراد من الشرطة لاعتداء وتم اعتقال عدد من الأشخاص.
وخفضت محكمة الصلح في حيفا أمس فترة اعتقال جودت ملحم شقيق نشأت بيومين، وكان مقرراً أن يبقى قيد الاعتقال حتى يوم الخميس المقبل.
وعقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية - الأمنية مساء أمس (الأحد) اجتماعاً طارئاً لمناقشة آخر التطورات الأمنية.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الأسبوعي الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية بكامل هيئتها صباح أمس، إن إسرائيل دولة قانون وستفرض سلطة القانون على جميع المواطنين وفي كل أنحاء الدولة.
وأضاف أن الحكومة ستقرّر تشديد المعايير المتعلقة بفرض سلطة القانون في جميع المجالات بما في ذلك قوانين تنظيم البناء ومعالجة التحريض في المساجد.
وأشار إلى أنه سيتم جمع الأسلحة غير المرخصة التي توجد بكميات كبيرة في المجتمع العربي، وأكد أن هذه الإجراءات لن تقتصر على هذا المجتمع وحده.
وقال نتنياهو: "عندما شكلنا هذه الحكومة طلبتُ من وزير الأمن الداخلي وبعد ذلك من القائد العام للشرطة أن يبذلا جهوداً عملاقة من أجل تغيير واقع موجود في الدولة منذ نحو 70 عاماً وهو عدم تطبيق القانون في الوسط العربي. المواطنون العرب يعانون من الإجرام المتزايد وجميع المواطنين في دولة إسرائيل يعانون من التحريض والعنف اللذين يمارسان على خلفية جنائية وقومية وهذا يضر بجميع المواطنين في البلد. إن هذه الجهود حقيقية وقررنا أن نحدث تغييراً سيؤدي إلى تطبيق القانون على جميع الصعد: في قوانين البناء حيث لم يطبق القانون إطلاقاً، وفي قوانين الضجة من المساجد والتحريض الذي يُمارس فيها وطبعاً في شبكات التواصل الاجتماعي وللأسف أيضاً في المدارس. كما سيتم جمع الأسلحة غير الشرعية التي توجد بكميات كبيرة جداً في الوسط العربي".
وأضاف نتنياهو أن هذه النشاطات بدأت وستستمر وتتوسع خلال الأيام المقبلة.
وكان نتنياهو تفقد مساء يوم الجمعة الموقع الذي وقع فيه الاعتداء في شارع "ديزنغوف" في وسط تل أبيب حيث استمع إلى تقارير حول سير التحقيق قدمها كل من وزير الأمن الداخلي غلعاد إردان، والقائد العام للشرطة روني ألشيخ، وقائد الوحدة المركزية التابعة للشرطة.
وقال رئيس الحكومة في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام، إن الشرطة وجهاز الأمن العام ["الشاباك"] يعملان من دون هوادة من أجل إلقاء القبض على مرتكب الاعتداء.
وأضاف أنه يقدّر التنديدات بهذه العملية التي تم التعبير عنها في أوساط الجمهور العربي وأنه يتوقع من جميع أعضاء الكنيست العرب أن يدينوا عملية القتل هذه بدون تأتأة أو مراوغة.
وقال نتنياهو: "هناك الكثيرون من المواطنين المسلمين في إسرائيل الذين يخرجون ضد العنف ويتمنون أن يكون هناك فرض كامل للقانون في بلداتهم. مع ذلك نعلم جميعاً أن هناك تحريضاً وحشياً يمارسه الإسلام المتطرف في الوسط العربي ضد دولة إسرائيل. هناك تحريض في المساجد وفي المدارس وفي شبكات التواصل الاجتماعي. إننا نعمل بصرامة ضد هذا التحريض كما فعلنا عندما أخرجنا الجناح الشمالي للحركة الإسلامية وحركة "المرابطون" عن القانون. لن أقبل وجود دولتين في إسرائيل: دولة قانون بالنسبة إلى معظم مواطنيها، ودولة داخل دولة بالنسبة إلى جزء من مواطنيها في الجيوب التي لا يتم فيها فرض أحكام القانون ويمارس فيها تحريض إسلامي ديني وتوجد فيها كميات كبيرة من الأسلحة غير الشرعية التي تستخدم في المناسبات والأعراس وأيضاً في أعمال إجرامية غير متوقفة. هذا العصر انتهى".
وأشار رئيس الحكومة إلى أنه قام أخيراً ببلورة خطة مع وزير الأمن الداخلي والقائد العام للشرطة لفرض أحكام القانون في الوسط العربي كله خُصصت لها أموال طائلة وموارد كثيرة.
وأضاف: "سنقيم نقاط شرطة جديدة وسنجند المزيد من أفراد الشرطة وسندخل جميع البلدات وسنطلب من الجميع الولاء لقوانين الدولة. لا يمكن القول إنني إسرائيلي في الحقوق وفلسطيني في الواجبات، ومن يريد أن يكون إسرائيلياً فليكن إسرائيلياً بشكل كامل في الحقوق وفي الواجبات على حد سواء، والواجب الأول والأعلى هو الانصياع لقوانين الدولة".
وشدّد نتنياهو على أنه ينظر بإيجابية إلى الاندماج المتزايد لأبناء الطائفتين المسيحية والدرزية والبدو في الشمال والمجتمع الإسلامي أيضاً في الجيش وفي الخدمة المدنية وفي كل أبعاد الحياة في الدولة، ودعا جميع المواطنين في إسرائيل وخصوصاً المواطنين المسلمين إلى نهج الاندماج والتعايش والسلام بدلاً من نهج التحريض والكراهية والتطرف.
وتوالت ردود الفعل في الحلبة السياسية على اعتداء إطلاق النار في تل أبيب.
وقال رئيس تحالف "المعسكر الصهيوني" زعيم المعارضة عضو الكنيست يتسحاق هيرتسوغ إن إسرائيل بحاجة إلى تغيير عقيدتها الأمنية نظراً إلى أن ما يخيم على المشهد منذ عدة أشهر هو "إرهاب" الأفراد وليس المنظمات.
وأضاف هيرتسوغ خلال ندوة ثقافية في تل أبيب أول من أمس (السبت)، أن العقيدة الأمنية الجديدة يجب أن تستند إلى ردّ عسكري شديد ومؤلم إلى جانب عمل مدني عبر شبكات التواصل الاجتماعي وإطلاق عملية سلام جدّية تؤدّي إلى الانفصال السريع عن الفلسطينيين.
ودعا هيرتسوغ أيضاً إلى التحلّي بضبط النفس وعدم تأجيج الخواطر بين مواطني الدولة العرب واليهود.
وأكد عضو الكنيست يائير لبيد رئيس حزب "يوجد مستقبل" أن الاعتداء في تل أبيب يسلط الضوء على الانتشار المكثّف للأسلحة غير المرخصة في المجتمع العربي ما يستدعي التعامل السريع مع هذه المشكلة.
ونددت لجنة المتابعة العليا في المجتمع العربي بعملية القتل في تل أبيب.
وجاء في بيان أصدرته اللجنة أول من أمس، أن هذه العملية تتنافى وسبل النضال الديمقراطي المشروع التي اختارها السكان العرب في إسرائيل على تعدّد أطيافهم.