الجيش الإسرائيلي يحذّر نصر الله
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

– الموقع الإلكتروني
المؤلف

•يتعاملون في الجيش الإسرائيلي بجدية كبيرة مع تهديدات حسن نصر الله بالانتقام لاغتيال سمير القنطار، وهم يقومون بالاستعداد لذلك. وتجري في هيئة الأركان العامة تقديرات للوضع بشأن الطريقة التي ينوي نصر الله تنفيذ تهديده من خلالها، ويبرز تخوف واضح من احتمال أن يرتكب الأمين العام لحزب الله خطأ في تقدير رد إسرائيل على هجوم أو عملية انتقامية من أي نوع كانت، سواء في  الجبهة الشمالية (على الحدود مع لبنان أو سورية) أو خارج البلد، أو حتى داخل اراضي إسرائيل.

•ويذكّر مسؤولون كبار في الجيش بكلام نصر الله في مقابلة أجريت معه في صيف 2006 بعد حرب لبنان الثانية، اعترف فيها حينها بأنه لم يقدّر بصورة صحيحة رد حكومة إسرائيل على الكمين الذي خُطف فيه ألداد ريغيف وإيهود غولدفاسر. وكما هو معروف، شنت إسرائيل بعد هذا الكمين حرباً تكبد فيها حزب الله ولبنان مئات القتلى إلى جانب الضرر الجسيم الذي لحق بالمراكز السكانية. كما تكبدت إسرائيل أيضاً خسائر وتعرضت لآلاف الصواريخ، لكن الضرر الذي لحقها أقل بكثير منه في الجانب اللبناني. وفي أعقاب النتائج المدمرة لهذه الحرب، امتنع حزب الله تقريباً بصورة مطلقة، منذ تسع سنوات، عن الدخول في مواجهات عسكرية كبيرة مع إسرائيل. 

•اليوم أيضاً لا يقدّر نصر الله بصورة صحيحة نيات إسرائيل في الرد بقوة على كل هجوم ضد مواطنيها وجنودها أو على سيادتها. ويقول مصدر عسكري رفيع بوضوح إن نصر الله وحزب الله سيرتكبان خطأ خطيراً إذا قررا القيام بهجوم انتقامي دموي رداً على اغتيال القنطار الذي ينسبونه إلى إسرائيل. وعلى أي حال، فإن قوات الجيش الإسرائيلي في حال تأهب على طول الجبهة الشمالية، وطُلب من المواطنين عدم الاقتراب من السياج الحدودي خوفاً  من التعرض لإطلاق نار من جانب حزب الله. وهدف الجيش هو أن يمنع قدر المستطاع وجود أي أهداف ممكنة لحزب الله في منطقة السياج الحدودي.

•تقول مصادر أمنية في إسرائيل إن الوضع اليوم مختلف تماماً، وإن نصر الله يرتكب خطأ خطيراً إذا اعتقد أن إسرائيل ستضبط نفسها رداً على هجوم انتقامي، لأنها الآن مستعدة استخباراتياً وعملانياً ودفاعياً، وبصورة خاصة هجومياً، لمعركة أو حرب مع لبنان. وفي هذا السياق يشيرون في المؤسسة الأمنية إلى أن رئيس الأركان ونائبه كانا قائدين برتبة لواء في المنطقة الشمالية، حيث خدما في السنوات الأخيرة، وهما من قاما بإعداد الجيش تحديداً لمعركة قد يجُر نصر الله لبنان إليها. ومن المهم الاشارة في هذا الشأن إلى أن رئيس الاستخبارات العسكرية الحالي، اللواء هرتسي هليفي، كان قائداً لفرقة الجليل التي خططت للمعركة الهجومية المقبلة على الحدود مع لبنان.

•وثمة حقيقة مهمة من المعقول أن يكون لها علاقة باستعدادت الجيش الإسرائيلي للرد بسرعة على أي عملية انتقامية من جانب حزب الله، هي تعيين العقيد أفيعاد من سلاح الجو قائداً لـ"القوة النارية" في قيادة المنطقة الشمالية. وأفيعاد طيار حربي تولى حتى الفترة الأخيرة رئاسة وحدة مشاركة سلاح الجو في معارك برية، وقد حل محل العقيد إيلان ليفي من سلاح المدفعية الذي أقاله رئيس الأركان بسبب كشفه معلومات سرية أمنية.

•ويشير التعيين السريع الذي تم خلال أقل من 48 ساعة من الإقالة لشخص في سلاح الجو في منصب كان منذ قيام الجيش الإسرائيلي في يد شخص من سلاح البر، إلى الحاجة الملحة التي يراها رئيس الأركان للاستعداد السريع لقيادة المنطقة الشمالية لمواجهة كل تطور، كما يشير الى وجهة مجهود القوة النارية في القيادة الذي كان سابقاً قائماً بصورة أساسية على المدفعية بمساعدة سلاح الجو، وأصبح اليوم على العكس من ذلك. ولدى سلاح الجو اليوم آلاف الأهداف في كل أنحاء لبنان، وهو يستطيع مهاجمتها نتيجة تغييرات أجريت في الفترة الأخيرة على التشغيل العملياتي لسلاح الجو.

•صحيح أن حزب الله ومقاتليه راكموا خبرة قتالية مهمة في سورية، ومخزوناً كبيراً من القذائف والصواريخ، لكن سقط  للحزب أيضاً 1300 قتيل على أرض سورية وآلاف الجرحى. وتثير هذه الحقيقة غضباً على نصر الله حتى في أوساط الطائفة الشيعية.

•تدّعي مصادر غربية أن الطوائف الأخرى في لبنان تمارس في هذه الأيام ضغطاً على نصر الله كي لا يقوم بهجوم انتقامي رداً على اغتيال القنطار بطريقة  قد يجر فيها إسرائيل إلى الرد بقوة شديدة ضد لبنان. 

•كما سُمعت أصوات داخل الطائفة الشيعية تدعو نصر الله الى عدم القيام بأعمال غير مسؤولة. لكن الأمر المفاجئ إرسال الإيرانيين في الأيام الأخيرة رسائل إلى نصر الله تقول إن المواجهة مع إسرائيل في الفترة الحالية يمكن أن تتسبب بأذى كبير للجهود الرامية للمحافظة على نظام الأسد في سورية، وعلى نفوذ حزب الله وإيران في لبنان.

•وتشير هذه الحقائق إلى وجود أطراف تضغط على نصر الله الآن كي يتحرك، وفي مقابل ذلك هناك ضغوط تُمارس عليه بهدف منعه من التورط مع إسرائيل. 

•في الجيش الإسرائيلي يشيرون إلى أن نصر الله يعتبر سفوح هار دوف نوعاً من "ساحة" شرعية يستطيع منها مهاجمة إسرائيل باعتبارها أرضاً لبنانية محتلة. وبرغم أن الحقيقة هي غير ذلك فإن هذا ليس مهماً، المهم هو أنه من المعقول الافتراض أن حزب الله سيحاول العودة من جديد إلى "مزارع شبعا" لتنفيذ عملية انتقامية أخرى. وهذا ما يريد الجيش منعه لما فيه مصلحة الطرفين. وكما هو معروف، فقد أكد رئيس الأركان غادي إيزنكوت عندما كان قائداً للمنطقة الشمالية في مقابلة أجرتها معه "يديعوت أحرونوت" أن رداً غير متناسب سيحدث على أي استفزاز يقوم به حزب الله. 

 

 

المزيد ضمن العدد 2281