من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•نعم، يوجد مقابل يهودي لداعش، التنظيم الارهابي الإسلامي المتطرف، الذي يتباهى بقطع رأس كل من لا يتقيد بتعاليم الإسلام وفقاً لتأويله. إنه تنظيم صغير من مشاغبين يهود يقتلون عرباً ويتباهون بأعمالهم الوحشية. إنهم موجودون على هامش الجماعة اليهودية في إسرائيل، لكن تأثير أعمالهم الإجرامية ليس هامشياً، فهم يشكلون خطراً مميتاً على من يقررون مهاجمته، ويعرضون دولة إسرائيل للخطر. وهم مثل تنظيم داعش يعتقدون أنهم ينفذون أوامر الله متجاهلين قوانين الدولة والمعايير الأخلاقية للمجتمع الذي يعيشون فيه.
•هم يرفضون دولة إسرائيل وقوانينها، لكنهم يطالبون بحماية هذه القوانين لهم عندما يُعتقلون ويجري التحقيق معهم. إنهم يبصقون علينا، وبرغم ذلك يدعون أن الدولة ملزمة بالدفاع عن حقوق جميع مواطنيها، حتى عن هؤلاء المتهمين بالقيام بجرائم. هل يشكلون "قنبلة موقوتة" تبرر أساليب التحقيق "المكثفة"؟
•إن استمرار أعمالهم الإجرامية سيؤدي إلى موت أبرياء وسيؤذي دولة إسرائيل، وسيؤدي من دون شك إلى إشعال دوامة من العنف بين يهود وعرب من الصعب وقفها. إن جميع مواطني إسرائيل، يهوداً وعرباً، يتوقعون إلقاء القبض على المتهمين بجريمة قتل العائلة العربية في قرية دوما وإحالتهم على المحاكمة ومعاقبتهم. كما يريدون أن يحاكم المؤيدون لهؤلاء بتهمة التحريض على القتل، ويريدون اختفاء ظاهرة "جباية الثمن" من بلدنا.
•إننا نصدّع رأسنا في مسألة كيف نجحت هذه الفوضى الإجرامية في النمو بيننا. من السهل اتهام المستوطنين في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] بأنهم مستنبت هؤلاء المجانين، بيد أن قتلة الشاب محمد أبو خضير لم يكونوا من المستوطنين. وحتى الذين دنّسوا الأماكن المقدسة للمسيحيين في إسرائيل لم يكونوا مستوطنين. فالتطرف الديني الذي يبرر العنف ليس محصوراً في مكان سكن معين.
•يتعيّن علينا التوجه إلى الزعماء الدينيين في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] وفي سائر أنحاء إسرائيل والطلب منهم التعهد بلجم هذا الانحراف الذي نشأ بين الشباب المتدين. كما يجب على أجهزة الأمن إلقاء القبض عليهم وإحالتهم على المحاكمة. فهم يشبهون أعضاء داعش في إيمانهم بأن الله هو الذي أمرهم بالقتل. داعش يقتل "كفاراً" وهم يقتلون عرباً.
•هناك حاجة إلى جهد عسكري دولي بارز للجم داعش. والعالم والملايين من الناس الذين يعانون من أعمال هذا التنظيم الوحشية في سورية والعراق، ما يزالون ينتظرون حدوث ذلك. وهذا الأمر يجب أن يحدث عاجلاً أم آجلاً. ولحسن الحظ، فإن ظاهرة المتطرفين المتدينين اليهود الذين يقومون بقتل أبرياء، محدودة أكثر بكثير، ومن الأسهل كبحها. لكن برغم ذلك، فهناك حاجة إلى جهد مركز من جانب الأجهزة الأمنية والجهاز القضائي والزعامة الدينية اليهودية لمنع انتشار هذه الظاهرة والقضاء عليها.
•من المنطقي افتراض أنه ليس مصادفة تزامن هذه الأعمال الإجرامية لهؤلاء المتطرفين مع موجة الإرهاب الذي مرت به إسرائيل في الشهرين الأخيرين. ومن المحتمل أن يظن هؤلاء في عقولهم المشوهة أن أعمالهم رد على إرهابيي السكاكين. لكن من الواضح أن أفعالهم تصعّب كثيراً عمل المسؤولين عن القانون والنظام. ومثلما يحدث مع تنظيم داعش، فثمة حاجة إلى وضع حد أيضاً لأفعال إخوتهم الإيديولوجيين في السلاح، وخير البر عاجله.