كل أكاذيب الغاز (حلقة سادسة [وأخيرة])
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•إيتان كابل [المعسكر الصهيوني] لم يصدق أن هذا يحدث له. مثل قصة "بلعام" [بن باعوراء] في زمانه الذي حاول أن يلعن الشعب لكن وجد نفسه يباركه. فقد دعا [كابل] رئيس الحكومة إلى [جلسة استماع في] لجنة الاقتصاد [التابعة للكنيست] من أجل التشهير به، لكن بنيامين نتنياهو استعد بشكل جيد وتكلم بثقة وأجاب [على الأسئلة] بقول ما يريده وإيصال كل الرسائل التي جهزها. لحظة، أنا مخطئ. كابل هو الذي انتصر. أرادها دعاية شخصية له ونال ذلك بوفرة. ومخطط اتفاق الغاز؟ ماذا عنه؟ بالفعل، الجميع يعلم أن النقاش في لجنة الاقتصاد [التابعة للكنيست] كان فقط لغايات علاقات عامة وإجرائية، وأن القرار النهائي يعود للمحكمة العليا.

•ونواصل مع الكذبة رقم (14): "حتى عندما يوقع اتفاق الغاز، لن يجري تطوير حقل 'لفيتان' لأنه [اتفاق الغاز] لا يتضمن إجراءات عقابية [ضد الشركات في حال تخلفت عن تطويره]". هراء. "لفيتان" هو حقل الغاز الوحيد الباقي ليتسحاق تشوفا. وفي حال عدم تطويره، يختفي تشوفا من المشهد [القطاع]. هل هذا منطقي في نظركم؟ ومع ذلك، ممثلو الدولة حرصوا على إدخال عقوبات. ستضطر شركتا "ديليك" و"نوبل إنرجي" إلى استثمار 1,7 مليار دولار في غضون عامين، وأن تستكملا تطوير الحقل في مهلة لا تتعدى الأربعة أعوام. وإذا لم تفيا بتعهداتهما، يلغى بند الاستقرار [ثبات حقوق امتياز التنقيب] في الاتفاق، ويسترد الحقل منهما بموجب شروط الترخيص وقانون النفط. 

•الكذبة رقم (15): "من الأفضل تأميم [صناعة] الغاز، فهو أساساً ملك لنا". إنها الكذبة الأغرب والأخطر. فالأرض أيضا "ملك لنا". والمياه والهواء كذلك.

•وبحسب هذه النظرية الماركسية، محظور على أي مقاول استئجار أرض، وتشييد بيت وكسب مال. وإذا كسب مالاً، فالربح هو ملك لنا. وأسوة بما يفعله المقاول، اشترت شركات الغاز حقوقا من الدولة ووجدت الغاز. فوق ذلك، الدولة تأخذ من الشركات 55% من العائدات، وهذا تأميم بطريقة مهذبة لأن الشركات تعمل بشكل رئيسي من أجلنا. هي التي جازفت ووجدت الغاز، الأمر الذي لم تنجح الدولة الذكية في فعله على مدى 50 عاماً، وهي ملزمة بتحويل معظم عائداتها إلى خزينة الدولة. وإذا أقدمت الدولة على تأميم صناعة الغاز، فستكون نهاية الحكاية، مثلما حدث بالضبط في فنزويلا هوغو شافيز. الشركات الدولية ستغادر، والدولة لن تنجح في تشغيل المرافق، وستحصل بالفعل على 100% من لا شيء.

•إن دعاة التأميم النيوماركسيين من أمثال دوف حنين [حداش/القائمة المشتركة] وتمار زَنْدبرغ [ميرتس] وشيلي يحيموفيتش [المعسكر الصهيوني]، يريدون أن يدير شخص مثل [النقابي] ميكو تسرفاتي من شركة كهرباء [إسرائيل] حقول الغاز، وإذا ضربت عاصفة البحر سيتجاهل تعليمات الإدارة. بل حتى إنهم يريدون شخصاً مثل [النقابي السابق] ألون حسان من مرفأ أسدود لكي يعطي تسرفاتي دروساً في تنفيذ إضرابات على الطريقة الإيطالية [إبطاء وتيرة العمل] مرتين في الأسبوع. وقد يتبنون نموذج "شركة الطرق الوطنية" الفاسدة ["نتيفي يسرائيل- الشركة الوطنية للبنى التحتية للنقل"- دائرة الأشغال العامة" ("ماعتس") سابقاً]، أو شركة "نتاع" [مشروع خط القطار الخفيف] المصابة بالشلل، ومفخرة الإدارة الحكومية.

من بين جميع الشخصيات العامة التي تحاول حتى الآن الإضرار باتفاق الغاز، تجدر الإشارة بنوع خاص إلى [وزير المالية] موشيه كحلون و[وزير حماية البيئة] آفي غباي. كحلون يضر بالاستثمارات والنمو وإيرادات الضرائب. وغباي يضر بفرص هواء أكثر نظافة. آن الأوان لتجاهلهما، بعد خمسة أعوام من السجالات والتأجيلات وتعديلات تنظيمية عديدة (قسم كبير منها تتحمل مسؤوليته حكومة نتنياهو السابقة)، وآن الأوان لاستخراج غاز "لفيتان" و"كريش-تنين" من عمق البحر. وبالفعل، صحيح أن الاتفاق ليس مثالياً (تزعجني حقيقة أن "نوبل إنرجي" لا تزال [تمتلك حصة] في "تمار")، لكنني أدرك أيضا أنه لا يمكن في أي مفاوضات تحقيق جميع المطالب. 

 

•وفي المحصلة النهائية هذا الاتفاق هو أفضل الممكن. والحقيقة هي أن صناعيين وأصحاب فنادق ومدراء مستشفيات ومؤسسات عديدة، يتوسلون لكي يصلهم الغاز اليوم. لكن، إذا لم أتمكن مع ذلك من إقناعكم بعد ست حلقات، بقي في حوزتي حجة أخيرة: بروفسور يودجين كاندل، بروفسور إيتان شيشنسكي، أمير ليفي، د.كرنيت فلوغ، د. ميخائيل سارئيل، د. أساف إيلات، أوري شفارتس، وآفي ليخت - مجموعة [اقتصاديين] من الصف الأول، مشهود لهم بنزاهتهم وسمعتهم الطيبة، جميعهم يؤيدون الاتفاق. إذا كان جميع هؤلاء مع الاتفاق، يجدر بكم تأييده أنتم أيضاً.

___________

  راجع محاضر جلسة لجنة الاقتصاد التابعة للكنيست المنشورة في "ذي ماركر" ملحق هآرتس الاقتصادي في تاريخ 8 كانون الأول/ديسمبر 2015، وفي الجلسة أمطر إيتان كابل، ويتسحاق هرتسوغ وشيلي يحيموفيتش من المعسكر الصهيوني، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بأسئلة حول شروط اتفاق الغاز [المحرر].

 

المزيد ضمن العدد 2273