حل النزاع مع الفلسطينيين يبتعد أكثر فأكثر
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•"علم داعش الأسود سيرفرف فوق المناطق الفلسطينية إذا انهارت السلطة بزعامة أبو مازن"، هذا ما حذرت منه المرشحة الديموقراطية هيلاي كلينتون الأسبوع الماضي في إطار المنتدى الذي عقده معهد صبّان. من المحتمل أن تكون كلينتون محقة، لكن ليس كما ألمحت جرّاء عدم حدوث تقدم في المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، إنما على العكس. فإذا جرى تجاهل الفوضى السائدة في الشرق الأوسط، وأقيمت على عجل ومن دون تفكير عقلاني دولة فلسطينية، فسوف يسيطر خلال وقت قصير على هذه الدولة تنظيم داعش أو ذراع آخر تابع للأخطبوط الجهادي الإسلامي.

•وفي الآونة الأخيرة أعرب وزير الخارجية السابق هنري كيسنجر استغرابه إزاء المنطق أو المبرر لقيام دولة عربية فاشلة جديدة في الوضع الحالي الذي يعاني من ضعف، بل وحتى انهيار الأطر السياسية العربية، مع ظهور داعش في الشرق الأوسط وتعاظم قوة إيران على رأس المعسكر الإرهابي الشيعي. وحتى أهرون ميلر الذي تعاون سنوات طويلة مع إدارات أميركية مختلفة في محاولات دفع العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين قدماً، يتساءل في مقال نشرته مجلة "وول ستريت جورنال" المعتبرة، ما إذا كان العالم اليوم بحاجة إلى دولة فلسطينية فاشلة ويكتب: "قبل عقد عندما قمت بإدارة المفاوضات في الشرق الأوسط، كان مجرد طرح تساؤل كهذا كفراً في نظر أنصار السلام.. لكن في ضوء الفوضى المنتشرة في المنطقة، لا داعي اليوم للتطرق إلى هذه الإمكانية (أي قيام دولة فلسطينية) بحذر وتشكيك". 

•يشير كلٌ من كيسنجر وميلر إلى أن النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني ليس له تأثير كبير في كل الأمور السيئة التي تحدث في الشرق الأوسط، بعكس الرأي السائد في أوساط معينة في واشنطن وفي عواصم أوروبية. وليس صوتهما هما الصوتان الوحيدان في أميركا اللذان يشككان في حظوظ أو جدوى المساعي التي تبذلها الإدارة للتوصل إلى تحقيق "حل الدولتين لشعبين" بأقصى سرعة ممكنة.

•ولكن في مقابل من يحمّل، على جري عادته، حكومة إسرائيل أو المستوطنات، المسؤولية عن جمود المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية هناك أكثر فأكثر أطراف بدأت تدرك أن العائق الفعلي هو الرفض الفلسطيني للالتزام بـ، أو حتى مناقشة التسويات المطلوبة في موضوعات مثل "حق العودة"، والحدود، والقدس والاعتراف بإسرائيل دولة قومية يهودية. و[هذه الأطراف] بدأت تستوعب أن الرفض الفلسطيني ليس تكتيكياً ولكنه استراتيجي، وأن تفضيل الفلسطينيين هو السعي نحو تحقيق إنجازات سياسية من خلال الأمم المتحدة وأطر دولية أخرى- بدعم من عنف منظم أو متقطع على الأرض. 

•إن إسرائيل مع أغلبية مواطنيها وقادتها لا ترفض قيام كيان فلسطيني منفصل عندما تنشأ الظروف الإقليمية والمحلية لذلك، وذلك بقدر ما لا تريد تلك الأغلبية دولة ثنائية القومية، شرط أن يكون هذا الكيان كما حدده رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أمام منتدى صبّان، منزوعاً من السلاح، وألا يرتبط بتحالفات عسكرية مع أعداء إسرائيل، ولا يشكل تهديداً لأمن إسرائيل ومواطنيها في المستقبل.

•والظاهر أنه حتى الرئيس أوباما، وأكثر من وزير خارجيته، بدأ يعتاد على فكرة أن حل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني لن يشكل جزءاً من إرثه السياسي، لكن من خلال لقائه مع الرئيس رؤوفين ريفلين من الصعب معرفة ما ستكون عليه استنتاجاته بصورة عامة حيال هذا الواقع. وفسر صحافيون إسرائيليون كلامه بأنه في غياب تقدم عملية السلام "فإنه سيكون من الصعب على الإدارة الأميركية لجم مبادرات ضد إسرائيل في أوساط دولية" بوصفه تهديداً مبطناً أو غير مبطن، حيال سياسة حكومة إسرائيل.

•والسؤال المطروح: هل العلاقات الخاصة بين أميركا وإسرائيل والالتزامات المتبادلة بينهما يجب أن تكون مرتبطة بأطراف وتطورات موضع خلاف، مثل  ضرورة الاستعجال أو عدم الاستعجال في قيام دولة فلسطينية، وخصوصاً في ضوء احتمال أن ترفرف فوقها أعلام داعش.

 

 

المزيد ضمن العدد 2273