من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•اجتمع في الأسبوع الماضي في قاعة الاجتماعات في قاعدة عسكرية قريبة من تل أبيب، مجموعة من كبار الضباط السابقين في الجيش من أصحاب الرتب العالية، بينهم من كانوا قبل بضع سنوات مسؤولين في هيئة الأركان العامة عن ذراعي الجو والبحر، وعن شعبة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية وشعبة العمليات. جميعهم من ذوي الخبرة بالمعارك وعلى اطلاع على المستجدات، ومختصون بالتكنولوجيا والعقائد القتالية وعمليات اتخاذ القرارات، وهم يجتمعون مراراً مع نظرائهم الأميركيين وغيرهم، و يفضلون حالياً عدم الكشف عن أسمائهم.
•مكان اللقاء كان عرضياً، لكن المعرفة التي تجمعت في أذهان هؤلاء المتقاعدين حديثاً من هيئة الأركان العامة هي من نتاج الجيش الإسرائيلي. وصاحب الدعوة لهذا اللقاء هو العميد في الاحتياط د. غابي سيبوني من معهد دراسات الأمن القومي، الذي طلب من الحاضرين رسم خطوط عامة لخطة تتضمن المراحل المقبلة لمعركة ضد داعش في العراق وسورية، بغض النظر عما إذا كانت ستحدث مثل هذه المعركة أم لن تحدث.
•كان الافتراض الذي انطلقت منه هذه المحاكاة أن الدول العظمى في العالم والمنطقة تغلبت على ترددها وتخلصت من الشلل الذي فرضته على نفسها وقررت أن تضيف إلى الهجمات الجوية المستمرة منذ أكثر من نحو سنة ونصف السنة، وإلى العمليات التي تقوم بها الأطراف المحلية المختلفة، بعداً قتالياً من خلال قواتها البرية. وكان السؤال ليس "إذا" بل "كيف"، مع العلم بأن الصدى الخارجي لنشر نتائج هذا النقاش يمكن أن يقوي مؤيدي العملية.
النقاط المركزية:
يجب معالجة الساحتين اللتين ينشط فيهما تنظيم داعش في وقت واحد وعلى امتداد الجبهة بكاملها، بواسطة ائتلافين - الجبهة الشرقية (العراق) تكون بقيادة أميركية، والجبهة الغربية (سورية) بقيادة روسية.
يجب أن تصدر الصلاحيات باستخدام القوة من مجلس الأمن لأن روسيا لن توافق على المشاركة في عملية تُتخذ فيها القرارات ضمن إطار لا تملك فيه استخدام حق الفيتو، وبالتأكيد ليس ضمن حلف شمال الأطلسي.
في كل جبهة من الجبهتين يجب إشراك مكون عربي، إلى جانب قوات عراقية وسورية - من دول الخليج ومن الأردن وربما من مصر.
لا تستطيع العملية العسكرية تدمير فكرة إحياء الخلافة وهي ليست موجهة ضدها. الهدف هو تدمير العدو المعروف باسم الدولة الإسلامية، بزعاماته وقياداته ومنظوماته وممتلكاته.
الهجمات الجوية، وخصوصاً الأميركية منها ذات السلاح الدقيق، تلحق الضرر تدريجياً بقوة داعش وتبشر بتحول إيجابي، لكن بما أن الخصم ليس دولة عادية أو نظاماً له منطق سياسي، فإن الإنجاز الجوي يتبدد بسرعة إذا لم يقترن من دون تأخير بالاستفادة من نجاح بري. ومن هنا فالمطلوب تنسيق بين العمليات الجوية والبرية على كل جبهة من الجبهتين ومن جانب الائتلافين.
المعركة الاقتصادية - ضرب المداخيل المالية والتجارية التي تمول عمليات داعش- من شأنها أن تكمل المعركة العسكرية، لكنها أبطأ من أن تؤدي إلى الاستغناء عن العملية البرية.
في رأي ضابط متقاعد كبير خبر القتال ضد حزب الله في لبنان و"حماس" في غزة: "داعش ليس تنظيماً إرهابياً، بل سلطة مع أرض"، ولذا فهو سهل الإصابة أكثر من القاعدة عندما كانت في ذروتها - وذلك برغم استخدامه الإرهاب. والمطلوب إلى جانب المعركة الهجومية ضده في عقر داره عمليات حماية ودفاع عن عواصم الغرب. ومن المحتمل أن تزداد الاعتداءات كلما تلقى داعش ضربات، لكن يجب ألا يؤدي الخوف من وقوع اعتداءات إلى الارتداع عن الهجوم، الذي من دونه تزداد قوة داعش وتثير المزيد من حماسة المتطوعين وتزرع الذعر.
الهدف، هزيمة داعش وتدميره، يجب أن تكون ترجمته العملية استعادة السيطرة على المناطق والسكان من يد التنظيم. ومن النتائج المرافقة والمرغوبة تحقيق حل سياسي في سورية من دون بشار الأسد (الخلاف الأميركي- الروسي ليس نوعياً بل كمياً، على المدى الزمني وهو يتأرجح بين [التنحي] "فوراً" و"في نهاية العملية")، بالإضافة إلى وقف تدفق اللاجئين الذين يهددون بالهجرة إلى أوروبا.
من الأمور التي ساهمت في نجاحات داعش حتى الآن ضعف المقاومة البرية. في مواجهة قوات أقوى، لكن أقل بكثير من قدرة الدول العظمى، مثل الأكراد في العراق، خسر داعش نحو خمس مساحة سيطرته في غضون أسابيع قليلة. إن تنظيم داعش عدو ضعيف يمكن أن يتفكك بسرعة خلال أسابيع معدودة وربما خلال أيام إذا جرى ضرب مراكز قوته.
ثلاث مراكز ثقل أساسية هي أهداف مدينية - الموصل والرمادي في العراق، وعاصمة داعش، التي هي الرقة في سورية. ومن أجل احتلال هذه الأهداف يجب تخصيص تشكيل قتالي يتضمن ألوية من القوات البرية مجوقلة ومدرعة وراجلة، مدعومة بنيران الصواريخ والمدفعية، وبوحدات من سلاح الهندسة ونزع الألغام والعبوات الناسفة، مع قيادة للقوات في العراق وأخرى في سورية.