من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•الخطة المتعددة السنوات للجيش الإسرائيلي "جدعون" التي نُشرت اليوم، مطلوبة لمواجهة مقدار مرتفع جداً من التحديات من أنواع مختلفة في وقت واحد، وهي ستفرض على الجيش الإسرائيلي المرور بعملية تغيير عميقة وناجعة، وستضع تحت تصرفه قدرات جديدة ومختلفة خلال السنوات الخمس القادمة. كما من المفترض أن تعدّه لاحتمالات حدوث مواجهات شديدة القوة من الممكن أن تنشب في غضون أشهر معدودة، بالرغم من أنه حتى الآن لا يوجد سبب ظاهر لحدوث ذلك. كما يتعين على هذه الخطة مواجهة ما يجري بالفعل، وفي طليعة ذلك العنف المحتدم منذ شهرين في الضفة الغربية والذي ينزلق كل أسبوع تقريباً إلى داخل حدود الخط الأخضر.
•وفي الوقت الذي يجري فيه الإعداد لاشتباك محتمل شديد القوة مع حزب الله، هذا التنظيم المسلح بأكثر من 100 ألف صاروخ والذي يسعى اليوم إلى تزويد جزء من هذه الصواريخ بمنظومات توجيه دقيقة، نرى الجيش يصدع رأسه بشأن كيفية إيجاد رد دفاعي أفضل ضد تلميذ في المرحلة المتوسطة عمره 16 عاماً وطالبة في العشرين من عمرها جاءا هذا الأسبوع إلى حواجز في الضفة مسلحين بسكين وفأس. إن المستويات المختلفة، والخطط البعيدة الأمد من أجل بناء القوة، إلى جانب الجهوزية لمواجهة تغييرات مفاجئة، مندمجة مع بعضها بعضاً. وبالأمس عقد رئيس الأركان غادي أيزنكوت ندوة حضرها كبار الضباط في الجيش، عرض فيها أسس الخطة. كما أجرت هيئة الأركان بالأمس مناورة مفاجئة في منطقة القيادة الجنوبية جرى خلالها اختبار سيناريو تصعيد في قطاع غزة والانعكاسات المحتملة للوضع على طول الحدود مع مصر في سيناء.
•وبالأمس، اعترف ضابط رفيع في قيادة الأركان العامة عرض الخطة المتعددة السنوات في حديث مع الصحافيين، بأن العديد من التطورات التي حدثت في الأشهر الأخيرة نتيجة الاضطرابات التي نشبت في العالم العربي في كانون الأول/ ديسمبر 2010، فاجأت الجيش الإسرائيلي. وقال: "لم نتخيّل ولا في أحلامنا أننا سنشاهد صواريخ S-400 في باحتنا الخلفية"، وهي منظومة صواريخ مضادة للطائرات أعلنت روسيا الأسبوع الماضي نشرها في شمال سورية في أعقاب إسقاط طائرة مقاتلة لها بصاروخ من طائرة تركية. وأضاف: "كما لم نتخيّل قط بأن صواريخ بحرية ستحلق في أجواء سورية"، في حديثه عن هجمات سلاح الجو الروسي ضد تنظيمات المتمردين.
•وأضاف الضابط في هيئة الأركان العامة أن الظروف تغيرت بصورة جذرية. ويتعين على الجيش الإسرائيلي أن يتلاءم معها ويستعد لتطورات غير متوقعة جديدة ويأخذ في حسابه التغيرات الكبيرة التي طرأت على المجتمع الإسرائيلي، ومن بينها المطالبة الشعبية بسد ثغرات اقتصادية واجتماعية، والتسامح الآخذ في التضاؤل لدى أغلبية المواطنين تجاه الإنفاقات غير الضرورية على الجيش.
•إن الجزء الأكبر من نقاشات وسائل الإعلام للخطة المتعددة السنوات تناول حتى الآن قضايا هامشية نسبياً مثل مستقبل إذاعة الجيش الإسرائيلي، أو قضايا ذات أهمية رمزية مثل الرغبة بإغلاق المدارس الداخلية العسكرية. لكن بالأمس ظهرت تفاصيل مهمة أُخرى تتعلق بالخطة بحد ذاتها، أحدها يتعلق برغبة الجيش بالاحتفاظ بخمس غواصات دولفين فقط من إنتاج ألمانيا. إن الغواصة السادسة التي تصنعها ألمانيا لإسرائيل من المفروض أن يستوعبها سلاح البحر في 2019، لكن بالاستناد إلى الخطة المتعددة السنوات، فإن سلاح البحر سيستغنيَّ في تلك السنة أيضاً عن غواصة دولفين الأولى بعد 20 عاماً فقط من حصوله عليها.
•لقد سبق قرار التزود بغواصة سادسة جدل حاد داخل القيادة الأمنية قبل خمسة أعوام، ووقتها فرض وزير الدفاع إيهود باراك القرار على رئيس الأركان في تلك الفترة غابي أشكينازي، الذي لم يكن يعتبر أن ثمة حاجة إليها. وكان في خلفية القرار آنذاك استعداد إسرائيل لشن هجوم محتمل على إيران. والمعلوم أن الإعلام الأجنبي يعزو الغواصات الإسرائيلية قدرة "ضربة ثانية" نووية، تساهم في الردع ضد إيران.
•لا يقول الجيش الآن ماذا سيفعل بالغواصة الأولى، لكن من المحتمل مستقبلاً أن يدرس بيعها إلى دولة ثالثة. ويكشف هذا التغيير تطوراً في سلم الأولويات كما ظهر في وثيقة استراتيجية الجيش الإسرائيلي التي نشرها أيزنكوت في الصيف الماضي. وبرغم مواصلة الجيش الإسرائيلي الاستعداد لمواجهة تقع في الدائرة الثالثة في دولة بعيدة عن إسرائيل، وبرغم ادعاء هيئة الأركان العامة أن القدرات التي جرى بناؤها خلال الاعداد لعملية عسكرية ضد إيران هي قدرات عامة يمكن استخدامها في سيناريوات حروب أخرى، فإن الخطر النووي الإيراني لم يعد يحتل الأولوية في سلم أولويات هيئة الأركان العامة، ويتقدمه في القائمة، على الأقل في السنوات المقبلة، مواجهة انعكاسات انعدام الاستقرار الإقليمي على وضع الحدود والمناطق المحتلة. ويجري توظيف جزء أساسي من الموارد الأمنية اليوم في هذا الموضوع الذي يتقدم في الأولوية على إيران.
•الخطة العسكرية التي لم تُعرض بعد على المجلس الوزاري المصغر تقترح تحويل الموارد لمعالجة مجموعة متنوعة من المخاطر التي يمكن ان تواجهها إسرائيل في السنوات المقبلة مثل: هجمات سيبرانية، قصف صاروخي مكثف، هجوم موجه ضد بنى استراتيجية، حوادث حدود، هجمات استعراضية يقوم بها تنظيم داعش أو تنظيمات اخرى، بالاضافة إلى انتفاضة واسعة النطاق على الساحة الفلسطينية. والرد الذي يبحث عنه الجيش يعتمد أولاً على تحسين التنسيق والنشاطات المشتركة بين أذرعه وأجنحته المختلفة: برية، وجوية، وبحرية، واستخبارية وسايبر. لكن كي يحكم الجيش رده في هذه المجالات الكثيرة، فإنه سيحتاج على ما يبدو إلى عمل كثير.