نتنياهو يخضع مجدداً للمستوطنين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•في توقيت ليس من قبيل المصادفة، أقر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أمس البيع الفوري لأرض من أجل بناء 436 وحدة سكنية في حي رامات شلومو الواقع خلف الخط الأخضر في القدس. ويجسد هذا الإعلان بصورة واضحة ضعف إسرائيل في الساحة الدولية، وضعف رئيس الحكومة حيال ائتلافه. ففي واقع سياسي وحكومي معقولين، ليس المطلوب من رئيس حكومة إسرائيل أبداً الموافقة على بيع أرض لـبناء 436 وحدة سكنية في القدس أو أي مكان آخر. وفي سلة المهمات الكبيرة لرئيس حكومة في إسرائيل- حتى بالنسبة لرئيس حكومة مثل نتنياهو شديد الانشغال ويتولى أكثر من حقيبة- لا توجد مهمة تمنحه صلاحية عليا لإقرار خطط بناء.

•لكن هذا الاعلان يجسد أكثر من أي شيء آخر ازدواجية لغة نتنياهو، ويثبت أن ما يقوله منوط إلى حد بعيد بالشخص الذي يتحدث إليه. فبعد التصريحات المرنة التي صدرت عنه أمام الإدارة الأميركية أثناء زيارته للولايات المتحدة، حيث تباهى بسياسته المعتدلة التي يطبقها خلف الخط الأخضر، وشدد على التزامه بحل الدولتين، عاد نتنياهو إلى إسرائيل وخضع ليمين المستوطنين الذي يضغط عليه لمواصلة البناء وراء الخط الأخضر.

•في آذار/مارس 2010 تحولت خطة البناء في رامات شلومو إلى رمز للمواجهة بين إسرائيل والمجتمع الدولي في كل ما يتعلق بالبناء خلف الخط الأخضر. حينها وأثناء زيارة نائب الرئيس الأميركي جون بايدن، وافقت اللجنة القطرية على خطة بناء 1600 وحدة سكنية في الحي. بعد الإعلان نشبت أزمة غير مسبوقة في حدتها بين الإدارة الأميركية وإسرائيل، ومنذ ذلك الحين طرأت تغييرات بعيدة الأمد على جهاز التخطيط في القدس، وأصبح خاضعاً إلى حد بعيد لاعتبارات سياسية. من وقت إلى آخر تُرفض خطط أو تلغى خوفاَ من نشوب أزمات سياسية، وفي السنة الماضية جمد نتنياهو البناء خلف الخط الأخضر.

•تشير هذه الحقائق إلى الثغرة الكبيرة بين التصريحات بشأن القدس الموحدة وإصرار إسرائيل على ذلك، والواقع على الأرض. أمام هذه الثغرة توقف شركاء نتنياهو من اليمين وهددوا بعدم التصويت بالموافقة على اقتراح الميزانية إذا لم يسمح بالبناء. وبالأمس أعلن رئيس الحكومة بيع الأرض اعتقاداً منه أن المجتمع الدولي مشغول بهجوم باريس.

 

•وبرغم أنه من المتوقع أن تبقى الأحياء اليهودية في القدس ومنها رامات شلومو، تحت سيادة إسرائيل وفق الخطط التي اقترحت في الماضي مثل خطة كلينتون، وما اقترح في محادثات أولمرت - أبو مازن [2009]، فإنه ما لم تكن هناك تسوية أو على الأقل عملية سياسية متقدمة، سيظهر البناء في المناطق خلف الخط الأخضر حتماً كأنه عقوبة للفلسطينيين وتحدّ للمجتمع الدولي، ويجب على الحكومة أن تسحب خطتها من التداول.