حبل رفيع بين إسرائيل وروسيا
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•من المدهش أن يكون لرئيس روسيا فلاديمير بوتين، ضابط الـ"كي. جي. بي" السابق والقومي الروسي، نظرة إيجابية إلى هذا الحد حيال اليهود. أقول هذا بوصفي شخصاً عمل طوال 30 عاماً من أجل إطلاق سراح يهود الاتحاد السوفياتي، وهذا النشاط جعلني عرضة لهوس الكرملين المعادي للسامية.

•وبرغم التحالف الاستراتيجي مع سورية وإيران، حافظ بوتين على قنوات مفتوحة مع إسرائيل، وهو يتحدث بحماسة عن الدولة اليهودية. وسار رئيس الحكومة نتنياهو على حبل دبلوماسي رفيع لدى محاولته المحافظة على شبكة علاقات جيدة مع الروس من دون خلق عداوة مع الأميركيين في كل ما يتعلق بأوكرانيا وجورجيا.

•ومع ذلك، فإن المنعطف الجيو- سياسي المهم الذي قام به بوتين  جعل روسيا بين ليلة وضحاها دولة عظمى مسيطرة على الشرق الأوسط. لقد سمحت الولايات المتحدة لروسيا بعقد حلف مع الشيعة، ظاهرياً من أجل محاربة تنظيم داعش، لكن عملياً من أجل إنقاذ الأسد من الانهيار.

•لقد سخر بوتين من الأميركيين بسبب محاولتهم الدفع قدماً "بالديمقراطية"، ما تسبب بفراغ ملأه تنظيم داعش بسرعة. 

•في الجمعية العامة للأمم المتحدة قال بوتين في معرض حديثه عن التأييد الغربي للربيع العربي: "هل تدركون ماذا فعلتم؟.. بدلاً من انتصار الديمقراطية والتقدم، حصلتم على عنف وفقر وكارثة اجتماعية، ولا تهم أحد منكم، ولو بمقدار ذرة،  حقوق الإنسان".

•حتى اليوم، وبعد تدخل روسيا في سورية، يجري التنسيق بين روسيا وإسرائيل على مستوى عال جداً من خلال استخدام روسيا خطاً ساخناً مباشراً مع يوسي كوهن، المستشار الإسرائيلي في الأمن القومي، وإعلامه مسبقاً بالقصف الروسي لأهداف في سورية.

•ويمكن أن نضيف إلى ذلك وفقاً للتقارير، أن الروس اقترحوا شراء جزء كبير من حقول الغاز في إسرائيل، وتقديم ضمانات عسكرية ضد هجمات قد يشنها حزب الله على الحقول البحرية. كما تقترح روسيا تصدير هذا الغاز إلى أوروبا.

•إسرائيل مضطرة الى أن تكون حذرة جداً للحؤول دون حدوث جفوة مع الأميركيين، الذين يعارضون بشدة توسع بوتين عالمياً. هناك من يقول إن بوتين يحاول تأسيس روسيا كقوة عظمى في الشرق الأوسط. ولكن نظراً إلى معرفته بأن نصراً مطلقاً غير مطروح، فمن المحتمل أن يعمل على إنقاذ الأسد والقبول بسورية مقسمة، وتحريك استقالة الأسد مقابل تنازلات أميركية من نوع تخفيف العقوبات المتعلقة بأوكرانيا.

•يعتقد المتفائلون أن الروس سيمنعون الإيرانيين من مهاجمة إسرائيل. ويدّعون أن الأصولية الشيعية خطر على الأمد البعيد أيضاً بالنسبة للكرملين، بينما الأقلية الإسلامية الآخذة في التوسع في روسيا واقعة تحت تأثير داعش، وجزء كبير من مقاتلي التنظيم أصلهم من الدول التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفياتي.

•في هذه الأثناء نجحت حكومة نتنياهو في النأي بنفسها عن النزاع، لكن الوضع مضطرب ومعرض للانهيار. 

•تدرك إسرائيل احتمال وقوع مواجهات مع الروس بسبب انتقال صواريخ متطورة من إيران إلى حزب الله. 

 

•يفضل بوتين عدم الدخول في مواجهة مع إسرائيل، لكن هذا قد يتبدل إذا استنتج أن إسرائيل عائق كبير في وجه تحقيق هدفه في اقامة شرق أوسط جديد.

 

 

المزيد ضمن العدد 2242