من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•عرض رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أمام لجنة الخارجية والأمن هذا الأسبوع، رؤيته السياسية في الوقت الراهن، فقال إنه لا يريد دولة ثنائية القومية، ولكن "يجب على إسرائيل السيطرة على كامل الأرض في المستقبل المنظور". كما أوضح أنه مستعد لتقسيم البلد، لكن "الجانب الآخر غير مستعد لذلك"، وأن الشرق الأوسط واقع تحت تأثير تيارات الدين الإسلامي التي تعرقل إمكانية السلام.
•ظاهرياً لا يعتبر موقف نتنياهو متطرفاً. وهو مقبول من جانب أغلبية الجمهور اليهودي في إسرائيل- بالاستناد إلى العديد من استطلاعات الرأي التي أجريت في الـ15 عاماً الأخيرة منذ قمة كامب ديفيد [تموز/يوليو 2000]. تؤيد الأكثرية فكرة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، لكنها في الوقت عينه تعتقد أن هذه الفكرة غير عملية بسبب "عدم وجود شريك" لدى الطرف الثاني. وهذه الأكثرية وضمنها نتنياهو، تعارض فكرة دولة ثنائية القومية فيها مساواة في الحقوق بين جميع المواطنين يهوداً وفلسطينيين.
•لقد تمسك نتنياهو بهذا الخط طوال فترة حكمه: أي موافقة لفظية على تقسيم الأرض تميزه عن اليمين المتطرف وعن قادة المستوطنين، وسياسة عملية تعرقل تحقيق هذا التقسيم. لقد رفض نتنياهو على الدوام التحاور مع الفلسطينيين بشأن الحدود المستقبلية، وطلب منهم "الاعتراف بالدولة اليهودية"، وعمل على توسيع المستوطنات في شتى أنحاء الضفة الغربية، ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنه محرض وخصم.
•في الحياة الحقيقية وخارج خطاباته، نتنياهو مستعد لإجراء محادثات عقيمة مع الفلسطينيين، أو لـ"خطوات لتقليص الاحتكاك" من دون التخلّي عن السيطرة على الأرض.
•في كلامه هذا الأسبوع اعترف نتنياهو بسيطرة إسرائيل المطلقة على المناطق [المحتلة]، ونزَع القناع المزدوج عن "عقيدة الاحتلال الموقت"- التي تعرضها الدولة منذ عشرات السنين أمام محكمة العدل العليا- وعن زعم الادعاء بأن السلطة الفلسطينية تتمتع باستقلال ذاتي وتدير شؤون مواطنيها، بحسب الدعاية الإسرائيلية.
•ينبع من معارضة نتنياهو للدولة الثنائية القومية استنتاج واضح: ما دامت "سيطرة إسرائيل على الأرض" مستمرة، فإن ملايين الفلسطينيين في المناطق [المحتلة] سيبقون في وضع أدنى ولن يحصلوا على حقوق المواطنة التي يتمتع بها جيرانهم اليهود في المستوطنات.
•النظام الذي وصفه رئيس الحكومة في رؤيته للأمور، له اسم هو: الأبرتهايد. ليس هناك تفسير آخر لوجود نوعين من السكان يعيشون على الأرض عينها أحدهما له حقوق سياسية والآخر يرضخ لاحتلال دائم. ولن ينجح أي تبرير أمني أو تحذير من تأثير الإسلام، في طمس مغزى هذه الرؤيا.
•إن كلام نتنياهو يجب أن يصدم جميع الذين يحرصون على صدقية إسرائيل ومستقبلها، ويجب أن يوحّدهم ضمن جبهة إنقاذ وطني تعمل على استبدال السلطة الحالية.