الاتفاق على جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] لن يهدّئ إرهاب السكاكين
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

– الموقع الإلكتروني
المؤلف

•الاتفاقات بين الأردن وإسرائيل التي عرضها أمس وزير الخارجية الأميركي جون كيري لن تؤدي إلى تهدئة موجة الإرهاب فوراً، فموجة الطعن والدهس والزجاحات الحارقة تتغذى الآن من الهلع والخوف اللذين يعطلان الحياة في إسرائيل، ويشكلان حافزاً للشبان الفلسطينيين المحرضين في شبكات التواصل الاجتماعي. كما تتغذى هذه الموجة أيضاً من رواية "الإعدامات" المزعومة التي تجذرت عميقاً وسط الجمهور الفلسطيني نتيجة تحريض "حماس" والجهاد الإسلامي الفلسطيني الأرعن. 

•في الشارع الفلسطيني تراجع كثيراً تأثير شعار "الأقصى في خطر"، من هنا فالاتفاق الذي نجح وزير الخارجية كيري في التوصل إليه مع نتنياهو والملك عبد الله وأبو مازن في الأردن، لن يؤدي إلى تغيير مباشر، لكنه بالتأكيد سيساهم في تغيير الأجواء. كما يجب وضع تصريحات كيري في حجمها الصحيح: فالتفاهمات لم تقدم بصفتها اتفاقاً مكتوباً، بل إعلاناً من الوسيط كيري. ومعنى ذلك أنه من الناحية الدبلوماسية والقانون الدولي فإنها أقل من التزامات، وما هو أكثر أهمية - أن يستطيع كل طرف أن يفسرها كما يشاء. ولهذا جرت صياغة إعلان كيري بمصطلحات غامضة وليس بمصطلحات قانونية دقيقة. ويجب الانتباه إلى أن كيري قدم التفاهمات بشأن جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] بوصفها اتفاقات بين الملك عبد الله ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وأبو مازن ليس طرفاً فيها، وهي لا تلزمه، مع أنه من الممكن أن نفهم أن الأردنيين حصلوا من نتنياهو على تنازل صغير لأبو مازن.

•وإذا كان صحيحاً الادعاء الفلسطيني بأن نتنياهو التزم عدم تطبيق خطط بناء جديدة في المستوطنات، فإن هذا بمثابة تنازل ضئيل من جانب نتنياهو وخطوة غير كافية من وجهة نظر أبو مازن الذي خرج من اجتماع عمان من دون لجنة تحقيق طالب بها للتحقيق في أحداث جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] ومن دون الحصول على موافقة إسرائيل على الوضع القائم الذي كان موجوداً قبل عام 2000 والذي بموجبه ممنوع على القوى الأمنية الدخول إلى الحرم وممنوع تحديد أعمار المصلين. 

•إن الرابح الأكبر هو كيري الذي يستطيع العودة إلى بلاده مع انجاز دبلوماسي وإثبات أن الولايات المتحدة ما تزال مؤثرة وتشكل طرفاً مهماً في الشرق الأوسط. كما أن العاهل الأردني هو الرابح الأساسي، لأنه يبدو في الساحة الدولية كشخص ناضج ومسؤول وفي الوقت عينه يبدو أنه الحامي الحقيقي للأقصى في الساحة الإسلامية والعربية. وبالإضافة يحرز الملك عبدالله عدة نقاط في واشنطن. وهناك رابح آخر هو نتنياهو. فقد اتخذت إسرائيل قراراً بوضع كاميرات في جبل الهيكل بمبادرة من الأردن وبالتعاون معه. وهذه الكاميرات ستساعد من دون شك إسرائيل في دحض الخطاب الكاذب بشأن "الأقصى في خطر".

•كما لم يُطلب من إسرائيل العودة إلى الوضع القائم الذي كان سائداً قبل 2000 وفق ما طالب به أبو مازن، أي أن قوات الأمن الإسرائيلية تستطيع المحافظة على النظام في جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] في كل مرة يظهر خطر على المصلين اليهود في حائط المبكى الموجود تحته، كما تستطيع هذه القوات تحديد أعمار المصلين في المساجد وفقاً للوضع الأمني. وتستبعد تفاهمات كيري بصورة نهائية الاقتراح الفرنسي بنشر مراقبين دوليين في جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف]، وهذا إنجاز يستطيع نتنياهو أن يسجله لنفسه.

•إن الاعمال الاستفزازية التي تقوم بها جهات متطرفة وسط المستوطنين في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] خلال فترة حصاد الزيتون، هي مبعث تحريض على فتنة وتثير غضب الفلسطينيين وتجعلهم يشعرون بالعجز. ويستحق هذا الموضوع اهتمام القوى الأمنية التي تخصص جزءاً من قواتها لمعالجة المشاغبين اليهود لكن ليس بالعدد الكافي. وبإمكان هؤلاء أن يشعلوا من جديد موجات الطعن والدهس التي بدأت تتراجع، فيجب على دولة إسرائيل عدم السماح لهؤلاء المشاغبين بإدخالنا في تصعيد جديد.

•ومع ذلك، يعرف نتنياهو أن هناك بنداً في إعلان وزير الخارجية الأميركي يمكن أن يدخله في مواجهة مع اليمين الديني المتطرف، هو الالتزام العلني بعدم السماح لغير المسلمين، أي لليهود، بالصلاة في جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف]. 

•يجب التعامل مع هذا الموضوع بجدية نظراً للمحاولات الماضية لإرهابيين يهود الهجوم على مساجد المسلمين في جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] بهدف تدميرها وإقامة الهيكل المقدس. وهناك سياسيون إسرائيليون مثل الوزير أوري أريئيل صلوا في المكان من أجل اثارة الغضب.

•إن الاتفاق الشفوي الذي جرى التوصل إليه في الأردن يعيد تحديد النهج الذي أعلنه موشيه دايان فور تحرير جبل الهيكل والحائط الغربي سنة 1967. 

•ومن المعقول افتراض أنه إذا لم يحاول سياسيون إسرائيليون تحدي الاتفاق، فإن الملك الأردني سيكون ملزماً من الآن بدعم حجج إسرائيل، وقد زاد عدد موظفي الوقف الذين يعملون لديه في منطقة المساجد في جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف].

 

•وفي الخلاصة إن هذا اتفاق جيد بالنسبة لإسرائيل، لكن كما ذكرنا سابقاً يجب ألا نرى فيه خطوة تنهي "انتفاضة الفايسبوك". إن موجة الارهاب الحالية لها لحظتها الخاصة، والنفوس في القدس بدأت تهدأ، وحوادث الإخلال بالأمن تراجعت، وإذا لم تقع حوادث عنف في الأيام المقبلة فيمكن افتراض أن موجة العنف ستهدأ. وفي نهاية الأسبوع المقبل يمكن أن نرى بوضوح إلى أين تتوجه هذه الموجة.

 

 

المزيد ضمن العدد 2239