من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•اجتماع واحد غيّر وجه التاريخ. في 28 تشرين الثاني/نوفمبر 1941 اجتمع المفتي الحاج أمين الحسيني بزعيم ألمانيا النازية أدولف هتلر. في هذا الاجتماع كان هتلر يريد فقط سجن اليهود في معسكرات الاعتقال كوسيلة ردع خلال أيام حرب متوترة، لكن المفتي أقنعه بإبادتهم.
•وإذن، عذراً أيها الفوهرر العزيز لأننا خلال 80 عاماً كنا نتحدث عنك بسوء، في حين أن العدو الحقيقي هو زعيم الشعب المجاور، وهو - هو الذي يجسد الشر. سجلوا في دفاتركم أن الشر لم يتجسد في آلة الموت النازية، ولا في معسكرات الاعتقال الوحشية، ولا في العقيدة العنصرية التي تقشعر لها الأبدان. المسؤول هو، وتذكروا هذا جيداً، المفتي الفلسطيني.
•أخيراً نكتشف أن هذه الجريمة البشعة هي من صنع زعيم كان أبناء شعبه غارقين تحت استعمار عمره 500 سنة، بدءاً من الأتراك وصولاً إلى الإنكليز، وأكثر من 90% منهم أميون، وغالبيتهم العظمى فلاحون بسطاء، لم تصل الكهرباء إلى بيوتهم،
•واليوم، يأتي بنيامين نتنياهو بهذه التهمة الخطيرة، ويحطم لنا كل النظريات التي تربط نظرية العرق [المتفوق] والإبادة بالتطور الصناعي الرأسمالي. ومن ناحية أخرى، هؤلاء الفلسطينيون الذين طوال الوقت قال نتنياهو عنهم إنهم ليسوا شعباً وبالتالي لا يحق لهم الحصول على دولة، هم في الواقع قوة عظمى تؤثر في تطور الأحداث التاريخية، بطريقة سلبية. يا سيد نتنياهو عليك أن تقرر: هل الفلسطينيون شعب أم لا؟ وهل هم قوة عظمى أم هم أفراد التقوا مصادفة؟.
•صحيح أن الأمور قد لا تبعث على البهجة في ما يتعلق بتاريخ المفتي، فقد تبنى الرجل فكرة بدائية ترى أن عدو عدوي صديقي. ولا شيء أكثر مأساوية من هذا. لكن يوجد يهود أيضاً تبنوا مثل هذا الخط في حربهم ضد الإنكليز. ويمكن القول أيضاً، إنه بدلاً من أن يضع المفتي سياسة تحرر وطني تتلاءم مع القيم الإنسانية، تبنى خطاً ظلامياً لا علاقة له بمصلحة الشعب الفلسطيني.
•بل على العكس من ذلك، كان كلامه وأفعاله بمثابة هدية إلى الأوساط التي عملت على إلحاق الأذى بنضال الشعب الفلسطيني، والمفتي قدم لهم ذريعة. لكن حتى لو لم يظهر الحاج أمين الحسيني في حياة الفلسطينيين، فإن نتنياهو كان سيخترعه. وفي أيام الانتداب، انتشرت وسط زعامة الحركة الصهيونية عبارة "اعتمدوا على المفتي"، أي أنه سيدلي بتصريح يبرر هجوماً على الفلسطينيين.
•لكن الرجل كان مطلوباً من الإنكليز، وقد هرب إلى مكان لا يمكنهم العثور عليه فيه. وحتى عندما سمح له الإنكليز بالعودة إلى فلسطين في نهاية الحرب، فضل محاربة الصهيونية من القاهرة التي كانت تحت النفوذ الإنكليزي.
•إن محاولة نتنياهو وضع المفتي في مركز النزاع تثبت إلى أي مدى وصل إفلاس المتطرفين في إسرائيل وإفلاس الرهان الذي يقومون به. إن هذا بمثابة إعلان حرب شاملة على الشعب الفلسطيني: "إما نحن أو هم".
•إن المسرحيات التي يجرنا إليها نتنياهو، نحن العرب واليهود، مخيفة. حتى الآن كان في إمكان يتسحاق هيرتسوغ ويائير لبيد وشيلي يحيموفيتش تبرير دعمهم له بحجة أنه ينبع من محاربتهم للإرهاب. لكن نتنياهو صار اليوم خطراً للغاية، وهو يتسبب لنا بتسونامي مرعب.
•في الختام أريد أن أتوجه بطلب صغير إلى نتنياهو: رجاءً توقف عن التنكيل بنا. طردنا من أرض أجدادنا. أغلبية أبناء شعبي لاجئون خارج وطنهم. والآن هو يحولنا إلى نازيين لعينين. كفى. هل انتهت الشعوب في العالم؟ ابحث لك عن شعب آخر تسيء إليه.