أثارت الأقوال التي وردت في سياق خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمام المؤتمر الصهيوني الـ73 أول من أمس (الثلاثاء)، موجة انتقادات واسعة في الحلبة السياسية الإسرائيلية.
وقال نتنياهو في الخطاب إن الزعيم النازي أدولف هتلر لم ينو إبادة الشعب اليهودي بل إبعاده فقط، وأكد أن المفتي الفلسطيني الحاج أمين الحسيني هو الذي نصحه بارتكاب المحرقة.
ووصف رئيس تحالف "المعسكر الصهيوني" زعيم المعارضة عضو الكنيست يتسحاق هيرتسوغ أمس (الأربعاء) هذه الأقوال بأنها تشويه خطر للتاريخ يفضي إلى تحجيم أهوال المحرقة والدور الشيطاني لهتلر فيها. وأكد أن هذا التشويه يخدم مُنكري المحرقة ويقحمها في النزاع مع الفلسطينيين.
وطالب هيرتسوغ رئيس الحكومة بالتراجع عن هذه الأقوال حالاً.
كما عقب رئيس القائمة المشتركة عضو الكنيست أيمن عودة على أقوال رئيس الحكومة فأكد أن نتنياهو يعيد كتابة التاريخ بغية التحريض على الشعب الفلسطيني.
وأضاف أن ضحايا الوحش النازي بمن في ذلك ملايين اليهود، أمسوا لدى نتنياهو مادة للدعاية ضد السلام مما يدل على الخطر الذي يشكله رئيس الحكومة بالنسبة إلى الشعبين.
وقال نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام قبيل مغادرته إسرائيل متجهاً إلى برلين في ألمانيا أمس، إنه لم ينوِ إعفاء هتلر من مسؤوليته الشيطانية عن إبادة يهود أوروبا ومن مسؤوليته عما سمي بـ"الحل النهائي" وهو عبارة عن إبادة ستة ملايين يهودي، لكنه في الوقت عينه أكد أن من السخافة تجاهل الدور الذي لعبه مجرم الحرب المفتي الحاج أمين الحسيني الذي شجع وحث كلاً من هتلر ووزير خارجيته ورئيس جهاز استخباراته وغيرهم على إبادة يهود أوروبا.
وأشار إلى أنه توجد شهادات كثيرة على ذلك بما في ذلك شهادة قدمها نائب آيخمان مخطط إبادة اليهود في محاكم نيرنبرغ وقال فيها إن "المفتي أدّى دوراً في اتخاذ القرار حول إبادة يهود أوروبا، ولا يجوز تجاهل دوره المهم. فلقد عرض باستمرار على القيادة النازية وخصوصاً على هتلر ومساعديه الإقدام على إبادة يهود أوروبا، واعتبر ذلك حلاً مناسباً للقضية الفلسطينية".
وأضاف نتنياهو: "لم أسعَ أبداً إلى تبرئة هتلر من المسؤولية التي يتحملها، بل أريد أن أشير إلى أن والد الشعب الفلسطيني [المفتي الحسيني] حتى حينما لم تكن دولة إسرائيل موجودة ولم يكن هناك ما يسمى احتلال ولم تكن هناك أي مستوطنات، كان مارس التحريض الممنهج على إبادة اليهود. وللأسف الشديد ما يزال الحسيني يعتبر شخصية يُحتذى بها في المجتمع الفلسطيني، ويرد ذكره في المنهاج حيث يتم توصيفه بأنه والد الشعب الفلسطيني. كما أن التحريض الذي بدأ به على قتل اليهود ما يزال مستمراً بشكل مختلف لكنه يشكل جذور المشكلة [مع الفلسطينيين]. ومن أجل وقف عمليات القتل يجب وقف التحريض".