من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•تشير حادثة إطلاق النار في المحطة المركزية في بئر السبع، ومثلها الهجوم على حافلة في القدس الأسبوع الماضي وإطلاق النار في معسكر اللاجئين في قلنديا فجر أمس، إلى عودة السلاح الناري إلى جانب الهجمات بالسكاكين. وليس من المستبعد أن يكون ما حدث هجوماً مخططاً له أكثر من الهجمات التي سبقته. الهجوم الذي شكّل بداية هذه الموجة من العنف والذي أدى إلى مقتل الزوجين هنكين بالقرب من نابلس في 1 تشرين الأول/أكتوبر، خططت له خلية تابعة لحركة "حماس". لكن منذ ذلك الحين وقعت بصورة أساسية هجمات طعن ودهس قام بها في الغالب الأعم مخربون تصرفوا من تلقاء أنفسهم.
•ما تزال المعلومات المتعلقة بهجوم بئر السبع جزئية وغير واضحة الى حد ما، لكن يبدو أن المخرب الذي قام بالهجوم وصل إلى المحطة وهو يحمل مسدساً وسكيناً. ومثل عدة هجمات سابقة طعن الجندي وجرده من سلاحه من أجل إيقاع عدد أكبر من المصابين. لكن بعكس ما حدث في عدة هجمات سابقاً، فقد كان [المعتدي] يعرف كيف يستخدم البندقية التي أخذها من الجندي. وسيكون على الشاباك والشرطة أن يتفحصا فيما إذا كانت هناك جهة قامت بإعداد المخرب للهجوم، ونقلته إلى بئر السبع (وإذا كان المخرب قد أتى من الضفة الغربية، فمن المحتمل أن يكون عبر من خلال ثغرة في خط التماس جنوب جبل الخليل) وزودته المسدس.
•وهذا لا يشبه شبكة التحضيرات المعقدة للهجمات الانتحارية في الانتفاضة الثانية. لكن من المحتمل وجود مؤشرات تدل على نشاط خلية منظمة نسبياً بالمقارنة مع هجمات الأسابيع الأخيرة. وهذه خلايا قادرة على التسبب بأذى أكبر من الضرر الذي يسببه هجوم منفرد بالطعن. ولكن من المعقول الافتراض أن هذه الخلية ستترك "بصمة" استخباراتية واضحة خلال الإعداد للهجوم، وثمة فرصة كبيرة لأن يستطيع الشاباك والجيش العثور عليها قبل فوات الأوان.
•اتضح بعد مرور ساعتين على الهجوم أنه لم يشارك فيه مخربان، وأن مواطنين وقوات أمن أصابوا مواطناً غريباً بجروح بليغة بعد أن اشتبهوا بأنه مخرب. وتوفي هذا الشخص بعد ساعات قليلة متأثراً بجراحه. وتدل الضربات التي تعرض لها ومحاولة منع عناصر الاسعاف من معالجته، على الشعور بالرعب السائد وسط الجمهور في مواجهة موجة الإرهاب.
•ما يمكن توقع حدوثه هو السيناريو الذي توقعته المؤسسة الأمنية في الأيام الأخيرة، أي محاولة أن تدخل إلى صورة الهجمات، خلايا يمكن أن يكون لها انتماء تنظيمي، وتشكل نوعاً من موجة ثانية إلى جانب هجمات السكاكين. توجد في الضفة الغربية كميات سلاح لا بأس بها، إلى جانب السلاح الموجود لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية. ويوجد معظم هذا السلاح في يد نشطاء تنظيم "فتح"، لكن ثمة تقدير بأنه توجد خلايا مسلحة تابعة لـ"حماس" في المنطقة بقيت بعيدة عن الأضواء في انتظار المواجهة المقبلة. إن صلاح عروري المسؤول عن الضفة من طرف "حماس" والذي ينشط من تركيا، والقيادة الخاضعة له المسؤولة عن الضفة في غزة، يبذلان جهداً بارزاً من أجل حدوث هجمات جديدة.
•من المفيد الاهتمام بالخطاب المتصاعد الحدة للناطقين بلسان السلطة و"فتح" كلما ارتفع حجم الخسائر الفلسطينية. من المنتظر أن تتواصل محاولات الهجمات في القدس وفي الضفة وداخل الخط الأخضر. لكن الافتراض الأساسي الذي يوجه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية هو أنها بحاجة إلى وقت طويل نسبياً من أجل تحقيق الهدوء، وعلى أية حال، تعرضت علاقات التنسيق الأمني مع السلطة لضرر كبير، وهذا يؤكده الإعلام الفلسطيني.
•ويبرز من خلال عدة مقالات نشرتها في الأيام الأخيرة صحف مقربة من السلطة، أنه برغم مساعي الكبح التي تمارسها حالياً أجهزة الأمن الفلسطينية في عدد من مدن الضفة، فإن قيادة السلطة ليست معنية بالضرورة بعودة الوضع إلى ما كان عليه.
•ومن بين الثغرات البارزة في المواجهات في المناطق على مدى عقود، الطريقة التي تعرّف بها إسرائيل العنف والطريقة التي يعرّف به الفلسطينيون ذلك. بالنسبة لإسرائيل، كل عملية رشق حجر هو عنف يهدد الحياة، وكل طعن بسكين هو عمل إرهابي. لكن السلطة و"فتح"، ممثلو المعسكر المعتدل نسبياً وسط الفلسطينيين، يبرران أحياناً كثيرة العنف ضد الجيش والمستوطنين، وهم يضعون رشق الحجارة والزجاجات الحارقة وحتى هجمات الطعن، ضمن نطاق النضال الشعبي. وحتى عباس نفسه أعرب أكثر من مرة عن دعمه "للنضال الشعبي بوسائل سلمية" مثل معارضة اقامة جدار الفصل على أراضي بلعين ونعلين، من دون أن يحدد ما هو شرعي وما هو غير شرعي في هذا الإطار.
•ليست هذه أياماً جيدة بالنسبة للزعيم الفلسطيني. ففي البداية جاءت سقطة الخطاب الذي ألقاه الأسبوع الماضي واتهم فيه إسرائيل بقتل الفتى الفلسطيني الذي طعن فتى يهودياً من عمره في بسغات زئيف. بعدها أشعل الفلسطينيون النار في مقام قبر يوسف في نابلس، وفي هذا تكرار لما حدث أيام الانتفاضة الثانية. ويبدو أن عناصر من "فتح" شاركوا في أعمال الشغب هذه، ولم تُجد نفعاً كلمات عباس بأن السلطة ستصلح القبر على حسابها.
•يبرز في الرد الإسرائيلي على العنف الجهد الكبير الذي تبذله المؤسسة الأمنية كي لا تُصاب بالهلع وكي لا تقوم بتعبئة الاحتياطيين بأعداد كبيرة، وكي لا تقدم على خطوات تشكل عقاباً جماعياً. فقد رفض رئيس الحكومة ووزير الدفاع وقيادة الجيش، الدعوات إلى شن عملية "السور الواقي 2" في الضفة. وفي هذه الأثناء يشير العدد القليل نسبياً للقتلى الفلسطينيين في التظاهرات في الضفة الغربية، إلى أن قيادة المنطقة الوسطى استعدت جيداً للمواجهة وهي تفهم بعمق تعليمات قائد الأركان غادي إيزنكوت، الذي يطالب بوقف دورة العنف الدائرة على الأرض.