يجب فرض حصار جزئي على القدس لتقليص الاحتكاك بين العرب واليهود
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

– الموقع الإلكتروني
المؤلف

•في الواقع، لا يغيّر من الأمر شيئاً فيما إذا كنا نشهد انتفاضة ثالثة أو أننا نتدهور نحوها بسرعة. المهم الآن كبح التصعيد الذي تسبب به هجوم الطعن في المدينة القديمة. وكي نفعل ذلك يجب تهدئة المنطقة من خلال تقليص الاحتكاك بين السكان اليهود والعرب في القدس ويهودا والسامرة [الضفة الغربية].

•إلى جانب الخطوات العسكرية التي يجب القيام بها من أجل منع النزاع، يجب أن تكون الخطوات السياسية غير عادية، مثل الدعوة الى لقاء مباشر بين أبو مازن ونتنياهو، ليس من أجل البحث في حل للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني بل للبحث في تهدئة الوضع. 

•يجب أن يشارك الأميركيون في مثل هذا الاجتماع وأن يضغطوا على الطرفين من أجل عقده. وهذا الاجتماع إذا عقد في غرف مغلقة وبعيداً عن الإعلام وجرى بصورة جدية، يمكن أن يعطي ثماراً مباشرة، على الأقل في أراضي يهودا والسامرة [الضفة الغربية]، وربما أيضاً في القدس الشرقية. وهو سيخفف من الاحساس بالمراوحة في المكان وعدم وجود أفق سياسي، لكنه ينطوي على خطر أيضاً، فإذا فشل فإن الشوارع ستشتعل. لذا يتعين على الأميركيين أن يحرصوا على عدم فشل الاجتماع ويستخدموا من أجل هذا الغرض نفوذهم كله على الطرفين.

•هنا يجب التشديد: إن وضعاً يحمل بوادر انتفاضة ثالثة يبرّر استخدام وسائل غير عادية. يمكن أن نطلق على الأحداث الحالية "انتفاضة شباب تحت تأثير الإسلام المتطرف"، لكن يمكن، لا بل يجب منعها. فإذا عملت حكومة إسرائيل مع السلطة الفلسطينية فإنها قادرة بما لا شك فيه على تحقيق النتيجة المرجوة. يجب عدم الاصغاء إلى المتطرفين من الجهتين، وعدم الاستجابة إلى مطالب حزب البيت اليهودي وزعامة المستوطنين، لأنه إذا خضعت لهما الحكومة فإن الاحتكاك سيكبر وألسنة النيران ستزداد. كما يتعين على المجلس الوزاري المصغر الذي سينعقد نهاية العيد، الترفع عن الاعتبارات السياسية الضيقة والخصومات الائتلافية، وتهدئة الوضع قبل أن يصبح لا عودة عنه.

•وقبل الدخول في تفاصيل هذه الوسائل يجب علينا أن ندرس أسباب المواجهات وانتشارها الجغرافي. وفي الوقع لا يمكن وضع القدس ويهودا والسامرة في سلة واحدة، فهما يختلفان عن بعضهما البعض، ومعالجة العنف فيهما يجب أن تكون مختلفة. فالذي يؤدي إلى إشعال الشوارع في القدس هو قصة المسجد الأقصى الذي يستخدم أداة تحريض من جانب الجناح الشمالي للحركة الإسلامية في إسرائيل، وقد انتشرت هذه القصة مثل النار في الهشيم في العالم الإسلامي كما لو أنها حقيقة. إن الأحداث في القدس هي في أغلبيتها نتيجة الاندفاع العاطفي لشبان فلسطينيين محبطين. وهم يشعرون بالاحباط ليس فقط لما يعتبرونه إساءة إسرائيلية في جبل الهيكل [الحرم القدسي الشريف] بل بسبب تحريض "حماس" والجهاد الإسلامي الفلسطيني، وبسبب الوضع الاقتصادي والاجتماعي للعرب في القدس الشرقية.

•في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] فإن الأمر هو محاولة تنظيمات مثل "حماس" والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية الفلسطينية القيام بهجمات تؤدي إلى صدامات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. لقد أحبطت أغلبية هذه الهجمات في السنوات الأخيرة على يد القوى الأمنية التي اعتقلت في الوقت الملائم تلك الخلايا، وبخاصة في يهودا وفي السامرة، لكن كانت هناك خلايا نجحت في القيام بهجمات إلى جانب أفراد معزولين وصل إليهم التحريض في جبل الهيكل.

•يمكن القول إن السكان الفلسطينيين في يهودا والسامرة ليسوا معنيين بانتفاضة ولا حتى بتصعيد روتيني يهدأ بعد بضعة أيام، لكن وجود إسرائيليين وزوار كثر في الاعياد يتسبب باحتكاكات، وكذلك التحريض والوسائل التي توظفها التنظيمات الفلسطينية الإسلامية والجبهة الشعبية التي استيقظت فجأة، تعطي ثمارها.

•المطلوب الآن قبل البحث عن حلول بعيدة الأمد من الصعب التوصل إليها في المستقبل المنظور، هو تهدئة الوضع بسرعة. ونظراً لأن زيادة انتشار الشرطة لم يمنع وقوع أعمال قتل، يجب فرض حصار جزئي على القدس. واليهود الذين يريدون التوجه إلى حائط المبكى عليهم أن يأخذوا الطريق الأطول وعدم استخدام طريق البلدة القديمة. لا مفر من فرض حصار كامل على المدينة القديمة والاحياء التي شهدت مناوشات ولا سيما خط التماس، حتى بعد انتهاء العيد.

•إن الهدف ليس معاقبة التجار في القدس الشرقية بل ببساطة منع الاحتكاك الذي ثبتت خطورته. كما أن هذه الخطوات لا تستهدف معاقبة السكان الفلسطينيين بل تهدئة الوضع. إن الحصار أداة قاسية، لكن أحياناً من أجل منع سقوط ضحايا فيجب اتخاذ خطوات قاسية.

•في يهودا والسامرة [الضفة الغربية] يجب الانتشار بالأساس على محاور الطرق بواسطة حواجز للجيش الإسرائيلي وبصورة خاصة في الليل، لمراقبة سيارات مشتبه بها، وفلسطينيين وكذلك يهود. فالهدف هو منع الهجمات وعودة الأعمال الانتقامية. ويجب أن تبقى هذه الحواجز في مكانها إلى جانب دوريات في سيارات مدرعة في الأماكن التي قد تشهد احداث شغب خلال الليل.

•كما يجب استخدام طائرات من دون طيار ووسائل للرؤية الليلية على طول وفوق الطرقات المستهدفة. إن العمل بالتنسيق مع الحواجز على الأرض ومع الدوريات على الطرقات سوف يعطي ثماراً جيدة. 

•يتعين علينا أن نعترف بأن جزءاً من المشكلة اليوم يعود إلى خسارة أبو مازن السيطرة على الأرض. وليست إسرائيل وحدها تجد صعوبة في فرض القانون في القدس، فأبو مازن يجد صعوبة أكثر فأكثر في فرض النظام في مناطق أ ولا سيما في مخيمات اللاجئين. وأجهزة الأمن الفلسطينية تلاقي صعوبة في القيام بواجبها. ولكنه لو أراد، فإن أبو مازن قادر على تهدئة الوضع على الأرض إذا ألقى خطاباً شرح فيه للفلسطينيين ماذا سيجري إذا استمر التصعيد.

 

•يجب أن نتذكر أن الهدف ليس الانتقام من الفلسطينيين أو معاقبتهم، بل تهدئة الوضع من خلال تقليص الاحتكاك.