أكد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي غلعاد إردان أن هناك مساساً بالأمن الداخلي وأن إسرائيل تواجه "إرهاباً" شعبياً، وفي الوقت عينه شدّد على أن إسرائيل شهدت على مدار أكثر من 100 عام موجات "إرهابية" من هذا القبيل وتمكنت من مواجهتها.
وأضاف إردان في سياق مقابلة أجرتها معه الإذاعة الإسرائيلية العامة ["ريشت بيت"] أمس (الأحد)، أنه اتخذت عدة إجراءات لتعزيز الأمن في القدس الشرقية ومحيطها منها نشر 300 فرد من "حرس الحدود" وإرسال قوات خاصة للشرطة لتنفيذ عمليات اعتقال. وأشار إلى أنه من الآن فصاعداً سيحظر على كل من لا يحمل بطاقة هوية إسرائيلية الدخول إلى البلدة القديمة كما تم تغيير أوامر إطلاق النار.
ولفت وزير الأمن الداخلي إلى وجوب القيام بإجراءات أخرى أكثر صرامة لإحباط العمليات "الإرهابية" وأقرّ بأن النتائج التي تم تحقيقها على الأرض حتى الآن غير كافية.
وتوالت ردود الفعل في الحلبة السياسية والحزبية الإسرائيلية على تصاعد أعمال العنف في القدس الشرقية ومحيطها وفي مناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية].
وأكد وزير المواصلات وعضو المجلس الوزاري المصغر يسرائيل كاتس من الليكود أن من يدفع ثمن التحريض و"الإرهاب" هم الفلسطينيون أنفسهم. وهدّد بوقف عمل 100,000 فلسطيني في دولة إسرائيل وبوقف السفر المشترك للإسرائيليين والفلسطينيين على الطرقات وبإعادة نصب الحواجز العسكرية.
وتعهد كاتس في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في ختام زيارة لخيمة الاعتصام التي أقامها عدد من سكان مستوطنات السامرة [منطقة نابلس] قبالة المنزل الرسمي لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أمس، بتنفيذ كل ما هو مخطط له لمواجهة تدهور الأوضاع الأمنية في القدس الشرقية والمناطق [المحتلة].
وقال رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان إن موجة الاعتداءات الأخيرة عملية "إرهابية" مخطط لها مسبقاً وموجهة من مستويات عالية وليست "إرهاباً" شعبياً.
وأضاف ليبرمان في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس، أنه إذا ما كانت لدى الحكومة الإسرائيلية رغبة حقيقية بمنع اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة فيتعين عليها أن تصدر فوراً إلى الجيش الإسرائيلي أوامر بشن عملية "السور الواقي" رقم 2.
وطالب ليبرمان الحكومة بالتوقف فوراً عن تحويل الأموال إلى السلطة الفلسطينية وبمنع مسؤوليها من حق الحصول على بطاقات (VIP) التي تمنحهم امتيازات متعددة. كما أكد وجوب إخراج الحركة الإسلامية- الجناح الشمالي في إسرائيل [بزعامة الشيخ رائد صلاح] عن القانون واعتقال الأشخاص الذين تستأجرهم هذه الحركة لتصعيد الأوضاع في الحرم القدسي الشريف.
في المقابل قال رئيس كتلة "يوجد مستقبل" في الكنيست عضو الكنيست عوفر شيلح إن موجة "الإرهاب" الحالية تثبت انهيار سياسة الحكومة القاضية بالمضي قدماً في إدارة النزاع مع الفلسطينيين من دون أي حل له.
من ناحية أخرى تظاهر نحو 100 شخص في وسط مدينة أسدود أمس احتجاجاً على الاعتداءات "الإرهابية" الأخيرة. ورفع المتظاهرون أعلام إسرائيل ولافتات وصور الضحايا.
كما نظمت تظاهرة مماثلة في وسط مدينة بئر السبع شارك فيها عشرات الأشخاص.
وأقام عدد من سكان مستوطنات السامرة على رأسهم رئيس المجلس الإقليمي لهذه المستوطنات يوسي داغان خيمة اعتصام قبالة المنزل الرسمي لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في القدس.
وأعلن داغان في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام، أنه لن ينهي اعتصامه إلا بعد تلبية مطالبه المتمثلة بإقامة مستوطنة جديدة في مكان الاعتداء الذي أودى مساء الخميس الفائت بحياة مستوطن وزوجته بالقرب من قرية بيت فوريك قضاء نابلس وتسريع مشاريع البناء في المستوطنات القائمة.
بموازاة ذلك بدأت عشرات العائلات والمئات من أبناء الشبيبة من نشطاء اليمين بإقامة بؤرة استيطانية غير قانونية بالقرب من موقع الاعتداء المذكور أطلقوا عليها اسم "شاليم"، وقالوا إن الأراضي التي تقع عليها مملوكة منذ 40 عاماً لشركة "هِمْونتا" الإسرائيلية الحكومية. وأضافوا أن إقامتهم في هذه البؤرة ستكون أوليّة، وطالبوا الحكومة بالمصادقة على إقامة مستوطنة دائمة في المكان.