الأمير تركي الفيصل لـ"هآرتس": لو كان نتنياهو زعيماً يتحلى ببُعد نظر لأعلن استعداده لإجراء مفاوضات على أساس مبادرة السلام العربية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قال الأمير السعودي تركي الفيصل إن العرب رفضوا في الماضي السلام مع إسرائيل لكن هذه الأخيرة هي التي تقول لا للسلام الآن، وأكد أنه لو كان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو زعيماً يتحلّى ببُعد نظر لأعلن استعداده لإجراء مفاوضات [مع الفلسطينيين] على أساس مبادرة السلام العربية.

وجاءت أقوال الفيصل هذه في سياق مقابلة خاصة أدلى بها إلى صحيفة "هآرتس" أمس (الأربعاء) ومن المتوقع أن تُبث كاملة في "مؤتمر إسرائيل للسلام" الذي تنظمه الصحيفة وسيُعقد يوم 12 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل في تل أبيب، وأكد فيها أيضاً أن مثل هذا الاستعداد من جانب نتنياهو من شأنه أن يزيل الكثير من الشكوك والشبهات لدى العرب بشأن نيات إسرائيل. 

وقال الفيصل إن مبادرة السلام العربية التي طرحت سنة 2002 تضع الأسس التي يجب على الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني أن يجريا المفاوضات بموجبها. ونفى الأنباء عن وجود تعاون بين إسرائيل والسعودية وأكد أنه طالما أن إسرائيل لم تنضم إلى مبادرة السلام العربية فلا أمل بأن تتعاون السعودية معها في أي شأن سواء علناً أم من وراء الكواليس.

وأشار الفيصل إلى أنه لا يمكن الاعتماد على نتنياهو بأن يسير في اتجاه السلام، وأضاف أنه في حال قيام الجمهور الإسرائيلي العريض بانتخاب شخص آخر لرئاسة الحكومة الإسرائيلية بدلاً منه فسيكون ذلك تطراً مرحبّـاً به على نطاق واسع.

كما أشار إلى أنه من الواضح للجميع أن الولايات المتحدة وحدها تستطيع أن تدفع إسرائيل نحو السلام، لكنه في الوقت عينه أكد أنه لا توجد لديها نية لفعل ذلك.

وذكرت الصحيفة أن الأمير تركي الفيصل هو الابن الثامن للملك فيصل الذي جلس على عرش السعودية منذ سنة 1964 وحتى اغتياله سنة 1975. وأشغل الأمير منصب وزير الاستخبارات منذ سنة 1977 وحتى سنة 2001، كما أشغل منصب سفير السعودية في لندن وواشنطن، ويترأس اليوم معهد أبحاث في الرياض.

وفي السنوات الأخيرة التقى الفيصل مسؤولين إسرائيليين كباراً بينهم الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية ["أمان"] اللواء احتياط عاموس يدلين الذي يترأس الآن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب. وفي العام الفائت نشر مقالاً خاصاً قبل "مؤتمر إسرائيل للسلام".

وتعتبر هذه أول مقابلة مصوّرة يدلي بها إلى وسيلة إعلام إسرائيلية.

 

ولفتت الصحيفة إلى أن تصريحات الفيصل بشأن علاقة السعودية مع إيران ومواقفه من الاتفاق النووي الإيراني ومن تنظيم "داعش" ومن الادعاءات بأن السعودية تنشر الإسلام المتطرف في العالم، سوف تبث في "مؤتمر السلام" وتنشر في ملحق خاص.