نتنياهو لن يذهب الى موسكو لوقف الانتشار الروسي في سورية بل للتنسيق بشأنه
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

•لا ينبغي المبالغة بالخطر الذي تتعرض له إسرائيل من جراء انتشار القوات الروسية في سورية، ولا في أهمية الاجتماع الذي سيعقد بين نتنياهو وبوتين. وعندما يصل إلى بوتين، حتى رئيس حكومة "يحصل على كل ما يريده" يدرك ما هي حدوده. لن يذهب نتنياهو إلى موسكو لوقف انتشار قوات الجيش الروسي في سورية، بل من أجل التنسيق.

•تقوم روسيا ببناء بنية تحتية لقاعدة جوية روسية في سورية سينتشر فيها أكثر من 1000 عسكري روسي مع طائراتهم الحربية من طراز ميغ-29، وبطاريات مضادة للطائرات من طراز SA-22. كما ستتمركز في هذه القاعدة قوة من البحرية مزودة بدبابات T-90، مهمتها الدفاع عن القاعدة لا المشاركة في الحرب الأهلية.

•يستخدم جيش الأسد منذ عدة سنوات بطاريات صواريخ SA-22، وهي منظومة صواريخ مضادة للطائرات ذات مدى قصير ومتوسط متطورة وأتوماتيكية، كانت حتى سنوت قليلة تشكل تحدياً مهماً لسلاح الجو [الإسرائيلي]. لكنها على الرغم من ذلك لم تمنع [إسرائيل] من مهاجمة سورية وفقاً لتقارير أجنبية مرة كل بضعة أشهر.

•الفارق هذه المرة أن المنظومة ستستخدم من جانب جنود روس، الأمر الذي يتطلب تنسيقاً ليس مع إسرائيل فحسب، بل مع قوات التحالف التي تحارب داعش والتي تنشط في أجواء سورية. ومن أجل هذه الغاية فإن المطلوب وضع تفاهمات تتعلق بقواعد الاشتباك بالنسبة لهذه البطاريات الروسية، وكيفية تعرفها إلى الطائرة التي ستظهر على الرادار، ومنع وقوع حوادث غير مرغوب فيها.

•وينطبق هذا أيضاً على طائرات ميغ-29، فالجيش السوري يستخدم هذه الطائرات منذ أكثر من عقدين. وإسرائيل تعرف جيداً هذه الطائرة وقد تدربت على مواجهتها، لكن يتعين وضع قواعد لمنع وقوع اشتباك غير مرغوب فيه بين طيارين روس وطيارين إسرائيليين. خلال حرب الاستنزاف حارب الطيارون الإسرائيليون الطيارين الروس، وانتهت المواجهة بـ: صفر مقابل 5 لإسرائيل، ولا يريد أحد حدوث ذلك مرة أخرى.

•من المهم بالنسبة لإسرائيل ألا تنشر روسيا منظومات سلاح من طراز S-400 أو S-300 تمنع حرية التحليق الإسرائيلي. كما لا ترغب إسرائيل في رؤية روسيا تنشر طائرات متطورة قادرة على التملص [من الرادارات] في سورية. أما في ما يتعلق بالخوف من تسرب هذه المنظومات المتطورة إلى حزب الله، فقد سبق لنتنياهو أن طلب ذلك من بوتين، لكن هذا لم يمنع بوتين من بيع هذه المنظومات إلى سورية مع علمه الواضح بأن جزءاً منها سيذهب إلى حزب الله.

 

•إن روسيا دولة هدفها الربح. وهي لا تدعي انتهاج سياسة أخلاقية، وليس لديها أي نية لأن تأخذ في حسابها أي مصلحة أجنبية إذا كانت لا تخدم مصلحتها. وفي الواقع، فإن وقوف روسيا إلى جانب الأسد يتلاءم مع المصلحة الإسرائيلية، لأنه قد يحقق الاستقرار الذي هو السيناريو الأفضل من وجهة نظر إسرائيل، حيث سيواصل الأسد الذي ينزف والضعيف سيطرته على دمشق والمرافئ البحرية، وسيبقى داعش في شرق سورية، أما حزب الله فسيظل مشغولاً بسورية.  

 

 

المزيد ضمن العدد 2216