الأزمات الداخلية الفلسطينية تكشف فقدان منظمة التحرير الفلسطينية لأهميتها
المصدر
مركز القدس للشؤون العامة والسياسة

تأسس المعهد في سنة 1976، وهو متخصص في الدراسات السياسية والدبلوماسية والاستراتيجية. يترأس المعهد، حالياً، السفير الإسرائيلي السابق في الأمم المتحدة دوري غولد. ينشر المركز مقالات يومية يمكن الاطلاع عليها باللغتين العبرية والإنكليزية على موقعه الإلكتروني. كما تصدر عنه سلسلة من الكتب، ويمتاز بمواقفه التي تتماهى مع اليمين في إسرائيل.

•مُني رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن بالهزيمة بعد فشل خطته في الدعوة إلى عقد جلسة للمجلس الوطني الفلسطيني من أجل تعزيز شرعيته قبيل ظهوره في الأمم المتحدة خلال هذا الشهر.

•هناك أسباب كثيرة للفشل، لكن في أساسها يكمن فقدان منظمة التحرير الفلسطينية لأهميتها جرّاء الاضطرابات في الشرق الأوسط، سواء بالنسبة للعالم العربي وسلم أولوياته، أو بالنسبة للفلسطينيين أنفسهم.

•لقد أصرت الزعامة الفلسطينية على التمسك بجدول أعمال قديم وبمؤسسات عفّى عليها الزمن، كما لو أن النضال من أجل الدولة الفلسطينية هو الموضوع الأساسي الذي يشغل العالم العربي، وليس بالذات مسألة جوهر بقاء الشعوب العربية اتي تتدفق إلى أوروبا بحثاً عن ملجأ، وبينهم الفلسطينيون.

•ومع الأسف الشديد، فإن أوروبا تشجع هذه الزعامة على التشبث بهذه المواقف التي لم تعد ذات أهمية. وعلى سبيل المثال، قالت وزيرة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فدريكا موغريني قبل بضعة أيام إن المشكلة الفلسطينية هي في أساس مشكلة الشرق الأوسط. وقالت في محاضرة لها في لندن إن من "واجبها الشخصي العثور على حل للمشكلة الفلسطينية".

•إن السبب المباشر لتأجيل موعد انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني هو رفض الجبهة الشعبية الحضور، ومعنى ذلك أنه ليس "حماس" وحدها على خلاف مع "فتح"، بل أيضاً الجبهة الشعبية التي تعتبر التنظيم الثاني من حيث الحجم في منظمة التحرير الفلسطينية. وبعد هذا الموقف للجبهة الشعبية أرسل أعضاء في قيادة "فتح" رسالة إلى رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون، من دون موافقة أبو مازن، طلبوا منه تأجيل الاجتماع.

•لقد نشرت الجبهة الشعبية موقفها المعارض لانعقاد المجلس في بيروت، والمكان بحد ذاته يحمل رسالة. ففي هذه الأيام تخوض الجبهة الشعبية حرب بقاء ضد "القاعدة" جنباً إلى جنب مع "فتح" في لبنان، والحسابات السياسية في رام الله لا تتطابق مع جدول الاعمال الخاص بها.

•كذلك، فإن أزمة اللاجئين الذين يناضلون من أجل البقاء تتعارض مع مواقف رام الله. فمع ظهور موجة الهجرة إلى أوروبا، أطلقت السلطة دعوة إلى توطين اللاجئين الفلسطينيين في الضفة. لكنها في "تلميحات خافتة" اشترطت أن تكون العملية خطوة موقتة قبل تحقيق حق العودة اللاجئين إلى إسرائيل. وهذا يعني أن مواقف رام الله هي العقبة في وجه مساعدة اللاجئين الفلسطينيين. وبسبب إفلاس منظمة الأونروا، فإن منظمات الاغاثة الدولية تخلت عن الفلسطينيين التعساء. أما منظمة التحرير الفلسطينية التي من المفترض أنها تمثلهم فهي عملياً تحتفظ بهم رهائن من أجل تحقيق حق العودة إلى إسرائيل.

•في الخلاصة، هناك أسباب كثيرة لفشل المسار الفلسطيني ولكن في أساسه مؤسسات منظمة التحرير كلها وأجندتها السياسية التي لا صلة لها بالعاصفة العربية بما في ذلك مشكلات الفلسطينيين أنفسهم. 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المزيد ضمن العدد 2212