•يزور خبير الطاقة الأول في تركيا نوسرت جومرت إسرائيل حاليا لبحث مشاريع تعاون بين تركيا وإسرائيل. وجومرت مستشار سابق في شركة "رويال داتش شيل" العالمية، وصاحب مبادرة إقامة خط أنابيب يمد اليونان بالغاز من تركيا، هو رئيس أهم شركة طاقة في تركيا: "دامنوس للطاقة والاستثمار".
•أكد الخبير التركي أن من شأن توقيع عقود لتصدير الغاز من إسرائيل إلى تركيا أن يسهم في تمويل تطوير حقل "لفيتان" الذي تقدر تكاليفه بنحو 8 مليارات دولار. وبعد عرض خلفية تراجع أسعار النفط والغاز العالمية، ورغبة الدول الأوروبية في تنويع مصادر الطاقة، وتأخر إسرائيل في إبرام عقود طويلة الأمد، قال الخبير التركي: "إن خيار تصدير الغاز الطبيعي من إسرائيل إلى تركيا هو الأفضل حاليا، وقد يكون الخيار الوحيد من أجل تطوير حقل "لفيتان". فقد تضاعف استهلاك الغاز في تركيا خلال العقد الأخير، ويبلغ حاليا مقدار 48,6 مليار متر مكعب (BCM) في السنة. ومن المتوقع أن يتضاعف كذلك في العقدين المقبلين. وأسوة بأوروبا، تسعى تركيا إلى تنويع مصادر التزود بالطاقة، ويمكنها أن تستورد ما بين 7 و8 مليار متر مكعب (BCM) من الغاز الطبيعي من إسرائيل في السنة". وأضاف جومرت: "إن تركيا مستعدة لأن تدفع سعرا أعلى من السعر الذي تدفعه السوق الإسرائيلية المحلية، أو السوق المصرية أو الأوروبية. وهي تستورد الغاز حاليا بأسعار مرتفعة نسبيا، إذ تشتري تركيا الغاز من إيران بسعر 15$ لكل مليون وحدة حرارية (mmbtu)، و[تشتري الغاز] من روسيا بسعر 12$ لكل مليون وحدة حرارية (mmbtu)، ومن أذربيجان بسعر 10$ لكل مليون وحدة حرارية (mmbtu) . ومن ناحية أخرى، لا يتطلب تصدير الغاز الإسرائيلي إلى تركيا سوى مد خط أنابيب بحري، وليس هناك حاجة إلى إقامة منشآت لإنتاج الغاز المسال.. كما لا ينبغي إغفال أن التصدير إلى تركيا يوفر لإسرائيل مرونة أكبر في حال 'لم تسر الأمور حسب الخطة' على عكس [شروط] صفقة التصدير مع مصر". وأضاف جومرت ملمحا إلى الاضطرابات في مصر وإلى التفجير المتكرر لخط الأنابيب الذي ينقل الغاز من إسرائيل إلى مصر: "إن عقود الغاز توقع عموما لمدة 20 عاما، وقد تتبدل أمور كثيرة خلال 20 عاما، وليس المقصود بالضرورة هجمات إرهابية ضد البنى التحتية فقط."
•وفي المقابل، أكد جومرت أن "السياسة في تركيا ليس لها أي تأثير على قطاع الطاقة. ويمكن إبرام عقد مع شركة الغاز التركية الحكومية "بوتاس" (تبلغ حصتها من سوق الغاز في تركيا 75%) أو مع شركات الغاز الخاصة (25% من السوق). وفي الواقع، سبق أن تفاوضت شركتان تركيتان ("زورلو" و"توركاس") مع شركات غاز إسرائيلية من أجل استيراد الغاز الطبيعي من إسرائيل."
•وتطرق الخبير التركي إلى الانعكاسات المحتملة لعودة إيران إلى السوق العالمية للغاز، فقال: "تمتلك إيران ثاني أكبر احتياطي مؤكد من الغاز الطبيعي في العالم (ما يعادل 18% من مجموع الاحتياطي العالمي من الغاز الطبيعي مقارنة بنحو 0,5% لاحتياطي إسرائيل)... فما إن تدخل إيران في الصورة مجددا، سيتبدل مشهد قطاع الغاز العالمي كليا. ومن الواضح أن هذا الأمر سينعكس على قطاع الغاز الإسرائيلي. ولهذا السبب، على الشركاء في حقل "لفيتان" أن يسرعوا في التوقيع على عقود تصدير".