أسباب الكشف عن تحقيقات الشاباك بشأن استعدادات "حماس" لجولة القتال المقبلة
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

•يشكل اعتقال الناشط في "حماس" إبراهيم الشاعر من رفح إنجازاً كبيراً جداً بالنسبة للشاباك والجيش الإسرائيلي، ويمكن افتراض أن هذا حصل نتيجة تخطيط إبداعي وتنفيذ فعال. ويبدو أن الرجل اعتقل داخل أراضي إسرائيل وأن هذا لم يكن مصادفة. ويقدم اعتقاله صورة استخباراتية تفصيلية عن الاستعدادات التي تقوم بها الذراع العسكرية في "حماس" بقيادة محمد ضيف قبيل جولة القتال المقبلة مع إسرائيل.

•إن مجرد نشر توقيف الشاعر والمعلومات التي قدمها، سيجبران على ما يبدو "حماس" على اعادة النظر ودراسة المنظومة العسكرية في الجزء الجنوبي من القطاع. وهذا سيؤدي إلى تأخيرات في استعدادات المواجهة مع إسرائيل.

لكن هذا الكشف يظهر إلى العلن نقطة أكثر أهمية هي أن الأمور في قطاع غزة تديرها هيئتان، أو إذا شئتم سلطتان في "حماس": الذراع السياسية والذراع العسكرية. وهما مختلفتا المصالح والتوجه السياسي وتتنافسان في ما بينها على إدارة القطاع والعلاقات الخارجية.

•الزعامة السياسية بزعامة خالد مشعل وموسى أبو مرزوق الموجودة خارج القطاع وإسماعيل هنية ورفاقه الموجودون داخل القطاع هي ذات توجه سنّي معتدل، وهدفها الأساسي التخفيف من الضائقة التي يعانيها الناس خوفاً من تمرد على سلطة "حماس" المدنية.

•الخوف على البقاء يدفع الزعامة السياسية إلى محاولة ترميم العلاقات مع مصر كي تفتح معبر رفح، والتقرب من السعودية وقطر للحصول على أموال لإعادة إعمار القطاع ودفع رواتب الموظفين. ولهذا تبتعد الذراع السياسية عن إيران بصورة علنية، وقد ألغى مشعل زيارته لطهران وفضّل زيارة الرياض. كما يلاحظ الجهد المبذول للحصول على اعتراف العالم ولا سيما أوروبا، كي تستطيع "الجمعيات الخيرية" جمع تبرعات وتحويلها إلى القطاع، ومنع إسرائيل من الحصول على شرعية للهجوم من جديد في الجولة المقبلة.

•في مقابل ذلك تحاول الذراع العسكرية في "حماس" التقرب من إيران والحصول على مساعدة مالية منها وعلى وسائل قتال وتدريب. وتعرف كتائب عز الدين القسام بقيادة محمد ضيف مسبقاً أنه ليس لديها أي فرصة لدى مصر بقيادة الجنرال عبد الفتاح السيسي، وأنها متهمة مسبقاً بمساعدة الإخوان المسلمين في مصر وداعش في سيناء وهناك أدلة كثيرة على ذلك. ولهذا تراهن الذراع العسكرية على الورقة الإيرانية، وهي تحصل إلى حد ما على مساعدة من قطر.

•تحرص ذراعا "حماس" في الوقت الحالي على المحافظة على الهدوء لدوافع مختلفة: فضيف ورجاله لا يفعلون ذلك بسبب معاناة الناس، وإنما هم يريدون فقط ألا تعرقل إسرائيل استعداداتهم للجولة المقبلة التي يقدرون في غزة أنها قد تحدث خلال نصف عام أو عام.

•يشير التحقيق مع الشاعر إلى أن "حماس" استخلصت دروساً تفصيلية جداً من عملية الجرف الصامد وهي تطبقها بصورة منظمة وجذرية. وكما في السنوات الماضية فمن جولة إلى أخرى تتحسن بصورة دراماتيكية قدرات "حماس" ولا سيما الذراع العسكرية، على مستوى التدريب والكفاءة والقدرة الإبداعية. وتشعر "حماس" أنها لم تستنفد حتى النهاية الإمكانيات التي يتيحها العمل تحت الأرض، أي الأنفاق على أنواعها، وهي تعد للجيش الإسرائيلي مفاجآت على هذا الصعيد. ووفقاً لاعترافات الشاعر، يستمر التنافس بين تطوير الجيش الإسرائيلي لأساليب دفاعية والهجمات المبتكرة من جانب "حماس.

•خلافاً لمألوف عادته اختار الشاباك، وفي الحقيقة مكتب رئيس الحكومة، نشر تفاصيل كثيرة عن نتائج التحقيق مع عضو "حماس". وثمة أسباب ثلاثة لذلك:

إن تفاصيل التحضيرات والجهد الكبير الذي توظفه "حماس" في وسائل القتل المختلفة يسمحان لإسرائيل بالحصول على شرعية للعمليات الهجومية للجيش الإسرائيلي في جولة القتال المقبلة. ونشر معلومات عن اخفاء عبوات ناسفة داخل منازل مدنيين وتفاصيل مشابهة ستصل من دون شك إلى الأمم المتحدة وستبرر أسباب تحرك إسرائيل. وحتى اللجنة الدولية للدفاع عن حقوق الفرد لا تستطيع إنكار أن المعلومات بهذا الخصوص ليست معروفة.

•الرغبة في مساعدة الحملة التي يشنها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ضد الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة، إذ يكشف التحقيق مع الشاعر أن جزءاً من الأموال التي ستحصل عليها إيران بعد رفع العقوبات عنها سيذهب إلى زرع الدمار والقتل في إسرائيل.

•الرغبة في لجم عملية حصول "حماس" على الشرعية في العالم، هذه العملية التي تسارعت في الفترة الأخيرة بدعم جهات موالية للفلسطينيين في أوروبا وأميركا الشمالية.

 

•لقد تعلمت إسرائيل الاستخدام الذكي للاستخبارات من أجل الحصول على الشرعية ومن أجل ادارة معارك سياسية. وفي ما يتعلق بغزة فالموضوع معقد، هناك سلطة نصف شرعية هي "حماس" السياسية التي تجري إسرائيل حواراً معها، وهناك "حماس" الإرهابية التي تخوض إسرائيل حرباً لا هوادة فيها ضدها. والهدف هو التوصل إلى وضع تنتهي فيه جولة القتال المقبلة بحسم سريع وواضح. ومن أجل هذا الغرض المطلوب شرعية دولية.