أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن الاتفاق بين الدول الكبرى الست [مجموعة الدول 5+1] وإيران حول البرنامج النووي الإيراني يقرّب الحرب، ووصف قرار مجلس الأمن الدولي أمس المصادقة بالإجماع على هذا الاتفاق بأنه منافق.
وقال نتنياهو في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته كتلة الليكود في الكنيست بعد ظهر أمس (الاثنين)، إنه في نفس اليوم الذي كرّر الزعيم الروحي الإيراني علي خامنئي نيته إبادة دولة إسرائيل، عمد مجلس الأمن الدولي إلى إضفاء الشرعية على دولة تنتهك بصورة مُمنهجة قرارات هذا المجلس وتدعو إلى إبادة إسرائيل برغم أنها دولة عضو في الأمم المتحدة، وهذا يثبت أن النفاق لا حدود له.
وأضاف أن أفضل طريق لمكافحة هذا النفاق يتمثل بالحرص على قول الحقيقة، وهي أن القول بأن هذا الاتفاق يُبعد الحرب غير صحيح لأن الاتفاق يقرّب الحرب.
وأشار إلى أن من أهم أسباب ذلك [تقريب الحرب] ما يلي: أولاً، حصول إيران على مئات مليارات الدولارات وقد أصبحت تعلن صراحة أنها ستستخدم هذه الأموال لتمويل وتسليح الحركات الإرهابية التابعة لها ولتأجيج عدوانها في المنطقة والعالم؛ ثانياً، أن الاتفاق سيتسبّب بإطلاق عملية سباق تسلح نووي في الشرق الأوسط.
وتابع رئيس الحكومة: "يُقال أيضاً إن قرار مجلس الأمن هو نهاية المطاف، لكن الأمر ليس كذلك، إذ طالما بقيت العقوبات التي فرضها الكونغرس الأميركي على إيران سارية المفعول- ومعروف أن الاقتصاد الأميركي من حيث حجمه أكبر من الاقتصاد الإيراني بأكثر من 40 ضعفاً- فإن إيران ستُضطرّ في نهاية الأمر إلى تقديم التنازلات ولن تتمكّن فقط من الحصول على تنازلات. كما يُقال إنه من المستحيل أن يكون كل العالم قد أخطأ في موقفه الداعم للاتفاق مع إيران، حيث يستدلّ البعض من ذلك أن الصفقة مع هذه الأخيرة جيدة، غير أن هذا القول ليس صحيحاً أيضاً. وتعود أسباب ذلك إلى ما يلي: أولاً، أن العالم بأسره لا يخطئ إذ هناك جهات كثيرة في الشرق الأوسط تتطابق نظرتها مع نظرة إسرائيل من حيث اعتبارها الاتفاق مع إيران خطراً سواء بالنسبة لها أو للمنطقة أو للعالم؛ ثانياً، كان التاريخ أثبت في الماضي أن العالم ليس محقاً في موقفه بالضرورة حتى وإن كان مُجمعاً عليه، حيث كان هناك إجماع دولي واسع قبل عدة سنوات على الاتفاق النووي مع كوريا الشمالية، وأصبحت هذه الأخيرة تمتلك اليوم نحو 12 قنبلة نووية، وهي في طريقها للحصول على الكثير من القنابل الأخرى".
وكان نتنياهو أدلى الليلة قبل الماضية بمقابلتين لشبكتي التلفزة الأميركيتين ABCو CBS حول موقف إسرائيل من الملف الإيراني. وأشار خلالهما إلى أن النظام الإيراني حصل على صفقة ما كان يستطيع تخيّلها لكونها تفسح المجال أمام إيران لتكون "دولة عتبة نووية" تتمتع بالشرعية الدولية الكاملة، كما سيكون بإمكانها بعد 10 سنوات أو 15 سنة امتلاك عدد غير محدود من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم.
كما نوه رئيس الحكومة بأن الاتفاق يعني ضخّ نقود هائلة للخزانة الإيرانية مما يسمح لطهران بتمويل ممارسات الإرهاب والعدوان الخاصة بها والتي تستهدف إسرائيل والمنطقة وأميركا والعالم بأسره.
وخلص إلى قول إن الصفقة مع إيران سيئة للغاية ولا تصبّ في أمن أي جهة سواء كانت إسرائيل أم الولايات المتحدة.