من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•السبب الأول للقلق هو الانتشار النووي. لقد كان أكبر إنجاز حققه المجتمع الدولي خلال السبعين سنة الأخيرة هو قدرته على السيطرة على المارد النووي. كما أن أهم إنجاز استراتيجي لإسرائيل خلال النصف قرن الأخير هو احتكارها للسلاح النووي [في الشرق الأوسط]. فإذا كان اتفاق فيينا سيحافظ على هذين الإنجازين فإن هذا سيكون أمراً ممتازاً. لكن إذا اتضح، لا سمح الله، أن اتفاقات فيينا غامضة ومليئة بالثغرات السوداء وأن آليات الرقابة غير قابلة للتنفيذ، فإن العالم سيصبح مختلفاً والشرق الأوسط سيصبح مرعباً، وسيخيم على مستقبل إسرائيل ظل كثيف.
•السبب الثاني للقلق هو تعاظم التسلح التقليدي. لدى إيران صناعة أمنية قلّ مثلها في العالم. هناك نحو 50 ألف إيراني من المختصّين الماهرين والمبدعين الذين تعلموا إنتاج الأقمار الصناعية والصواريخ ووسائل متطورة للملاحة وطائرات من دون طيار. وقد نجحت إيران حتى حينما كانت على وشك الافلاس في بناء نسختها الخاصة من الصناعة الجوية والصناعة العسكرية في التسعينيات. لذا فإن تخصيص عشرات المليارات من الدولارات إلى مختبرات البحث والتطوير وإلى مراكز الإنتاج التابعة لخامنئي سوف تعيد إلى حياتنا الخطر الذي اختفى منها قبل نحو 30 عاماً، أي الخطر الوجودي للسلاح التقليدي.
•السبب الثالث للقلق هو الهيمنة الإقليمية. خلال السنوات الأربع الأخيرة انهار عدد من الدول العربية القومية. فاليوم لا وجود للعراق ولا لسورية أو ليبيا ولا لليمن أو السودان، فقد انهار النظام الفاسد الذي منح الشرق الأوسط في العقود الأخيرة استقراراً نسبياً. وقد نجحت إيران، مع أنها كانت سيئة، في استغلال الفوضى العربية لصالحها وسيطرت على بيروت، ودمشق، وبغداد، وصنعاء. من هنا فالشرعية والشهرة والاندفاع التي يمنحها اتفاق فيينا لإيران سيسمح لها بمضاعفة نجاحها وفرض رهبتها على الشرق الأوسط.
•السبب الرابع للقلق غياب التغير في القيم. في الآونة الأخيرة طرحت جهات مؤيدة لإسرائيل في واشنطن اعتراف إيران بإسرائيل. لكن المشكلة الحقيقية أن إيران لا تعترف بالولايات المتحدة والأعلام الأميركية تُحرق في طهران. لقد حصلت إيران على انقاذها الاقتصادي وشرعية دولية من دون أن تُطالب بتفكيك البنية التحتية النووية وبنيتها الأيديولوجية، وهذا يثير القلق بشأن الآتي.
•السبب الخامس للقلق هو هذه الأمور مجتمعة. فمن وجهة النظر الأميركية-الأوروبية، الاتفاق هو مصالحة وسلام، والنتيجة المترتبة عن ذلك هي أن تصبح إيران اكثر اعتدالاً وغير نووية وأن تنضم إلى الأسرة الدولية. لكن مع الأسف تدل التجربة أن هناك ثغرة كبيرة بين الطريقة التي تفهم فيها الولايات المتحدة وأوروبا الشرق الأوسط وبين الطريقة التي يفهم فيها الشرق الأوسط نفسه. فهنا على الأرض ومن كازابلانكا وصولاً إلى كابول، يمكن أن يفسر اتفاق فيينا على أنه دليل على تراجع أميركا وغرق أوروبا، وصعود القوة الشيعية.
•لذا فالخوف هو من أن يتطور من حولنا سباق تسلح نووي على الأمد البعيد ، وسباق تسلح تقليدي فوري، وأن تتعاظم على الأمد المتوسط قوات مجاورة لنا مثل تلك التابعة لحزب الله الذي سيشعر بأن وقته قد حان. والعملية التي تهدف إلى إحلال السلام قد تؤدي إلى نتائج معاكسة.
•لكن القلق لا يشكل سياسة ولا استراتيجيا. لقد اتخذ المجتمع الدولي قراره، والآن يتعين على إسرائيل ألا تكون نذيرة شؤم لا أحد ينصت إليها، بل أن تكون لاعبة سياسية فاعلة وصاحبة مبادرة. ليس هذا هو الوقت المناسب للتشاجر مع الرئيس الأميركي، ولا للبكاء والصراخ والنحيب والخبط بالأرجل. ويتعين على القدس أن تقيم على الفور حواراً إيجابياً مع كل من واشنطن، ولندن وباريس وبرلين وبروكسيل من أجل الحد من مخاطر اتفاقات فيينا، وللتأكد من أنها لن تتحول لا سمح الله إلى اتفاق ميونيخ القرن الحادي والعشرين.