نتنياهو: إسرائيل ليست ملتزمة بالاتفاق مع إيران وستواصل الدفاع عن نفسها دائماً
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

رفض المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية- الأمنية الاتفاق الموقع بين الدول الكبرى الست [مجموعة الدول 5+1] وإيران حول البرنامج النووي الإيراني، وبموازاة ذلك أكد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن إسرائيل ليست ملتزمة بهذا الاتفاق وأنها ستواصل الدفاع عن أمنها وأمن سكانها دائماً.

وعقد هذا المجلس الوزاري المصغر اجتماعاً طارئاً مساء أمس (الثلاثاء) لمناقشة الاتفاق الموقع مع إيران. 

وقال نتنياهو في ختام الاجتماع إن هذا الاتفاق يعتبر خطأً تاريخياً صادماً ويهدد السلام العالمي بالخطر، وأشار إلى أن إسرائيل قامت بكل جهد مستطاع لمنع إيران من حيازة السلاح النووي وأنها ستواصل الدفاع عن نفسها بنفسها. 

وقبل ذلك أدلى نتنياهو بتصريحات لوسائل إعلام أجنبية أشار فيها إلى أنه بعد التوقيع على الاتفاق بين الدول الكبرى الست وإيران أمس، أصبح العالم أخطر عدة أضعاف مما كان عليه قبلاً. وأضاف أن هذه الدول الكبرى راهنت على مستقبل العالم المشترك من خلال صفقة سيئة مع أكبر راعية للإرهاب في العالم، كما أنها راهنت على أن النظام الإرهابي في إيران سيتغير خلال عقد في حين يتم إلغاء أي محفز يمكن أن يؤدي إلى مثل هذا التغيير. 

وأكد أن الاتفاق يمنح إيران جميع المحفزات كي لا تتغير، وخلال العقد المقبل سيعطي الاتفاق النظام الإرهابي في طهران مئات المليارات من الدولارات التي ستصرف على تمويل العمليات الإرهابية الإيرانية في كل أنحاء العالم وعلى أعمالها العدوانية في منطقة الشرق الأوسط وعلى جهودها غير المتوقفة الرامية إلى تدمير إسرائيل.

 

وأعرب نتنياهو عن ذهوله الكبير لكون الاتفاق لا يطالب إيران بوقف تصرفاتها العدوانية بأي شكل من الأشكال، وأشار إلى أنه حين كان المفاوضون منشغلين في إتمام الاتفاق في فيينا [النمسا] يوم الجمعة الفائت، اختار الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي يفترض بأنه زعيم معتدل المشاركة في مهرجان في طهران حرقت فيه الجماهير المنفعلة الأعلام الأميركية والإسرائيلية ورددت نداءات "الموت لأميركا، الموت لإسرائيل"، ويوم 21 آذار/ مارس الفائت صرح الزعيم الروحي الإيراني علي خامنئي بأن الاتفاق لن يقيّد العدوان الإيراني بأي شكل وقال إن "المفاوضات مع الولايات المتحدة تدور حول الملف النووي فقط لا غير"، وقال [السيد] حسن نصر الله قائد منظمة حزب الله التابعة لإيران حول بند رفع العقوبات الذي يشكل عنصراً أساسياً في الاتفاق "إن إيران غنية وقوية ستستطيع أن تقف إلى جانب حلفائها وأصدقائها في المنطقة أكثر من أي وقت مضى". وشدّد نتنياهو على أن الترجمة الحقيقية لهذه المقولة الأخيرة هي أن الدعم الإيراني للإرهاب وللأعمال التخريبية سوف يزداد عقب هذا الاتفاق.

وقال رئيس الحكومة: بالإضافة إلى ملء خزينة الإرهاب الإيراني بالأموال، فإن هذا الاتفاق يكرر الأخطاء التي ارتكبت سابقاً مع كوريا الشمالية. حينئذ وعدونا أيضاً بأن المراقبة وعمليات التأكد ستمنعان نظاماً ظلامياً من تطوير أسلحة نووية. والآن نعلم جميعاً كيف انتهت هذه القصة. في نهاية المطاف، هذا الاتفاق السيئ عبارة تحديداً عمّا قاله الرئيس الإيراني اليوم [أمس]: "المجتمع الدولي يرفع العقوبات وإيران تحتفظ ببرنامجها النووي".

وأضاف نتنياهو أنه بعدم قيام الاتفاق بتفكيك البرنامج النووي الإيراني كلياً فإنه يمنح خلال عشر سنوات نظاما أغنى عدة أضعاف مع عدم حصول أي تغيير أو ندم، القدرة على إنتاج قنابل نووية كثيرة، وبالفعل ستحصل إيران على ترسانة نووية كاملة وعلى الوسائل المطلوبة لإطلاقها.

وكان نتنياهو عقد اجتماعاً مع وزير الخارجية الهولندي بيرت كوندرز في ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية في القدس صباح أمس، وقال في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع، إنه حين يكون هناك استعداد للتوصل إلى اتفاق [مع إيران] بأي ثمن كان، فإن النتيجة هي اتفاق يشكل خطأً تاريخياً بالنسبة للعالم أجمع حيث تم فيه تقديم تنازلات هائلة في جميع القضايا التي كانت تهدف إلى منع إيران من امتلاك القدرة على التزود بأسلحة نووية. وإضافة إلى ذلك ستتلقى إيران مئات المليارات من الدولارات التي تستطيع من خلالها تزويد الوقود لآلتها الإرهابية والتوسعية والعدوانية في الشرق الأوسط وفي العالم أجمع. 

وأضاف أنه لا يمكن منع التوصل إلى اتفاق عندما تبدي الأطراف التي تتفاوض عليه استعدادها لتقديم مزيد من التنازلات أيضاً لمن يقوم أثناء المحادثات بترديد نداء "الموت لأميركا".

وكرّر نتنياهو أنه كان يعلم جيداً أن الرغبة بتوقيع اتفاق أقوى من أي شيء آخر، ولذا لم يتعهد بمنع التوصل إلى اتفاق، لكنه تعهد بمنع إيران من التزود بأسلحة نووية، وشدّد على أن هذا التعهد لم يتغير.

 

ودعا رئيس الحكومة قادة جميع الأحزاب في إسرائيل إلى نبذ الخلافات السياسية الهامشية والتوحد وراء أكثر القضايا مصيرية بالنسبة لمستقبل دولة إسرائيل وأمنها.