الدروز في سورية: هل يأتي الخلاص من حزب الله؟
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•"إسرائيل ليست هي الحل لوضعنا في سورية"، هذا ما أوضحه زعيم الدروز في لبنان وليد جنبلاط في مؤتمر صحافي خاص عقده يوم الجمعة الماضي على خلفية تقدم قوات المعارضة السورية نحو جبل الدروز الواقع في جنوب سورية. وقد أتاح هذا التقدم انهيار اللواء 52 [التابع للجيش السوري النظامي] المنتشر في محافظة درعا من أجل الدفاع عنهم. إن تزايد إطلاق النار في القرى الدرزية التي يقطنها أكثر من نصف مليون شخص، والتقارير بشأن سيطرة عناصر المعارضة السورية على جزء من المنطقة، وضعا إسرائيل أمام معضلة أمنية وأخلاقية تفرض عليها اتخاذ قرارات فورية.

•في الأيام الأخيرة صرحت حكومة إسرائيل بأنها لا تنوي التدخل من الناحية العسكرية إلى جانب الدروز في سورية، لأن هذا سيفسر بأنه تدخل فعّال للمرة الأولى منذ نشوب الحرب الأهلية في هذه الدولة. وبرغم ذلك، يبدو أن الدروز أنفسهم ليسوا معنيين بالحصول على مساعدة علنية وصريحة من إسرائيل، لأن الحصول على مثل هذه المساعدة أو التوجه إلى إسرائيل سيفسر على أنه خيانة للمصلحة السورية، وسيشجع النظام والمعارضين له على البطش بهم.

•في مثل هذه الظروف، تكون إمكانات تقديم إسرائيل المساعدة للدروز انسانية فقط. وفي الفترة الأخيرة ألمح رئيس الأركان إلى أن الجيش الإسرائيلي "سيبذل كل ما في وسعه كي يمنع تعرض اللاجئين السوريين على الحدود إلى مذبحة"، لكن قدرة إسرائيل على تقديم المساعدة لهم من هذه الزاوية محدودة، إذ يتطلب الأمر إعداداً جغرافياً لاستيعاب اللاجئين داخل أراضي سورية، وتحديد منطقة عازلة، وتنسيق دولي وتعاون مع أطراف أخرى لا تتعامل إسرائيل معها بصورة عامة مثل أطراف المعارضة السورية، وذلك من أجل القيام بدورهم في الدفاع عن الطائفة الدرزية وأن يكون ذلك مفيداً وفعالاً.

•من الناحية العسكرية، يبدو أن القتال بين عناصر المعارضة السورية والدروز في منطقة جبل الدروز سيستمر وقتاً طويلاً، وليس أكيداً خروج المعارضة منتصرة هذه المرة، بسبب المقاومة الشرسة للدروز الذي يقاتلون دفاعاً عن حياتهم. لقد عرف الدروز الذين لهم جذور عميقة في قلب هذه المنطقة منذ عشرات السنين أوقات تراجع واحتلالات، لكنهم نجحوا في الصمود في مواجهتها. وإلى جانب ذلك، فعلى عكس حوادث أخرى نجح فيها عناصر المعارضة في السيطرة على قرى وقواعد للجيش السوري بعد خيانة أو بسبب وجود موطئ قدم لهم، فإنه لا وجود للمعارضة تقريباً داخل القرى الدرزية، ويمكن افتراض أن أحداً من الدروز لن يخون طائفته. لذا ستجد المعارضة صعوبة في التقدم داخل هذه القرى والتسبب بسقوطها.

 

•لكن عدم وجود مساعدة إسرائيلية عسكرية للدروز قد يدفعهم للحصول عليها من تنظيم حزب الله ومن الحرس الثوري الإيراني، إلى جانب المساعدة التي يحصلون عليها حالياً من النظام السوري. إن الإشاعات في لبنان التي تحدثت عن أن عضو البرلمان اللبناني الدرزي طلال أرسلان التقى سراً الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله من أجل تنسيق إرسال الدعم إلى جبل الدروز، تؤكد التقدير بشأن عمق العلاقات بين دروز سورية وعناصر حزب الله. وتبدو العلاقة بين الطرفين طبيعية في ضوء حقيقة أن الطرفين يقفان اليوم إلى جانب النظام السوري ويقاتلان من أجله. لكن مع مرور الوقت، فإن هذا سيؤدي إلى تقوية العناصر الإرهابية بالقرب من الحدود وترسيخ البنية التنظيمية التي عمل عليها سمير القنطار في السنوات الأخيرة من أجل ربط الدروز السوريين بالكفاح الإرهابي ضد دولة إسرائيل.