حزب الله لن يفتح جبهة ضد إسرائيل لكنه سيواصل سعيه للقيام بهجمات ضدها في الخارج
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

•اعتقال أحد نشطاء حزب الله في قبرص قبل أيام حيث كان يخطط لهجوم ضد أهداف إسرائيلية إثر معلومات استخباراتية دقيقة من مصدر غربي، كشف مرة أخرى منظومة التخطيط لهجمات في الخارج لهذا التنظيم الإرهابي الشيعي.

•وليست هذه المرة الأولى التي يعمل فيها حزب الله أو يحاول أن يتحرك بهذه الطريقة. ففي السنوات الأخيرة حاول الحزب القيام بهجمات في أذربيجان (مرتين)، وفي الهند، وقبرص، ونيجيريا، وبلغاريا (الهجوم في مطار بورغاس)، وفي البيرو.

•منذ حرب لبنان الثانية [تموز/يوليو 2006] يحرص حزب الله على عدم تجاوز الحدود في كل ما يتعلق بعلاقات الردع المتبادلة بينه وبين إسرائيل خوفاً من أن ترد بالطريقة التي ردت فيها سنة 2006. بناء على ذلك، فإن منظومة الهجمات الدولية للحزب تسمح له بالمبادرة والرد بعنف ضد أهداف إسرائيلية من دون أن تحطم هذه الهجمات القواعد فتشكل ذريعة تدفع إسرائيل إلى الرد بعنف كبير عليه، كما أن غموض هذه العمليات يتيح له مجالاً للإنكار.

•وبالاستناد إلى مصادر أجنبية، تستغل إسرائيل الحرب الأهلية في سورية كي تضعف حزب الله ونظام الأسد من خلال شن عمليات موضعية ومركزة ضد قوافل السلاح التي تنقل وسائل قتالية متطورة، ومنشآت استراتيجية، وكبار المسؤولين في التنظيم أو من المقربين منه. وتتيح هذه الهجمات الغامضة التي لا يمكن معرفة المسؤول عنها بصورة رسمية، مجالاً للإنكار يجعل من السهل على حزب الله أو نظام الأسد تجاهلها من دون أن يشعرا بالإهانة أو تعرضهما لضغط داخلي يجبرهما على الرد.

•لا يعني هذا أن إسرائيل استطاعت أن تردع حزب الله. فمع نشوب الحرب الأهلية في سورية والتدخل العميق للحزب فيها لإنقاذ نظام الأسد، وتدخله أيضاً في الحرب الداخلية في العراق، لا نستطيع أن نجزم بدقة بأن الحزب ارتدع. 

•والراهن اليوم في ضوء الوضع الجيوسياسي الحالي في الشرق الأوسط، فإن حزب الله يجد نفسه مطوقاً إلى حد كبير، وحتى لو كانت إسرائيل لم تردعه، فثمة شك في أنه سيتجرأ على فتح جبهة جديدة في هذه الفترة التي يغرق فيها مقاتلوه في الوحلين السوري والعراقي، ويواجه الحزب انتقاداً شديداً من الداخل [اللبناني] بتهمة الدفاع عن المصالح الإيرانية، ونقل النزاع إلى داخل لبنان.

•علاوة على ذلك، فإن مواجهة شاملة مع دولة إسرائيل لا تندرج حالياً ضمن مصالح إيران التي يعتبر حزب الله فرعاً منها ويرتبط بها مباشرة. ومن المتوقع في وقت قريب أن يُحسم مصير الاتفاق النووي بين إيران والدول الست الكبرى، والإيرانيون معنيون بأن يسوقوا في العالم صورتهم كمصدر للتوازن في الشرق الأوسط لا كطرف يشعل الحرائق فيه ويشجع ويموّل الإرهاب. 

•وما يزال حزب الله يشعر بالإهانة وبأنه ملزم بالرد على عدة حوادث جرت في الماضي ينسبها إلى إسرائيل ولا يقبل بالمرور عليها مرور الكرام مثل اغتيال عماد مغنية، وإحباط فتح الجبهة التي كان الحزب يحاول إقامتها في الجولان برعاية نظام الأسد، الأمر الذي أدى إلى اغتيال جهاد مغنية وبعض الضباط الإيرانيين الكبار.

 

•ومع استمرار الحرب الأهلية الدموية في سورية، فمن الصعب أن نرى حزب الله يفتح جبهة مباشرة ضد دولة إسرائيل، ولا سيما أن الرد الإسرائيلي الأخير ما يزال ماثلاً في ذهنه (على الرغم من الإدارة الضعيفة لحرب 2006). لكن من المتوقع أن تواصل منظومة الهجمات الدولية للحزب عملها ضد إسرائيل وتحديها لها.