تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية: قيادة السلطة الفلسطينية لم تعد مؤمنة بالمفاوضات السياسية وتتجه نحو تبني سياسة مواجهة غير عنيفة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

تشير التقديرات السائدة لدى معظم أذرع الاستخبارات في إسرائيل إلى أن قيادة السلطة الفلسطينية لم تعد تؤمن بأن المفاوضات السياسية مع إسرائيل ستتمخض عن نتائج ولا تتوقع حصول أي تقدم في عملية السلام سواء من خلال مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة.

كما تشير هذه التقديرات نفسها التي تبلورت في إثر تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو، إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يئس من المسار السياسي من جراء عدم تحقيق أي نتائج ملموسة في جولات المفاوضات السابقة وعلى خلفية تصريحات نتنياهو المتناقضة إزاء حل الدولتين خلال الأشهر القليلة الفائتة. 

وتؤكد التقديرات أن عباس على ما يبدو بات مقتنعاً بأن نتنياهو ينوي إهدار الوقت من دون إحراز أي تقدم حقيقي في العملية السياسية حتى نهاية ولاية الرئيس الأميركي باراك أوباما [في كانون الثاني/ يناير 2017]. ويقدّر عباس شأنه شأن نتنياهو بأنه سواء كان الرئيس الأميركي المقبل جمهورياً أو ديمقراطياً، فإن إدارته ستكون أكثر تأييداً لإسرائيل من الإدارة الأميركية الحالية.

ووفقاً لتلك التقديرات فإن السلطة الفلسطينية تتجه نحو تبني سياسة مواجهة غير عنيفة مع إسرائيل بموازاة استمرار محاولات النيل من مكانتها الدولية، ولن تقتصر جهودها على الأمم المتحدة بل ستمتد إلى المؤسسات الدولية كافة، كما دلت على ذلك المحاولة الفلسطينية الأخيرة لإبعاد إسرائيل عن الاتحاد الدولي لكرة القدم ["الفيفا"].

وبالنسبة للتنسيق الأمني، تؤكد التقديرات الاستخباراتية أنه منذ قرار إسرائيل وقف تجميد تحويل عائدات الضرائب إلى السلطة الفلسطينية شهد التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والفلسطينية تحسناً ملحوظاً. وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة لصحيفة "هآرتس" إن السلطة الفلسطينية تعمل بصورة مثابرة لإحباط عمليات في الضفة الغربية.

وأشارت التقديرات إلى أنه على الرغم من ذلك ما يزال الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام ["الشاباك"] قلقين من مسارين محتملين: الأول، استمرار العمليات التي ينفذها فلسطينيون بصورة فردية مثل عمليات الدهس والطعن ولا سيما في القدس؛ الثاني، المسار المتعلق بالخلايا العسكرية السرية التابعة لحركة "حماس" حيث اتضح في الماضي أن التغطية الاستخباراتية في منطقة الخليل ضعيفة.

 

ولفتت التقديرات إلى أن أذرع الاستخبارات الإسرائيلية لا تلاحظ وجود خطر حقيقي بشأن اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة في الأشهر القريبة المقبلة، وقالت إن السلطة الفلسطينية تفضل خوض صراع في إطار المسار السياسي الدبلوماسي في المحافل الدولية ودعمه عند الحاجة بمظاهرات شعبية تبقى تحت سيطرتها الأمنية.