افتحوا الباب في قطاع غزة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•هناك نحو 15 ألف شخص يريدون الخروج من قطاع غزة، هم محبوسون هناك منذ عملية "الجرف الصامد"، ولا يستطيعون العودة إلى أماكن عملهم ولا إلى عائلاتهم في الخارج. وهناك الآلاف منهم يحتاجون إلى العناية الطبية، وأكثر من ألف آخرين من الطلبة الذين لم يستطيعوا السفر إلى الخارج لمتابعة تعليمهم وقد يخسرون تأشيراتهم وسنتهم الجامعية.

•في الأيام الأخيرة فُتح معبر رفح لكن في اتجاه واحد من رفح المصرية في اتجاه قطاع غزة. خلال السنتين الأخيرتين كان المعبر مغلقاً معظم أيام السنة، وكان يفتح لفترات محدودة وأمام عدد محدود من الناس الذين يسمح لهم بمغادرة القطاع. والمرة الأخيرة التي فُتح فيها المعبر للدخول إلى القطاع والخروج منه كانت في أواسط آذار/مارس، وسُجل يومها نحو 2.443 خروجاً ودخولاً. 

•كما أن رفض مصر السماح لسكان غزة بالسفر من مطار القاهرة يفرض حصاراً تاماً على هؤلاء السكان الذين لا يبقى أمامهم سوى معبر إيرز الذي تسيطر عليه دولة إسرائيل. لكن على الرغم من التسهيلات التي أعلنتها إسرائيل بعد عملية "الجرف الصامد"، فإن الوضع في القطاع لم يتغير تقريباً. أول من أمس قالت ميسم أبو مار، من سكان غزة في الخامسة والعشرين من عمرها ومن غير المسموح لها بالدخول عبر معبر إيرز من أجل الوصول إلى الضفة الغربية ومن هناك إلى معبر اللنبي: "نحن نشعر كأننا حيوانات في حظيرة. لكن حتى الحيوانات يسمحون لها أحياناً بالخروج إلى الهواء الطلق، لكن نحن في غزة ممنوع علينا ذلك، وهم لا يشرحون لنا السبب".

•إن المماطلة في معالجة طلبات الخروج من غزة مشكلة مزمنة. فقد قدمت اللجنة المدنية الفلسطينية إلى منسق الأنشطة في المناطق، قائمة أولى تضمنت أسماء 350 طالباً من غزة من أجل تنسيق خروجهم عبر معبر اللنبي إلى الأردن. وهنا بدأت المعاناة، فقد انتهت مدة التأشيرات وفي نهاية كانون الأول/ديسمبر سمحت إسرائيل لنحو 150 طالباً بالخروج من القطاع، وفي النهاية تمكن 37 طالباً فقط من الخروج. وفي مطلع آذار/مارس، وعلى الرغم من السماح لـ57 طالباً بالخروج من القطاع، فإن هؤلاء لم يتمكنوا من العبور والدخول إلى الأردن لأن تأشيراتهم انتهت خلال فترة انتظارهم السماح لهم بالعبور.

 

•إن السيطرة على المعابر وعلى المجال البحري والجوي تجعل قطاع غزة تابعاً تبعية مطلقة للدول المجاورة له. وتتحمل إسرائيل، شاءت أم أبت، مسؤولية كبيرة عن السكان هناك. وحتى الجيش الإسرائيلي والشاباك يؤيدان إعطاء المزيد من أذونات العمل للعمال. ومن هنا لا يوجد سبب يمنع حصول الطلبة والذين لهم عائلات في الخارج والسكان الذين يعانون من مشكلات صحية طارئة، من الحصول على معاملة انسانية وعملية. ويجب ألا يتسبب الوضع الأمني القابل للانفجار والعداء لـ"حماس" بمفاقمة ظروف الحياة في غزة وزيادة الضغط المحلي. إن هذا لا يشكل مصلحة فلسطينية فقط، بل مصلحة إسرائيلية أيضاً.