أوقفوا الباص
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•إن تجميد الفصل بين اليهود والفلسطينيين في الباصات خلق شعوراً بالارتياح، لكن يجب ألاّ نستخلص من ذلك أن سياسة إسرائيل في المناطق ليست مخزية وتجلب العار الأخلاقي.

•ويتعزز هذا الانطباع في ضوء قول وزير الدفاع، وصاحب مبادرة خطة الفصل في الباصات، موشيه يعلون، أمس، إنه لا يعتزم إلغاء الخطة. كما أن تبريراته بأن الخطة هدفها تلبية حاجات أمنية لا تقنع أحداً، ذلك بأن هذه الخطة جاءت قبل كل شيء من أجل إرضاء المستوطنين الذين طالبوا بعدم تشارك الباصات مع الفلسطينيين.

•ثمة قيمة رمزية كبيرة للفصل في الباصات، فهي تذكر بكابوس العنصرية تجاه السود في الولايات المتحدة وفي جنوب أفريقيا. من هنا كان مهماً لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إزالة هذه المسألة من جدول الأعمال كي لا تُحدث ضجة في العالم. فمن شأن خطوة عنصرية كهذه أن تثير انتقاداً حاداً ضد سياسة الاحتلال الإسرائيلية، وسيفهم العالم هذا القرار بالطريقة الوحيدة التي يمكن فهمها وهي أن دولة إسرائيل قررت تطبيق نظام الأبرتهايد في المناطق.

•مع ذلك، وعلى الرغم من تجميد هذه الفكرة الرعناء، فإن من الواضح أن الفصل في الباصات لا يعدو كونه رأس الجبل الجيلدي، إذ يوجد تحت السطح سياسة فصل منظمة وراسخة في أساس النظام الإسرائيلي في المناطق؛ نظام يتيح حرية الحركة لليهود ويفرض القيود على الفلسطينيين، ويعطي تراخيص لمساكن في أماكن معينة لا تستند إلى المساواة في التوزيع وفقاً لمعايير عادلة ونزيهة، كما يعطي حقوقاً اجتماعية وخدمات رفاه لطرف واحد، وينهب الأراضي من الطرف الثاني. وهناك طبعاً منظومة قوانين مختلفة تُطبق على أفراد يعيشون في المساحة الجغرافية عينها، وهي تشمل محاكم مختلفة وعقوبات مختلفة وغير ذلك.

•إن الفصل في الباصات يجذب انتباهاً كبيراً لا تنجح الممارسات اليومية للاحتلال في جذبه، فعلى سبيل المثال لم يؤد طرد الفلسطينيين من قرية سوسيا جنوب جبل الخليل، الذي سمحت به في الفترة الأخيرة محكمة العدل العليا، إلى صدور صرخة مشابهة لتلك التي أثارتها مبادرة الباصات، على الرغم من أن الظلم في الحالتين هو عينه. 

 

•في ظل الزعم بأن الاحتلال موقت، يغض المجتمع الدولي نظره عن نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، فلو كان هذا الظلم موجهاً ضد يهود في أي مكان في العالم لما كان من الممكن تقبله. علاوة على ذلك، فإن توسيع الاستيطان، وتمترس مؤيديه في الحكومات الأخيرة، يثبتان أن إنهاء الاحتلال أمر بعيد المنال. لذا يتعين التعاطي مع هذه المسألة بصفتها عقبة دائمة. كذلك يجب على الفور رفض المبادرات الخطرة لوزير الدفاع.