يجب إنقاذ إسرائيل من الجمود
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•يمكن الجزم ببساطة أن الحكومة الجديدة التي ألّفها بنيامين نتنياهو لن تحقق السلام، إذ سبق أن تنصل نتنياهو من حل الدولتين لشعبين خلال حملته الانتخابية، وهو لا يعتقد أن محمود عباس شريك، كما أنه ينظر إلى الإدارة الأميركية بصفتها عدوة. وكل هذه الأمور كافية للقضاء على أي أمل بحدوث انعطاف سياسي. 

•ولكن، يبدو واضحاً أن محمود عباس يواصل التمسك بالعملية السياسية. ففي الخطاب الذي ألقاه في ذكرى النكبة عاد وعدد شروط استئناف المفاوضات وهي: وقف البناء في المستوطنات؛ إطلاق الأسرى المعتقلين قبل اتفاق أوسلو؛ مفاوضات متواصلة لمدة عام يُحدَّد في نهايتها جدول زمني لإنهاء الاحتلال في سنة 2017.

•من الممكن أن يثير الدهشة ما يبدو سذاجة وانقطاعاً عن الواقع من ناحية [محمود] عباس. ومن الممكن أن نشير إلى المقابلة التي أجرتها قناة "العربية" مع الرئيس الأميركي باراك أوباما والتي قال فيها إن اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين متعذر في العام المقبل (وبالمناسبة، من الممكن أن نتعجب وربما أن نغضب لقول أوباما هذا، إذ أنه مَنْ غير الولايات المتحدة تستطيع ممارسة ضغط سياسي من أجل دفع الحكومة الإسرائيلية إلى تغيير سياستها). بيد أن الواقع الراهن ينطوي على دينامية خطرة، ذلك بأن دول أوروبا، وفي طليعتها فرنسا، ليست مستعدة للقبول بجمود سياسي، كما أن الأمم المتحدة التي ستجتمع في أيلول/سبتمبر المقبل باتت ناضجة أكثر من السابق لاتخاذ قرارات صارمة تؤيد المطالبة الفلسطينية بالاعتراف باستقلالهم، ناهيك عن انضمام مزيد من المنظمات إلى حركة مقاطعة إسرائيل، وإعلان عدد من الدول الأوروبية اعترافه بالدولة الفلسطينية أو استعداده للاعتراف بها. وبالإضافة إلى كل ذلك يزداد في المناطق الفلسطينية الشعور باليأس من حل سياسي، لذا لا يمكن التعويل على استمرار الهدوء إلى ما لا نهاية.

 

•من شأن كل هذه الأمور أن تشكل تهديداً لدولة إسرائيل ولمواطنيها. ومع وجود حكومة لا تعترف بالخطر الذي ينطوي عليه الجمود السياسي، يتعين على المعارضة أن ترفع صوتها، ذلك بأنها تعهدت بأن تكون كفاحية. لذا عليها ألاّ تكتفي بالردود اللفظية أو بالشعارات، بل يجب أن تتبنى شروط أبو مازن كنقطة انطلاق للمفاوضات، فضلاً عن إعلان "أهليته" كشريك. كما يتعين عليها العمل في الساحتين الداخلية والخارجية من أجل تجنيد زعماء ودول ضمن تحالف دولي متعدد الأطراف من أجل الدفع نحو مفاوضات سياسية، وتقديم خطة واقعية تقنع الجمهور في إسرائيل والعالم بوجود بديل من السور الحديدي الذي أقامته حكومة نتنياهو.