من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•خرج بالأمس احتجاج المواطنين من أصول أثيوبية على معاملة الشرطة لهم عن السيطرة. وتحولت المواجهات بين المتظاهرين والشرطة إلى العنف، فأوقعت جرحى وشملت استخدام الغاز المسيل للدموع. إن أي استخدام للعنف يستوجب الادانة والاستنكار. لكن أساس الاحتجاج له ما يبرره، إذ ليس على أي فئة اجتماعية أن تتحمل موقفاً تمييزياً حيالها من جانب سلطات الدولة. إن سبب تظاهرات الأيام الأخيرة هو بالتأكيد عنف الشرطة، لكن الاحتجاج أوسع من ذلك ويكشف فقدان الأمل بالتغيير، بصورة أساسية لدى الشباب الذين ولدوا في إسرائيل وتعلموا فيها ويشعرون بمدى عدم استعداد المجتمع لتقبّلهم هنا.
•في الماضي رفضت الشرطة الادعاءات بأنها تتصرف بطريقة مختلفة مع الذين هم من أصول أثيوبية. وساهم غياب معطيات [عن الوضع]، باستثناء تقديرات بأن الثلث من مجموع 200 فتى معتقلين في سجن "أوفيك" أثيوبيون، في الغموض الرسمي. لكن مسؤولين كبار في وزارة الأمن الداخلي اعترفوا بوجود "نظرة إلى الشرطة بوصفها عدواً"، و"شعور باستخدام مفرط للقوة" إزاء الأثيوبيين. ومن المقلق أن هذا الاعتراف لم ينتقل إلى المراتب المختلفة في الشرطة.
•قبل نحو نصف سنة نشرت الحكومة مبادئ سياسة جديدة شارك في وضعها ممثلون عن 12 وزارة في الحكومة، وناشطون أثيوبيون وشخصيات أكاديمية ورؤساء منظمات وجميعات. وقد تطرقت التوصيات إلى وزارة التعليم والصحة والإسكان، وإلى التغييرات المطلوبة في الجيش والشرطة، وعمليات الانتقاء والتنسيق العسكري، وضرورة تحديد الإجراءات حيال اعتقال صغار السن.
•وحظي الجزء المتعلق بالتعليم باهتمام خاص. فقد أوصى موظفو وزارة التعليم بألا تكون شعبة الاستيعاب في الوزارة هي المسؤولة عن جميع التلامذة الأثيوبيين بمن فيهم مواليد إسرائيل، وأن تنتقل معالجة أولاد الطائفة إلى الدوائر العادية. كما أوصت اللجنة بزيادة عدد الأساتذة من أصل أثيوبي وإعادة درس خطط المساعدة المختلفة ومدى فائدتها. ومن المؤسف أنه في هذه المناسبة لم يجر التشديد على إعطاء الحرية الحقيقية للأهل للاختيار ما بين مدارس دينية وعلمانية، فاضطر هؤلاء إلى إرسال أولادهم إلى المدارس الدينية خوفاً من تعريض يهوديتهم للخطر.
•إن التوصيات السياسية الجديدة خطوة في الاتجاه الصحيح. لكن الطريق إلى تحقيقها ما يزال طويلاً. التظاهرات الأخيرة طرحت على جدول الأعمال مسألة التمييز حيال الأثيوبيين في مجالات عديدة، وحددت المهمة الأولى المطروحة على الحكومة الجديدة والتي يجب أن تكون معالجة هذا التمييز.