هاجم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مجدداً الاتفاق الآخذ بالتبلور بين الدول الست الكبرى [مجموعة الدول 5+1] وإيران في لوزان [سويسرا] وحذّر من أنه يجعل العالم مكاناً أخطر بكثير مما كان حتى الآن.
وجاء هجوم نتنياهو هذا في سياق كلمة مسجلة وجهها إلى "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط" خلال الاحتفال في مناسبة حلول الذكرى الـ30 لتأسيس المعهد الذي أقيم في العاصمة الأميركية الليلة قبل الماضية، وشدّد فيها أيضاً على أنه لا يوجد الآن تحد أكبر من البرنامج النووي الإيراني.
وقال رئيس الحكومة إن النظام الإيراني يعلن صباح مساء وبصورة متغطرسة عداءه للولايات المتحدة وإسرائيل، كما أنه يهدّد مراراً وتكراراً بإبادة إسرائيل. ولفت إلى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني المتظاهر بالاعتدال قاد خلال الشهر الفائت عرضاً عسكرياً تخللته هتافات "الموت لإسرائيل" و"الموت للولايات المتحدة"، واستضافت إيران مرة أخرى مسابقة دولية للرسوم الكاريكاتيرية التي تنكر حقيقة وقوع المحرقة النازية بحق اليهود.
وأشار إلى أن إيران لا تكتفي بالأقوال بل هي أيضاً تمارس الأفعال فتنشئ قواعد إرهابية على امتداد حدود إسرائيل من ثلاث جهات: لبنان وغزة والجولان السوري، كما أنها تسلح المخربين بآلاف القذائف والصواريخ لغرض إطلاقها على سكان إسرائيل.
وأكد نتنياهو أنه لا يمكن لإسرائيل السماح لإيران بالحصول على قدرة تتيح لها إمكان تحقيق نياتها بممارسة إبادة الشعب في إسرائيل، ولا يمكن للمجتمع الدولي السماح لإيران بمواصلة عدوانها في المنطقة كما يتجلى في لبنان والعراق وسورية واليمن وغيرها تحت مظلة نووية إيرانية. كذلك لا يمكن للمجتمع الدولي أن يسمح لإيران وهي أكبر جهة مساندة للإرهاب في العالم بالحصول على قدرات نووية وبالتالي تهديد العالم أجمع.
وقال إن أهم تحدٍ في العصر الراهن هو حرمان إيران من امتلاك قدرة على إنتاج سلاح نووي، غير أن اتفاق الإطار الذي تم التوصل إليه بين إيران والدول الست الكبرى في لوزان لا يرقى للتجاوب مع هذا التحدي. وإذا تحقق اتفاق الإطار، فإن العالم سيصبح مكاناً أخطر بكثير.
وفي الوقت عينه أكد رئيس الحكومة أن الوقت ليس متأخراً بعد، وعلى دول العالم التحلي بالشجاعة والعزم وانتظار فرصة توقيع اتفاق أفضل يسدّ بالفعل طريق إيران نحو السلاح النووي.
وأشار إلى أن هناك من يقول إن اتفاق الإطار في لوزان سيجعل إسرائيل محمية أكثر من عدوان إيراني محتمل. لكن في واقع الأمر، فإن هذا الاتفاق سيعرّض إسرائيل لخطر حقيقي، وهي لن تخضع وحدها للتهديد بل سيطال الشرق الأوسط بأسره والعالم أجمع، وبالتالي من الضروري تحقيق اتفاق أفضل مع إيران وهذا أمر ممكن. وإذا لم يتم ذلك من الأفضل عدم التوصل إلى أي اتفاق وليس إنجاز الاتفاق السيئ الحالي.