الخطر الكبير لصواريخ حزب الله على إسرائيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•حذّر قائد الجبهة الداخلية المنتهية ولايته أيال أيزنبرغ عشية عيد الفصح من أنه في المواجهة المقبلة في إمكان حزب الله أن يقصف إسرائيل ما بين 1000 إلى 1500 صاروخ يومياً. 

•ومن خلال هذه التوقعات المخيفة أثار أيزنبرغ عدداً من التساؤلات الصعبة: أين كانت القيادة المدنية والعسكرية في العقد الأخير؟ لماذا سكتت ولم تمنع حزب الله من التزود بآلاف الصواريخ المتطورة القادرة على الوصول إلى أي نقطة في إسرائيل؟

•خلال حرب لبنان الثانية قُتل 155 جندياً ومواطناً إسرائيلياً، جزء كبير منهم من جراء القصف الذي تعرضت له الجبهة الداخلية. وانتهت الحرب في 12 آب/أغسطس [2006] بعد اتخاذ مجلس الأمن القرار 1701 الذي أساسه انسحاب حزب الله من جنوب لبنان وفرض حظر على وصول السلاح إلى الحزب. كان من المفترض أن يفرض تطبيق هذا الحظر نحو 15 ألف جندي تابعين لقوات الأمم المتحدة إلى جانب الجيش اللبناني المنتشر في الجنوب.

•يومها ادعت وزيرة الخارجية تسيبي ليفني أن القرار "أحدث تغييراً في جنوب لبنان"، وحاولت تهدئة مخاوف المشككين في قدرة الأمم المتحدة على تطبيق حظر السلاح قائلة: "إذا اضطررنا للقيام بعملية جديدة، فإن القرار يمنحنا شرعية لم تكن موجودة سابقاً في جميع الأحوال". وتعهدت بألا يبقى القرار "حبراً على ورق"، وكذلك تحمل إيهود أولمرت [رئيس الحكومة آنذاك] وعمير بيرتس [وزير الدفاع] ودان حالوتس [رئيس أركان الجيش] مسؤولية عدم بقاء القرار 1701 "حبراً على ورق". ولو فرضوا حينذاك تطبيق قرار مجلس الأمن، لكان من المحتمل أن يصبح الخطر من الشمال اليوم أقل خطورة بصورة واضحة.  لكن مثلما فشلوا في الحرب فإنهم فشلوا أيضاً في منع الحرب المقبلة. 

•منذ ذلك الحين تزود حزب الله بنحو 100 ألف صاروخ من دون أن تثير أي حكومة إسرائيلية ضجة مثل الضجة التي أثارتها الحكومة الأخيرة بنجاح نسبي حيال [البرنامج] النووي الإيراني، وذلك كي يفرض مجلس الأمن تطبيق الحظر على السلاح وليس فقط خوفاً من عملية إسرائيلية وقائية. ومن المهم التذكير بأن أغلبية الصواريخ وصلت إلى حزب الله خلال السنوات الست الأخيرة، أي السنوات التي كان فيها بنيامين نتنياهو رئيساً للحكومة. 

•إن خطر الصواريخ فعلي وراهن أكثر من الخطر النووي الإيراني. وممنوع أن ننتظر قيام الخصم بالخطوة الأولى - التي ستحدث عاجلاً أم آجلاً - والتي يمكن أن تتسبب بوقوع آلاف القتلى وتدمير البنى التحتية والمنشآت الاستراتيجية وآلاف المساكن. وعلى عكس الوضع بين الدول، فلا يمكن المحافظة على توازن رعب لمدة طويلة مع تنظيم ارهابي مثل حزب الله، فهذا التوازن سينهار عندما يريد الإيرانيون.

•هناك من يعزي نفسه بالقبة الحديدية وصواريخ حيتس والعصا السحرية [المنظومة الدفاعية المضادة للصواريخ]، لكن في مواجهة 1500 صاروخ يومياً وحتى في مواجهة 150 صاروخاً، فإن هذا العزاء يبدو أحمق. وحدها الضربة الوقائية والمفاجئة  ستقلص إلى حد كبير عدد القتلى والأذى المعنوي والاقتصادي وستحسم المعركة. ممنوع تعريض مواطني إسرائيل للقتل من أجل الحصول على "شرعية" الرد. ومثلما حدث في الماضي حتى لو كنا نحن من يرد على الهجوم، فإننا سنتحول بسرعة إلى معتدين ومدانين.

 

•بالاستناد إلى سلوك رئيس الحكومة المكلف، فمن شبه المؤكد هذه المرة أيضاَ أن تستوعب إسرائيل الضربات الأولى ويكون انتقامها المباشر عنيفاً للغاية. لكن فوراً بعد ذلك وكما ثبت في عملية الجرف الصامد والعمليات العسكرية السابقة، فإنها ستسارع إلى الموافقة على وقف للنار من دون أن ينجح الجيش الإسرائيلي هذه المرة أيضاً، في القضاء على الخصم وتدمير صواريخه.