من أسباب هزيمة المعسكر الصهيوني عدم الحديث عن مشكلة استمرار الاحتلال
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•ثمة أسباب كثيرة لفشل المعسكر الصهيوني في الحلول محل حكومة نتنياهو، لكن أكثرها تأثيراً مواصلة حزب العمل منذ عدة سنوات ممارسة سياسة النعامة القائمة على التهرب من الموضوع السياسي، وبصورة خاصة من المسألة الأساسية، أي استمرار الاحتلال. لقد انتهجت شيلي يحيموفيتش هذه السياسة في المعركة الانتخابية سنة 2013 وانتهت بفشلها، كما واصل يتسحاق هيرتسوغ هذه السياسة في الانتخابات الحالية وفشل هو أيضاً.

•في الماضي فاز معسكر اليسار في الانتخابات تحديداً لأنه تجرأ على تقديم خطة. ففي انتخابات 1992 تعهد يتسحاق رابين بتنفيذ خطة الحكم الذاتي [للمناطق المحتلة] خلال فترة تراوح بين ستة أشهر وتسعة أشهر. وفي 1999 وعد إيهود باراك بالانسحاب من لبنان خلال سنة. والاثنان فازا في الانتخابات. وحتى إيهود أولمرت طرح في انتخابات 2006 خطة الانطواء وفاز في الانتخابات.

•ماذا اقترح معسكر اليسار هذه المرة؟ باستثناء شعارات مثل "غلاء المعيشة" و"إضافة مساعدة ثالثة في مدارس الروضة" دعم التعليم، لم يقدم المعكسر الصهيوني أي خطة سياسية حقيقية. إن خطاباً أجوفاً عن استئناف المفاوضات السياسية والتعهد بوقف البناء خارج الكتل الاستيطانية لا يشكل خطة لإنهاء الاحتلال.

•وفي وقت نزع نتنياهو فيه جميع الأقنعة وأظهر حقيقته اليمينية – القومية دون أي تزييف، تخوف هيرتسوغ من القيام بأي خطوة يمكن أن تكون موضع خلاف. وكانت النتيجة أن المعسكر الصهيوني لم يقترح على ناخبيه شيئاً على الصعيد السياسي.

•يكمن وراء هذا السلوك الانهزامي الافتقار إلى الشجاعة. من المحتمل أن لا يكسب تقديم خطة بعيدة المدى في البداية سوى دعم أقلية من الناخبين، لكن لا بديل من قول الحقيقة لهم، الحقيقة الكاملة. كما ان التهرب من المشكلة المصيرية التي تقف على أعتاب الدولة، أي استمرار الاحتلال الذي بعد عامين سيمرّ نصف قرن على ترسيخه من جانب حكومات حزب العمل، لا يشكل خياراً لأي حزب. وبالتأكيد ليس خياراً للحزب الذي يطمح إلى أن يكون البديل.

•لا يجوز تجاهل استمرار الاحتلال، فهو مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمشكلات مهمة أخرى، بدءاً من وضع دولة إسرائيل الدولي والأمني، مروراً بصورتها الأخلاقية، وصولاً إلى وضعها الاقتصادي.

 

•لقد اختار هيرتسوغ وليفني طمس مسألة الاحتلال، ولا أحد يعرف موقفهما من هذا الموضوع، ولم يقدما بديلاً حقيقياً، والناخب ردّ عليهما بمتا يستحقانه.