•في 26 أيار/مايو 1996 وخلال الانتخابات التي جرت للكنيست ولرئاسة الحكومة، تغلب نتنياهو على شمعون بيرس وصار رئيساً للحكومة، على الرغم من أن حزب العمل نال في تلك الانتخابات 34 مقعداً مقابل 32 مقعداً لليكود. واستطاع نتنياهو تحقيق الفوز في انتخابات 1996 على الرغم من دعم إدارة الرئيس كلينتون الكامل لمواقف رئيس الحكومة شمعون بيرس.
•وبعد مرور عقدين تقريباً على هذه المعركة الانتخابية، وقفت الإدارة الأميركية هذه المرة أيضاً موقفاً واضحاً معارضاً لنتنياهو. ووصلت الأمور إلى ذروتها خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها نتنياهو إلى العاصمة الأميركية، وعلى خلفية خطابه بشأن المسألة النووية الإيرانية أمام الكونغرس.
•إن تحدي رئيس الحكومة لأحد أهم مبادئ السياسة الأميركية إزاء طهران، وعملياً تشجيع المشرعين الأميركيين على العمل من أجل تشديد العقوبات على إيران، أدى إلى انتقادات حادة وعلنية من جانب جميع المسؤولين الكبار في الإدارة وعلى رأسهم الرئيس نفسه. وعلى الرغم من أن النفوس هدأت قليلاً عشية الحسم في إسرائيل، وإعلان الناطقين باسم الرئيس الأميركي نيتهم التعاون مع أي رئيس حكومة ينتخب، فإنه لم يكن هناك أدنى شك بشأن من يفضل البيت الأبيض في هذه الانتخابات.
•على ضوء هذه الخلفية من توتر العلاقات المستمر بين الرئيسين الذي بدأ مع "خطاب القاهرة" الذي ألقاه أوباما سنة 2009، واستمر مع "خطاب خطوط الرابع من حزيران/يونيو" الذي ألقاه الرئيس سنة 2011، وبلغ الذروة في خطاب نتنياهو أمام الكونغرس هذا الشهر والردود التي أثارها في العاصمة الأميركية، فإن السؤال الذي يطرح اليوم هو: هل بعد الفوز الأخير لرئيس الحكومة، سيتبنى الرئيس الأميركي الـ44 أسلوب العمل التصالحي الذي استخدمه بيل كلينتون في أعقاب الانقلاب سنة 1996، ويقبل قرار الناخب الإسرائيلي؟ تشير المؤشرات الأولى غير الرسمية إلى توجه مختلف في النظرة من جانب أوساط أوباما بعد انهيار آمالها السابقة.
•فعلى سبيل المثال كتب ديفيد أكسلورد الذي يعتبر من المستشارين المقربين من أوباما خلال ولايته الثانية على صفحته في شبكة التواصل الاجتماعي، أن نجاح نتنياهو في ترجيح الكفة في اللحظة الأخيرة يعود إلى استخدامه "ديماغوجيا مشينة"، وتساءل عن عواقب هذه الاستراتيجية في المستقبل؟
وبرز مثل هذا الكلام أيضاً من جانب أحد الناطقين الأساسيين باسم الرئيس في الإعلام المكتوب، الصحافي توماس فريدمان، في مقال رأي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" في اليوم التالي للانتخابات، وفيه اشتكى فريدمان بمرارة من فوز نتنياهو بالانتخابات على الرغم من تنكره لالتزامه بحل الدولتين. وفي رأيه، أن كون هذا الموقف هو الذي ساهم في فوز نتنياهو معناه إسدال الستار على هذا الركن المركزي التقليدي في السياسة الأميركية في الساحة الإسرائيلية - الفلسطينية.
•وعندما سئل وزير الخارجية الأميركي جون كيري الموجود في خضم جولة مفاوضات مع الوفد الإيراني، بشأن موقفه من نتائج الانتخابات، رفض التطرق إلى الموضوع، وامتنع حتى عن الاعراب بصورة عامة عن الالتزام الأميركي بالتعاون مع أي حكومة إسرائيلية جديدة تجري إقامتها.
لم يبق إلا أن ننتظر لنرى هل ستقبل إدارة أوباما قرار الناخب الإسرائيلي وتفتح صفحة جديدة مع حكومة بنيامين نتنياهو الرابعة؟.