نفى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أن يكون تخلى عن التزامه إقامة دولة فلسطينية في نهاية مطاف أي عملية سياسية بين إسرائيل والفلسطينيين.
وجاء نفي نتنياهو هذا في سياق مقابلة أجرتها معه شبكة التلفزة الأميركية "إن. بي. سي" الليلة الماضية بعد يومين من فوز حزبه الليكود في الانتخابات الإسرائيلية العامة، وأكد فيها رئيس الحكومة أيضاً أنه لم يغيّر سياسته المتعلقة بالنزاع مع الفلسطينيين ولم يتراجع أبداً عن الخطاب الذي ألقاه في جامعة بار إيلان قبل ست سنوات [سنة 2009] ودعا فيه إلى إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بإسرائيل دولة يهودية.
لكن نتنياهو شدّد في الوقت عينه على أن ما تغيّر منذ ذلك الوقت هو الواقع، مشيراً على نحو خاص إلى رفض السلطة الفلسطينية الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية واستمرار حركة "حماس" في السيطرة على قطاع غزة وإطلاق الصواريخ على إسرائيل.
وأضاف نتنياهو: "لا أريد حلاً على أساس قيام دولة واحدة. أريد حلاً سلمياً دائماً على أساس قيام دولتين. لكن لتحقيق ذلك يجب أن تتغير الظروف".
ونفى أن تكون تصريحاته ضد مشاركة المواطنين العرب في إسرائيل في الانتخابات عنصرية أو تهدف إلى محاولة قمع أصواتهم.
من ناحية أخرى قال رئيس الحكومة إن الولايات المتحدة هي أكبر حليف لدولة إسرائيل، والأخيرة أكبر حليف للولايات المتحدة ويجب على البلدين مواصلة العمل المشترك في مجالات عديدة. وأضاف أنه قد تكون هناك خلافات في الرأي بين واشنطن والقدس لكن هناك أمورا كثيرة تربط بينهما وخصوصاً الوضع الخطر في الشرق الأوسط الذي يشكل تحدياً مشتركاً للبلدين.
وكان نتنياهو أدلى بتصريحات عشية الانتخابات الإسرائيلية العامة قال فيها إنه لن تُقام دولة فلسطينية ما دام في السلطة. وتعرضت تصريحاته هذه لانتقاد واسع في الولايات المتحدة. كما انتقد مسؤولون أميركيون الاتهامات التي وجهها نتنياهو في يوم الانتخابات إلى جهات يسارية ادعى أنها تعمل على إخراج الناخبين العرب في إسرائيل بأعداد كبيرة للتأثير على نتيجة الانتخابات.
وقال الناطق باسم البيت الأبيض جوش إرنست أول من أمس (الأربعاء)، إن نتنياهو تراجع عن التزامات كانت إسرائيل قدمتها في السابق في ما يتعلق بحل الدولتين. وأضاف أن هذا التراجع يُعدّ سبباً كافياً للولايات المتحدة لتقييم كيف سيكون مسار التسوية من الآن فصاعداً.
وأكد إرنست أن الخطوات التي اتخذتها الولايات المتحدة في الأمم المتحدة استندت إلى فكرة أن حل الدولتين هو النتيجة الأفضل.
وانتقد إرنست الحملة التي شنّها نتنياهو ضد مشاركة المواطنين العرب في إسرائيل في الانتخابات، وقال إن أسلوبها ينطوي على سعي من أجل مصلحة شخصية، ولا شك في أنه مثير للانقسام.