التعاطي الخطأ للسياسيين الإسرائيليين مع "الصوت الروسي"
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

•أي عملية بحث بسيطة في غوغل عن كلمتي "الصوت الروسي" تعطيك 75 ألف نتيجة، لكن أياً منها لا يقدم جواباً واضحاً على السؤال: ما هو الصوت الروسي؟ ولا يستطيع أي منها أن يوضح من سيحصل على هذا الصوت، ولا لماذا دائماً يجري التعامل مع القاعدة الانتخابية الروسية بوصفها صوتاً واحداً. 

•إن أصوات الناخبين الروس - والمقصود هنا المهاجرون من الاتحاد السوفييتي وليس مواليد إسرائيل من الجيل الثاني، تعادل ما يتراوح بين 16 و19 مقعداً في الانتخابات المقبلة. لكن ماذا فعل المرشحون من أجل الحصول على هذه الأصوات باستثناء ما جاء في أفلام الدعاية؟

•لقد منح التوجه التقليدي لأصوات الروس (من الاتحاد السوفييتي سابقاً) حزب إسرائيل بيتنا قوة بوصفه حزباً قطاعياً، أما اليوم فيمثل حزب الليكود المنافس الأساسي على هذه الأصوات. وقد ساهم الروس مرتين في صعود حزب العمل إلى السلطة في سنة 1992 بعد أزمة المساكن، وفي سنة 1999 بسبب الوعود بثورة مدنية (وفي المرتين شعر الروس بأنهم خُدعوا). لكن يبدو أن السياسيين توقفوا عن السعي وراء أصوات القطاع الروسي، وهم يستندون في ذلك إلى السمات المعروفة التي تصور الروس بأنهم قوميون يصوتون إلى جانب من يمثل القوة والأمن، لذا فلا ضرورة لتخصيص جزء من البرنامج الانتخابي لهم. لقد تخلى اليسار تقريباً عن الروس باستثناء ممثل أو ممثلة عنهم يمكن أن يرد في القائمة. وبصورة عامة، يبدو أن السياسيين لا يعطون أهمية للمهاجرين من الاتحاد السوفييتي كقطاع. 

•لكن الحصول على سدس مقاعد الكنيست ليس أمراً سهلاً ويجب العمل من أجل تحقيقه. إن المجتمع الروسي متنوع جداً وأعضاؤه هم في آن معاً مهاجرون ويهود وإسرائيليون أيضاً. وهو يتضمن جيل الآباء وله احتياجاته، وجيل الأبناء وله احتياجاته. هناك الكثير ممن ينتمي إلى اليمين، لكن هناك أيضاً يقظة يسارية ونسائية وتائبون. وكما ذكرنا، فهناك نحو 860 ألف شخص يحق لهم الاقتراع.

•ثمة مشكلة أساسية مطروحة اليوم بالنسبة للكبار في العمر من الذين هاجروا إلى إسرائيل في سن متقدمة ولم تعد رواتب التقاعد التي حصلوا عليها في الاتحاد السوفييتي تساوي شيئاً. وبالاستناد إلى وزارة الاستيعاب، فهناك عشرات الآلاف في هذا الوضع، وسيصل العدد خلال خمسة أعوام الى 200 ألف، فما هي الحلول؟

•المهاجرون الذين جاؤوا إلى هنا في سن الشباب عانوا من المشكلات التي عاناها الجميع، لكن معاناتهم كانت أكثر من معاناة غيرهم لأن الروسي ليس له في إسرائيل من يساعده. وهؤلاء الشباب يواجهون أيضاً مشكلات التهويد والزواج (ما لايقل عن 300 ألف روسي لا يستطيع الزواج في إسرائيل)، كما أنهم يعانون من الشوفينية والتصنيف والاضطهاد الثقافي المستمر. 

 

•تشير أرقام المكتب المركزي للإحصاء في سنة 2008 إلى أن 48% من النازحين عن إسرائيل من مهاجري الاتحاد السوفييتي [سابقاً]. وهؤلاء من الشباب المتعلم من أبناء الطبقة الوسطى ويشكلون خسارة كبيرة للدولة. يجب أن تثير مصالح المجتمع الروسي اهتمام ممثلي الشعب وعليهم النضال من أجلها. لقد حصل السياسيون الإسرائيليون على دعم الروس لفترة طويلة من الزمن ويتعين عليهم اليوم أن يسددوا دينهم لهم.

 

 

المزيد ضمن العدد 2090