من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•يمكننا القول الكثير من الأمور السيئة عن هيرتسوغ. فهو ليس طويلاً عريضاً، وأحياناً يبدو كمراهق، وهو لم يشارك في عبور قناة السويس، ولم يحرر القدس، ولم يساهم في بناء المفاعل في ديمونا. وهو رخو ويكثر من التشاور ومواقفه ليست واضحة كفاية. بوجي ليس ونستون تشرشل ولا شارل ديغول، وهو ليس حتى دافيد بن غوريون. ولكنه فعل في الأشهر الأربعة الماضية شيئاً مستحيلاً، أعاد الأمل، وأضاء النور في دولة بدت مظلمة تماماً. وبفضله أصبح بالإمكان فجأة رؤية إسرائيل تستعيد ذاتها وصورتها وما يجب أن تكون عليه.
•كما يمكن قول الكثير من الأمور السيئة عن تسيبي ليفني. وقد فعلت ذلك قبل ستة أعوام وأنا نادم على ذلك. لا تتمتع ليفني بحس اجتماعي- اقتصادي كاف، وهي ليست استراتيجية بما فيه الكفاية، ولم تحقق إنجازات تاريخية، فهي لم تساهم في إقامة الدولة، ولم تصنع السلام مع مصر، ولم تؤسس للصناعة الفائقة التقدم [Hi-Tech]. إنها ليست مرغريت تاتشر ولا هيلاري كلينتون، ولا حتى مناحيم بيغن، لكنها أثبتت إلى أي حد نضجت وأصبحت أكثر مرونة منذ 2009، كما أنها أثبتت إلى أي حد تطورت. وقد حققت مع هيرتسوغ خلال الأشهر الأربعة الأخيرة معجزات رائعة لم نعرفها من قبل، فقد أوجدت شيئاً من لا شيء، أملاً من اليأس، ونوراً من الظلمة. وبفضلها صار من الممكن فجأة رؤية إسرائيل تستعيد نفسها وصورتها وما يجب أن تكون عليه.
•المعسكر الصهيوني ليس حزب مباي التاريخي، فهو هزيل للغاية، وغير ناضج ولا يملك العمق الفكري الكافي، ويوجد لديه العديد من المبادئ الشعبوية المثيرة للقلق. لكن في انتخابات 2015 قدّم المعسكر الصهيوني طاقماً كاملاً من قيادة وطنية مسؤولة (عمانؤيل تراختنبرغ، عاموس يادلين، وعمير بيرتس) وزعامة شابة واعدة (ستيف شافير، وإيتسيك شمولي، وميراف ميخائيلي). وحدد المعسكر نفسه كحزب وسط صهيوني غير متطرف. وقد نجح هذا الكيان السياسي الجديد - القديم في اختراق السقف الزجاجي وتوصل إلى أن يكون ندّاً لليكود وبنيامين نتنياهو. كما نجح في إقناع الكثير من الشباب بواجبهم وبقدرتهم على استبدال السلطة والإيمان بذلك من جديد. وفجأة، وبفضل المعسكر الصهيوني أصبح بالإمكان أن نرى إسرائيل تستعيد ذاتها وصورتها وما يجب أن تكون عليه.
•هناك مئات الآلاف من الإسرائيليين المعتدلين الذين سيسألون أنفسهم في وقت قريب لمن ينبغي أن يصوتوا. ونقول للذين يترددون بين المعسكر الصهيوني وميرتس بأن عليهم أن يصوتوا لميرتس. فإلى جانب الوسط العاقل الذي يمثله هيرتسوغ – ليفني، إسرائيل بحاجة إلى حزب يساري أيديولوجي شجاع. لا وجود للديمقراطية في إسرائيل من دون ميرتس. ومن واجبنا أن تدخل زهافا غالئون ورفاقها إلى الكنيست.
•لكن بالنسبة للذين يترددون بين حزب يوجد مستقبل والمعسكر الصهيوني، نقول اختاروا المعسكر الصهيوني. يائير لبيد حصل على فرصته في انتخابات 2013 وأضاعها. والثقة التي حصل عليها من الطبقة الوسطى استغلها من أجل عقد تحالف خبيث مع حزب البيت اليهودي. فهو الذي عين نفتالي بينت (الخطر) عضواً في المجلس الوزاري المصغر، وهو الذي عين أوري أريئيل (المدمر) وزيراً للإسكان وهو المسؤول بشكل مباشر عن كل وحدة سكنية أقيمت في المستوطنات. لذا فالأمل لا يمثله هذه المرة لبيد، بل على العكس تماماً، الخيار هو بين لبيد والأمل.
•لا نستطيع أن نعرف نتائج الانتخابات فالتحولات كثيرة والتوتر كبير والتيارات عميقة. لكن ثمة أمر واحد معروف: لقد أثبتت المعركة الانتخابية الحالية سنة 2015 أن دولة إسرائيل لم تفقد الأمل، والمسؤولية الآن ملقاة على عاتق كل واحد منا كي نحقق هذا الأمل ونصوت تصويتاً صهيونياً.