نتنياهو في الكونغرس: استبدال الاتفاق الآخذ في التبلور مع إيران باتفاق أفضل يمكنه منعها من امتلاك سلاح نووي
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن الاتفاق الآخذ في التبلور مع إيران حول برنامجها النووي سيئ للغاية، وأكد أنه من خلال استبداله باتفاق أفضل مع إبقاء العقوبات مفروضة على إيران يمكن منعها من امتلاك أسلحة نووية.

وأضاف نتنياهو في سياق خطاب ألقاه أمام مجلسي الكونغرس الأميركي مساء أمس (الثلاثاء)، أن نظام طهران ظلامي ودموي ويشكل خطراً على إسرائيل والشرق الأوسط والعالم، وأشار إلى أن إيران باتت تسيطر على أربع عواصم عربية [بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء].

وبدأ رئيس الحكومة خطابه بتوجيه الشكر إلى كل من حضر وأكد أن الديمقراطيين والجمهوريين دعموا إسرائيل عاماً بعد عام، وأن التحالف المهم بين إسرائيل والولايات المتحدة كان دائماً فوق السياسة الحزبية ويجب أن يبقى كذلك.

كما كال المديح للرئيس الأميركي باراك أوباما بسبب ما فعله تجاه إسرائيل، وقال: "إننا نقدر ما فعله الرئيس أوباما لمصلحة إسرائيل وهو معروف على نطاق واسع، وخصوصاً في اللحظات الحاسمة التي كان آخرها دعمه لمنظومة اعتراض صواريخ حماس الصيف الفائت". 

ولفت إلى أن بعض ما قدمه أوباما لإسرائيل قد لا يُعرف على الإطلاق ولا سيما في القضايا الحساسة والاستراتيجية.

وقال نتنياهو إنه قرّر أن يأتي إلى الكونغرس كرئيس حكومة لكونه يشعر بالتزام تجاه إسرائيل حيال قضية تهدّد وجودها وهي سعي إيران لحيازة أسلحة نووية. وأضاف أن الشعب اليهودي يواجه الآن محاولة أخرى من طرف شخص فارسي آخر يسعى للقضاء عليه وهو المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي الذي يعبر عن آرائه المناهضة للسامية ويؤكد أنه يجب محو إسرائيل من الخارطة.

واعتبر نتنياهو أن مشكلة إيران ليست يهودية فحسب وإنما أيضاً عالمية شأنها شأن النازية لكون النظام الإيراني يهدد السلام العالمي وليس إسرائيل فقط. وشدّد على أن إيران تشكل تهديداً إقليمياً حيث إنها تزرع الفوضى التي تعم الشرق الأوسط بما في ذلك قطاع غزة والجولان، وتقتل في سورية والعراق واليمن، وتهدد بإغلاق المضائق المهمة في البحر الأحمر وبالتالي تتحكم بحركة تجارة النفط العالمية.

وأشار إلى أن إيران قتلت المئات من الجنود الأميركيين في بيروت، وقامت بقتل وجرح المئات من الموظفين الأميركيين في العراق، ودمرت مركزاً يهودياً في الأرجنتين، وحاولت اغتيال سفير سعودي في واشنطن، وفي الشرق الأوسط باتت تسيطر على 4 عواصم هي بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء.

ووصف نتنياهو النظام الإيراني بأنه متطرّف ويدعو إلى قتل أميركيين على رؤوس الأشهاد. وأكد أن هذا النظام سيظل دائماً عدواً لأميركا، وأشار إلى أن حرب إيران ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" ["داعش"] لا يجعل منها حليفة للولايات المتحدة، حيث ان إيران وهذا التنظيم يتنافسان على فرض الإمبراطورية الإسلامية على الشرق الأوسط أولاً ومن ثمّ على العالم بأسره وبالتالي لن يكون هناك مكان لليهود أو للمسيحيين، وشدّد على أن أكبر خطر يواجهه العالم في الوقت الحالي هو احتمال حصول تزاوج بين الإسلام المتطرّف والسلاح النووي.

وأعرب نتنياهو عن اعتقاده أن سبب قبول إيران الاتفاق قيد التفاوض بينها وبين الدول الست الكبرى [مجموعة الدول 5+1] يعود إلى أنه لا يمنعها من تطوير سلاح نووي وإنما يضمن لها ذلك في المدى القريب. وقال إن هذا الاتفاق يتضمن تنازلين مهمين: أولاً، إبقاء إيران مع بنية تحتية نووية كبيرة وتوفير الوقت الذي يسمح لها بالحصول على البلوتونيوم لإنتاج القنبلة النووية، كما أن أجهزة الطرد المركزي ستبقى لديها والبرنامج النووي سيُترك سليماً، وإذا ما عملت إيران على تطوير أجهزة الطرد فإن الوقت اللازم لإنتاج قنبلة سيكون أقصر؛ ثانياً، أن التزام إيران بالاتفاق سيكون مشكوكاً فيه حيث إنها تخدع المفتشين الدوليين وقد تكون لديها منشآت نووية سرية، كما سبق أن أثبتت أنها ليست محل ثقة. وفي هذا السياق أشار نتنياهو إلى أن كوريا الشمالية طردت المفتشين الدوليين وعملت على إنتاج أسلحة نووية.

وقال رئيس الحكومة إن إيران قد تحصل على سلاح نووي من خلال الاتفاق الذي ينتهي بعد عقد من الزمن، وإنه عندما تتطور الإمكانيات النووية لديها سيكون لها مطلق الحرية لإنتاج قنبلة نووية، فهي تخطط لامتلاك 190،000 جهاز طرد مركزي لتخصيب اليورانيوم، وبهذه القدرة يمكنها إنجاز الوقود النووي خلال أسابيع، وستكون النتيجة أن أكبر راع للإرهاب العالمي يمكنه الحصول على ما يكفي من اليورانيوم المخصب لإنتاج أسلحة ذرية بصورة شرعية. 

وشدّد على أن النظام الإيراني لن يتغير للأحسن، وأشار إلى أن شهيته للعدوان كبيرة وستتصاعد سنوياً مع رفع العقوبات عنه فهو يسيطر على 4 دول في ظل العقوبات، ولذا فإن رفع هذه العقوبات من شأنه أن يتسبب بزيادة الرفاه في إيران وتصعيد العدوان في الخارج وتمويل المزيد من الإرهابيين. وبناء على ذلك، فإن إيران بعد رفع العقوبات عنها ستصبح أكثر عدوانية وسيتغير الشرق الأوسط للأسوأ وستُطلق شرارة سباق التسلح النووي في المنطقة التي ستشهد بعد ذلك حروباً كثيرة.

وقال نتنياهو إن على العالم أن يطالب إيران بما يلي: أولاً، وقف عدوانها ضد جيرانها في الشرق الأوسط؛ ثانياً، وقف دعم الإرهاب في أنحاء العالم كافة؛ ثالثاً، وقف تهديدها بالقضاء على إسرائيل الدولة اليهودية الوحيدة في العالم. وأضاف أن على الأسرة الدولية أن تتأكد قبل رفع القيود المفروضة على إيران أنها ستغير سلوكها وأنه إذا كانت تريد أن تُعامل كدولة عادية فيجب أن تتصرف كدولة عادية.

 

وأضاف رئيس الحكومة أنه منذ نحو سنة كان العالم يقول إن عدم التوصل إلى اتفاق أفضل من اتفاق سيئ، والاتفاق الآخذ في التبلور سيئ للغاية. كما قيل إن البديل الوحيد هو الحرب وهذا ليس صحيحاً لكون البديل هو اتفاق أفضل كثيراً لا يبقي لإيران إمكانيات نووية كبيرة ولا يتيح لها طريقاً ممهداً للحصول على سلاح نووي ويتيح لجيرانها إمكان العيش بسلام.