أوباما لا ينوي التراجع عن التوصل إلى اتفاق مع إيران
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

•يمكن القول إن العملية الانتقامية المتمثلة بمقاطعة البيت الأبيض لمؤتمر "إيباك" [اللوبي اليهودي المؤيد لإسرائيل في الولايات المتحدة] والتي وفقاً لتقرير وكالة "إي. بي" للأنباء يتم الآن درسها كجزء من جهود تقزيم الخطاب المرتقب لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في الكونغرس وصرف الأنظار عنه، لا تهدف إلى معاقبة الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، ولكن هدفها بث رسالة قاطعة وحازمة بأن لا شيء سيثني الإدارة الأميركية عن التوصل إلى اتفاق مع إيران حول برنامجها النووي.

•لا يعني هذا الكلام أن الاتفاق يجب أن يوقع حتى تاريخ الهدف وهو 24 آذار/ مارس المقبل، فبحسب التقديرات السائدة في أروقة الأمم المتحدة في نيويورك، من شبه المؤكد أن تقرر أطراف المحادثات [مجموعة الدول 5+1 وإيران] مواصلة المفاوضات حتى الربيع. لكن مع ذلك، فمن الواضح أن الرئيس باراك أوباما مصمم على إنهاء السنتين الأخيرتين من ولايته بما يراه إنجازاً مركزياً وربما وحيداً من حيث أهميته في سياسته الخارجية، وهو إنهاء عهد العداء بين الولايات المتحدة وإيران.

•من الواضح أن المسؤولين في البيت الأبيض لم ينفعلوا بتاتاً من الملاحظة الواردة في تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية الذي نشر أول من أمس وجاء فيه أن "إيران لن تقدّم توضيحات بشأن فحص مواد متفجرة ووسائل أخرى من شأنها أن تستخدم في بناء قنبلة نووية". وتشير شخصيات أميركية لها علاقة بالاتصالات الجارية مع إيران، إلى أن الولايات المتحدة ستصر على أن يتضمن أي اتفاق يتم التوصل إليه معايير وشروطاً تضمن ألا تستطيع إيران إنتاج سلاح نووي. ويشار إلى أن التقرير يتضمن أيضاً ملاحظة إيجابية فحواها أن إيران توقفت عن توسيع تجاربها على أجهزة الطرد المركزية وفقاً للتفاهمات التي تم التوصل إليها في إطار المفاوضات حتى الآن.

•مهما يكن الأمر، وحتى إن قرر نتنياهو الظهور أمام الكونغرس، فإن خطوة كهذه لن تقوم بإصلاح شيء من الجو العكر بين رئيس الحكومة والرئيس الأميركي، كما أنها لن ترمم الدمار الذي وقع بين إسرائيل وزعامة الإدارة الأميركية. ولا شك في أن الضرر المترتب على ذلك كبير بالنسبة إلى حليف يعتبر رصيداً استراتيجياً مهماً لإسرائيل، لكن يمكن إصلاح ذلك فقط شرط ألا يكون نتنياهو هو رئيس الحكومة المقبل في إسرائيل.

•فضلاً عن ذلك، فإن "إيباك" تخرج مسكينة وحزينة ومجروحة من كل هذه القصة الرديئة. وبالتالي ليس من المبالغة القول إن قرار نتنياهو الاستجابة لدعوة زعيم الجمهوريين في الكونغرس جون باينر والجدل الشديد بشأن ظهوره المرتقب ألحقا ضرراً فادحاً بهذا اللوبي اليهودي العريق الذي خسر في الأعوام الأخيرة الكثير من زخمه كلوبي مُحكم وناجع. 

 

•وبحسب أقوال مصادر دبلوماسية رفيعة هنا في نيويورك، فإن الولايات المتحدة ليس فقط تمتنع عن تبليغ  إسرائيل أسرار المفاوضات مع إيران فحسب، لكن أيضاً باتت لا تبلغ نظراءها في مجموعة الدول الست الكبرى (التي تجري رسمياً المفاوضات مع إيران) بهذه الأسرار. وبتوجيه من البيت الأبيض وبالتنسيق مع وزير الخارجية جون كيري، فإن الوفد الأميركي برئاسة ويندي شيرمان يجري محادثات مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ولا يتم إبلاغ ممثلي الدول الست الكبرى بها. وتؤكد هذه المصادر الدبلوماسية كذلك "أن الأميركيين يتركون للأوروبيين معالجة الأزمة المستمرة في أوكرانيا، لكنهم أخذوا على عاتقهم إدارة المفاوضات مع إيران نظراً إلى أن الرئيس أوباما يتطلع إلى أن يكون الاتفاق مع إيران بمثابة انتصار حصري للولايات المتحدة".