على هيرتسوغ أن يتخذ موقفاً واضحاً وصارماً ضد الاتفاق النووي مع إيران
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•إسرائيل دولة لا حظ لها. فخلال شهر واحد هو آذار/مارس 2015 قد تشهد ثلاث أحداث درامية: الصفقة المحتملة لباراك أوباما مع إيران، والخطاب الذي ينوي نتنياهو إلقاءه في الكونغرس، وانتخابات الكنيست. خلال الـ40 يوماً القادمة قد يرتكب رئيس الولايات المتحدة أكبر خطأ في حياته، كما سيرتكب رئيس الحكومة الإسرائيلية بالتأكيد خطأ حياته، بينما ستكون دولة إسرائيل مشلولة وقت يتسلّى فيه الزعيمان بخطوات من شأنها تعريض حياة الكثيرين للخطر.

•أوباما. يؤمن أوباما بتجريد العالم من السلاح النووي. لكنه يؤمن أيضاً بضرورة الامتناع بأي ثمن عن مواجهة إضافية بين الولايات المتحدة ودولة إسلامية. وهاتان الفكرتان تتعارضان. فإذا لم تشعر القوة العظمى الشيعية بأن أميركا مستعدة لمواجهتها – سياسياً واقتصادياً- فإنها سوف تصبح دولة نووية في المستقبل. وإذا أصبحت إيران نووية، فإن الشرق الأوسط سيصبح نووياً، وسيكون القرن الحادي والعشرين قرن الخطر النووي. إن توجه أوباما نحو التصالح مع طهران (حتى بعد  أن جعلها انهيار أسعار النفط أكثر عرضة للضرر بصورة لم يسبق لها مثيل)، من الممكن أن بخرّب رؤيته هو بالذات لنزع السلاح النووي.

•لم يفت الأوان بعد، وما يزال من المحتمل أن تحول الغطرسة الإيرانية وخيبة الأمل الأميركية  دون وقوع الكارثة. لكن استناداً إلى المفاوضات الأخيرة بين الديمقراطية الأميركية والدولة الدينية الإيرانية، فمن الواضح أن الرجل الموجود في البيت الأبيض مصاب بمتلازمة خطيرة هي الرغبة في التصالح. فهو لا يرى الخطر ولا يفهمه، ويبذل كل ما في استطاعته للوقوع في الفخ.

•نتنياهو. عندما كان رؤساء حكومة إسرائيل يتحدثون لغة اليديش ولا يشاهدون لعبة السوبربول، كانوا يعرفون أمراً واحداً هو أن التعاطف مع إسرائيل في الولايات المتحدة يجب أن يقوم على تأييد الحزبين. ولكن اليوم عندما يوجد في إسرائيل رئيس حكومة يبدو مثل الأميركيين ويتحدث مثلهم، نراه يتصرف كأنه لا يفهم أميركا بتاتاً.  يكره نتنياهو الديمقراطيين – الليبراليين. لكن ألا يعلم أن ثلثي اليهود في الولايات المتحدة هم ديمقراطيون ليبراليون؟ وهل يعلم أن 90% من الطلاب اليهود في الولايات المتحدة هم ديمقراطيون – ليبراليون؟ وهل يعرف أن أميركا في القرن الحادي والعشرين متعددة الثقافات وأكثر انفتاحاً وقيمها مناقضة لقيم شيلدون أدلسون؟

•لماذا على الرجل الذكي الذي يسكن في حي بلفور الإصرار على نسف المبدأ المقدس القائم على تأييد الحزبين لإسرائيل، ولماذا يصر على التحدث مثل الجمهوريين ويجعل إسرائيل تتعاطف بصورة خطرة مع جدول أعمال الحزب الجمهوري؟ إن خطاب نتنياهو في الكونغرس هو ذروة سياسة فاشلة تساهم في إفشال المعركة ضد تحول إيران إلى دولة نووية، كما تعرض للخطر التحالف الاستراتيجي الطويل الأمد مع الولايات المتحدة.

•إنما على الرغم من المعركة الانتخابية، فإن إسرائيل العاقلة لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي حيال الصفقة السيئة لباراك أوباما والخطاب السيئ الذي ينوي نتنياهو إلقاءه. إسرائيل العاقلة لديها اليوم وجه هو يتسحاق هيرتسوغ. وهذه هي اللحظة التي يتعين على هيرتسوغ أن يثبت فيها زعامته ويظهر قدراته.

 

•في الوقت الذي لا يوجد فيه رجل، يتعين على هيرتسوغ أن يكون هذا الرجل. وعليه أن يلقي في القدس الخطاب الصحيح في موضوع الخطر النووي الإيراني. كما يتعين عليه أن يدعو أوباما إلى عدم القيام بخطوة لا عودة عنها ومن شأنها زعزعة النظام العالمي. ويجب عليه أن يتصرف كزعيم وطني ويقود المعركة الدولية ضد صفقة أوباما وخامنئي الكارثية.