إيران وحزب الله يتجندان من أجل إعادة الجولان السوري إلى الأسد
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•استطاع الهجوم المشترك لنظام الأسد وحزب الله ومستشارين من الحرس الثوري الإيراني في جنوب سورية تحقيق نجاحات أولى، بعد أن نجحت قوات النظام في استعادة السيطرة على عدد من القرى والبلدات التي وقعت تحت سيطرة الثوار. وتقع المنطقة التي شملها الهجوم الذي بدأ هذا الأسبوع، بين بلدة درعا والجزء الجنوبي من الحدود مع إسرائيل في هضبة الجولان. ويكشف الهجوم محاولة الرئيس بشار الأسد طرد الثوار من المناطق التي سيطروا عليها  خلال النصف الثاني من 2014، وتخوفه من أن يخدم تقدم تنظيمات المعارضة السورية إسرائيل.

وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلّم صرّح قبل بضعة أيام بأن سورية لن تسمح بإقامة منطقة أمنية تابعة لإسرائيل بالقرب من الحدود بين الدولتين يسيطر عليها الثوار. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه (بوغي) يعلون في شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي في مقابلة أجرتها معه "هآرتس"، إن لدى إسرائيل تفاهمات مع الأطراف المعتدلة في تنظيمات الثوار تقضي بالمحافظة على الهدوء في منطقة الحدود وإبعاد التنظيمات المتشددة عنها مثل جبهة النصرة المتعاطفة مع القاعدة.

•وأضاف يعلون أن هؤلاء يقومون بذلك لقاء مساعدة إنسانية إسرائيلية تشمل المعالجة في المستشفيات وتقديم أغطية في الشتاء وغذاء للأطفال ولسكان القرى القريبة من الحدود.

•يدّعي النظام السوري وحزب الله منذ فترة طويلة أن العلاقات بين إسرائيل وتنظيمات المعارضة عميقة للغاية، وأن إسرائيل وقفت عملياً إلى جانب "جبهة النصرة" من أجل المساعدة في إسقاط الأسد، وبهذه الطريقة تفتح جبهة تستطيع التنظيمات السنية المتشددة من خلالها مهاجمة الحزب داخل أراضي لبنان من ناحية الجنوب الشرقي. وكانت في بعض الأحيان تُوجَّه اتهامات مشابهة إلى الأردن أيضاً وبأنه يشكل جزءاً من هذه الجبهة الواسعة التي تعمل على إسقاط النظام في دمشق.

•يعترف حزب الله وإيران اللذان سبق أن كذبا وجودهما في الجانب السوري من الجولان، بهذا الوجود اليوم بعد حادثة الاغتيال التي نسبت إلى إسرائيل في كانون الثاني/يناير الماضي وقتل فيها ستة أعضاء من الحزب وجنرال من الحرس الثوري الإيراني. يفسر حزب الله وإيران نشاطهما في الجولان بأنه يستهدف أمرين: مساعدة الأسد في إبعاد الثوار عن الحدود، ووضع إسرائيل أمام تحدّ من خلال فتح جبهة "مقاومة" إضافية على الحدود السورية رداً على الهجمات داخل أراضي سورية ولبنان التي ينسبانها والنظام السوري إلى إسرائيل.

•واستناداً إلى تقارير في الإعلام السوري واللبناني، يشارك في الهجوم في جنوب سورية آلاف الجنود من معسكر النظام، ويقوم مقاتلو الحزب بدور أساسي كما فعلوا في السنتين الأخيرتين في المعارك التي دارت في منطقتي القصير والقلمون المحاذيتين للحدود السورية-اللبنانية. وعلى الرغم من ذلك فالانطباع في القيادة العسكرية الإسرائيلية أن تقدم قوات الأسد يواجه صعوبات في هذه المرحلة. وتعزو المصادر الإسرائيلية هذه الصعوبات إلى المشكلات في الحوافز والقدرة لدى الجيش السوري الذي يقاتل الثوار منذ 4 سنوات والذي تكبد خسائر كبيرة ويعاني من النقص في المعدات والعتاد والجنود. وحتى حزب الله الذي اكتسب خبرة عسكرية كبيرة خلال سنوات قتاله  في سورية، فإنه خسر مئات المقاتلين في المعارك ومن المحتمل أن يؤثر ذلك على أداء قواته على الأرض.

•وقال مصدر مقرب من نظام الأسد لصحيفة "هآرتس" إن الهدف الأساسي للهجوم الواسع النطاق الذي بدأ في جنوب سورية هو حماية العاصمة دمشق من جهتي الغرب والجنوب بعد ازدياد حدة الهجمات من هذه الجبهة، وفي الأساس وبسبب الدعم العلني الذي تقدمه لتنظيمات الثوار. ففي الأسابيع الأخيرة أطلقت تنظيمات الثوار عدة مرات صواريخ وقذائف من الجنوب في اتجاه دمشق. ويبدو أن الهدف من هجوم النظام الآن استغلال  واقع أن الدولة الإسلامية (داعش)،  التي تعتبر أقوى تنظيمات الثوار، والتي يُعتبر وجودها في جنوب سورية محدوداً هي اليوم في وضع دفاعي من جراء العمليات الجوية الواسعة النطاق التي يقوم بها التحالف الدولي في سورية والعراق.

•وتحدثت تقارير في وسائل الإعلام السورية عن أن جيش الأسد نجح في استعادة سيطرته على بضع بلدات وقرى في المنطقة الواقعة بين درعا وبلدة القنيطرة في الجولان. كما جرت السيطرة من جديد على بلدة خربة غزالة بالقرب من درعا للمرة الأولى منذ أيار/مايو 2013. 

 

•يبدو أن المرحلة الأساسية من الهجوم لم تبدأ بعد، ولكن بدءاً من اللحظة التي سيستخدم فيها الجيش السوري قوات أكبر، ويزيد من استخدام الطوافات والطائرات التي لديه، وهذه هي نقطة التفوق البارزة للنظام طوال الحرب، فإن حدة القتال ستزداد بصورة كبيرة وستترافق  مع سقوط عدد كبير من الإصابات في صفوف المقاتلين والمدنيين من الجهتين.